فرق سطرت تاريخ المسرح وتركت علامة مميزة بداية من جورج أبيض وحتى محمد صبحي

الموجز

تعرف الجمهور على المسرح العربي في عام 1847، عندما أخرج مارون النقاش المسرحية العربية الأولى "البخيل"، والتي استوحاها من "موليير"، وتعاقبت الفرق المسرحية على مدار تاريخ المسرح الممتد، لتكون فرقة "استديو الممثل" بقيادة الفنان محمد صبحي آخر تلك الفرق التي تترك علامة مميزة في تاريخ المسرح المصري، بعرضها الحالي لأحدث مسرحياتها التي تحمل اسم "خيبتنا" على مسرح "مدينة سنبل".

البداية مع فرقة جورج أبيض، والذي ألف فرقا مسرحية مختلفة ودخل في فرقة مشتركة بينه وبين الشيخ سلامة حجازي، كما قدم مسرحيات لشكسبير وجورج برنارد شو، واستطاع نشاطه الفني أن يجتذب إليه عباقرة الفن مثل الشاعر خليل مطران والشاعر حافظ إبراهيم، وقدم ما وصف بأنه أول مسرحية مصرية، وهي مصر الجديدة ومصر القديمة للكاتب فرح أنطون.


وفي عام 1923 تكونت أول فرقة مسرحية مصرية "نظامية" لها طاقم فني متحمس ومتحد، على رأسه المخرج عزيز عيد والمدير هو يوسف وهبي ومجموعة ممثلين موهوبين كان على رأسهم الممثلة روز اليوسف، والفنانون حسين رياض وأحمد علام وفاطمة رشدي وزينب صدقي، وجذبت الفرقة أنظار الجمهور العريض والمثقفين معا، بما قدمته من مسرحيات أشهرها "غادة الكاميليا"، و"كرسي الاعتراف".


كما كون أمين صدقي مع الكسار فرقة تمثيل عام 1916 تحمل اسم "علي الكسار"، وصنفت ضمن الفرق الكوميدية، وانفصل الشريكين عام 1925 بعد نجاح مسرحهم "الماجستيك" بشارع عماد الدين، وجاب بالفرقة محافظات مصر، وكتب مسرحيات الكسار كبار الكتاب مثل أمين صدقي وبديع خيري كما أنه شارك في كتابة مسرحيات كثيرة له، وأضفى لمساته عليها منها مسرحية "الدكتور المزيف"، مثلما ورد في كتاب "مسرح على الكسار" للدكتور سيد علي إسماعيل، وقدم الكسار أكثر من 200 أوبريت للمسرح برفقة فرقته، وتألق بشخصيته المشهورة النوبي الطيب "عثمان عبدالباسط"، منذ أن قدمها للجمهور عام 1916.

ظهرت فرقة نجيب الريحاني في نفس توقيت فرقة الكسار، حيث قال الريحاني في مذكراته: "بدأت فرقة كازينو دي باري، التي كان على رأسها الكسار، تحتل مكانًا مهمًا في عماد الدين، كما بدأ نجم الأستاذ الكسار يتلألأ في ذلك الحين إلى جانب نجمي، وأوجدت الظروف من الفرقة منافسًا قويًا لفرقتنا الناجحة"، وكان الريحاني يقدم المسرحيات الاستعراضية على مسرح الـ"إيجييسيان" المواجه لمسرح "رمسيس"، وكانت مشكلاته تنتقد المشاكل الاجتماعية بطريقة ساخرة تضحك الجمهور، وكان النقاد يتندرون على مدى التنافس بين مسرح الريحاني ومسرح رمسيس فكلاهما يُبكي الجمهور، الأول من الضحك والثاني من الفواجع.


حاول إسماعيل ياسين وأبو السعود الأبياري أن يكونا ثنائيًا يشبه الريحاني وبديع خيري، فألفا فرقة باسم الأول وحولا سينما ميامي الصيفي إلى مسرح إسماعيل ياسين، وعملت عليه الفرقة عدة مواسم، كما حولت المسرح القومي في الإسكندرية إلى مسرح يحمل نفس الاسم، وعندما تراكمت الديون على الفرقة وانحسرت أضواء السينما عن البطل اضطر أن يغلق أبواب مسرحه.


وأسس أعضاء برنامج ساعة لقلبك فرقة تحمل نفس اسم البرنامج الإذاعي وكان ذلك عام 1959، وقدمت الفرقة مسرحيتين هما "مراتي صناعة مصرية"، وقدمت بعد ذلك باسم "حالة حب" بطولة فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وشويكار.

ونجحت الفرقة نجاحًا كبيرًا ولكنها لم تستمر، حيث انضم أعضاؤها بعد ذلك إلى فرق التلفزيون المسرحية وعندما أحسوا بمدة نجاحهم وشعبيتهم دعاهم سمير خفاجي إلى تكوين فرقة كاتحاد لهم وأسسوا "فرقة الفنانين المتحدين" وانفصلوا عن مسارح التلفزيون.

تم نسخ الرابط