كفاحي .. قصة واحد من أهم كتب القرن العشرين
في 18 يوليوعام 1925 أى فى مثل هذا اليوم صدر الكتاب الشهير "كفاحي" للزعيم الألماني النازي هتلرالذي يمكن القول إنه أحد أهم الكتب في القرن الـ20.
"كفاحي" كتاب خالد ليس بفضل طبيعة موضوعه الذي يركز على السيرة الذاتية لصاحبه وأفكاره التي أشعلت أكثر من حرب لكن لأنه كان أكثر الكتب إلهاماً وإثارة في النصف الأول من القرن ودائماً ما يوصف بأنه الكتاب الذي قاد قراءه إلى التهلكة وذهب بضحاياه إلى الجحيم كما أنه تم تجريم بيعه في أكثر من نصف الكرة الأرضية لما يقرب من قرن كامل.
فحين قرر هتلر تعميم محتواه في أربعينيات القرن الماضي كان يُوزع في ألمانيا مع عقود الزواج بحيث يوضع تحت الوسادات في غرف نوم كل عروسين وبالتالي لم يخل أي منزل ألماني من نسخ للكتاب.
بدأ هتلر كتابة "كفاحي" وهو في السجن الذي أودع فيه بتهمة الخيانة بعد فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عام 1923 في ميونيخ والتي يُطلق عليها "انقلاب حانة البيرة"، ولخص فيه توجهاته العنصرية والمعادية للسامية وبعد إطلاق سراحه كتب الجزء الثاني في استراحته الجبلية قرب بيرشتسجادن.
ويعرض الكتاب خلطة من أفكار الاشتراكية القومية، كما يقدم رؤية عسكرية للعالم، ويبرر التمييز العنصري والإبادة بحق الجنس الآري، وبمجرد تولي هتلر زمام السلطة، بعد مرور 10 أعوام، أصبح الكتاب من الكتب النازية الأساسية، وطبع منه 12 مليون نسخة.
وكان العنوان الذي اختاره مؤلفه هو "4 سنوات ونصف من الكفاح ضد الأكاذيب والغباء والجبن"، لكن ناشر الكتاب ماكس أمان، أوصى بتسميته "كفاحي" ونشره في مجلدين خلال عامي 1925 و1926.
ومع نهاية تلك الحرب كانت قد بيعت نحو 10 ملايين نسخة تقريباً وحصل المتزوجون حديثا والجنود على نسخ مجانية من الكتاب.
وانتحر هتلر في برلين عندما اقترب الجيش السوفيتي من العاصمة الألمانية في 30 أبريل عام 1945، وتم حظر الكتاب بعدها في أغلب دول العالم.
واللافت أنه بعد أكثر من نصف قرن من المنع عقب سقوط هتلر وتجريم الأفكار النازية في العالم تم التصريح بإعادة طبعه في ألمانيا لخدمة الأغراض التعليمية فقط وأتيحت طبعات منه للجمهور في مناطق أخرى من العالم.
كما أثيرت أكثر من معركة فكرية وقانونية حول المصير الذي تنتهي إليه حقوق نشر الكتاب والتي ظلت تملكها ولاية بافاريا الحرة إلى أن انتهت في الـ31 من ديسمبر في عام 2015.