صعد على المسرح بعد دفن ابنته الوحيدة وتوفى فجأة أثناء مكالمة هاتفية..حكاية الكوميديان محمد رضا

الموجز

نال حب وتقدير الجمهور الذي شعر بأنه واحد منهم فهو "ابن البلد" وأشهر معلم بالسينما المصرية، الفنان الراحل محمد رضا، الذي أضحكنا وامتلأت حياته بالدموع والأحزان، لكنه كان يخفي آلامه وهمومه ليرسم البسمة على وجوه الملايين على مر الأجيال، فقد عانى نجم الكوميديا محمد رضا من قسوة الحياة التى ملأها ضحكاً وسخرية.

عاش الفنان محمد رضا أقسى وأصعب تجربة يمكن أن يعيشها إنسان بفقد فلذة كبده، ورغم قسوة هذه التجربة استمر يبدع ويسعد جمهوره وقلبه ينزف حزناً وألماً.

ويقترن اسم محمد رضا دائما بالسعادة والبهجة والضحك، فنتذكر معه شخصية "جنجل أبو شفطورة..في فيلم 30 يوم فى السجن"، وغيرها من أدوار أتقن فيها شخصية المعلم ابن البلد، وغيرها من أدوار كوميدية، لا يعرف الكثيرون أن قلبه عاش تجربة قاسية بمرض ووفاة ابنته الوحيدة أميمة أكبر أبنائه وأول فرحته، وأنه لم يتوقف عن إسعادنا حتى بعد أن صدمه خبر وفاتها، بل وأنه صعد خشبة المسرح وأدى دوره فى نفس اليوم الذى دفنها فيه.

عن هذه المأساة تحدث ابنه أحمد محمد رضا قائلا :" كنا 3 أولاد وبنت واحدة، «أميمة، أحمد، مجدى، حسين»،وأكبرنا شقيقتى أميمة، مشيرًا إلى أن والده كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بابنته الوحيدة، وكانت صدمة عمره وأسوأ أيام حياته عندما مرضت بالسرطان.

وأضاف :"كانت أصعب المواقف فى حياته وحياتنا، لأن أميمة كانت أول فرحته وابنته الوحيدة، وكانت حنونة وقريبة من كل أفراد الأسرة، فبعد زواجها أنجبت شقيقتى أميمة ابنها عمر ثم ابنتها عبير، وبعدها أصيبت بالسرطان وهى فى منتصف الثلاثينيات، وظلت تعانى عامين، وهو ما أثر على أبى بشكل كبير".

وعن واقعة وفاة الابنة الوحيدة قال أحمد محمد رضا :" أثناء سفر والدى فى مهمة عمل عام 1989 ماتت أميمة وتركت ابنتها عبير قبل أن تكمل عامين، ولن أنسى مشهد والدى عندما ذهبنا لاصطحابه من المطار، حيث دخل البيت فى حالة انهيار تام، ولم أره بهذه الحالة من قبل".

وتابع الابن تفاصيل المأساة قائلا :" بابا كان عنده مسرح فى نفس اليوم، حيث كان يعرض مسرحية «طب بعدين»، فاقترح المخرج السيد راضى تأجيل العرض، ورفض والدى، وقال الناس قطعت تذاكر والعمال بياخدوا أجور، وصمم على عدم تأجيل المسرحية وتماسك وأدى دوره وأضحك الجمهور".

واستكمل ابن المعلم رضا حديثه :"بعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور :"محمد رضا كان عنده ظرف قاسى وابنته توفت اليوم ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم"، مؤكدا أن هذا الموقف وقع كبير على الجمهور.

وأكد أحمد محمد رضا أن والده كان يحرص على إسعاد الناس فى أصعب المواقف وهو يرى أختى تتألم من المرض وبعد دفنها ووفاتها، ونفس الموقف حدث عندما توفى والده عام 1975 فوقف على المسرح بعد دفنه.


وعن قصة وفاته الغريبة تحدث ابنه قائلًا :«كان والدى بكامل صحته ولم يكن يعانى سوى من بعض الأمراض المزمنة التى تعايش معها، ويوم وفاته ذهب لإداء دوره فى مسلسل ساكن قصادى، وكان صائما، حيث كان التصوير فى نهار رمضان».

وتابع ابن المعلم رضا: «بعدما انتهى والدى من التصوير عاد إلى المنزل وكان أخى حسين يزوره، وكلنا جميعا تزوجنا وأنجبنا، وأراد أخى أن يمشى قبل الإفطار، ولكن أبى طلب منه أن يبقى ليفطر معه هو وأمى وعبير ابنة شقيقتى الراحلة».

وأضاف: «بعد الإفطار اتصل بوالدى صحفى من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أبى أنفاسه وسقطت سماعة التليفون من يده، وجاءت عبير لتناديه فلم يرد على أخى حسين الذى فوجئ بوفاة أبى ورد على السماعة ليخبر الصحفى أن والدى توفى، فأصيب الصحفى بحالة ذهول، وكان هذا فى 21 رمضان الموافق 21 فبراير 1995».

يواصل الابن الحديث عن ذكرى هذا اليوم قائلا: «جئت من السفر لحضور جنازة والدى، ووقتها تذكرت نظرته لى وأنا مسافر قبل رمضان بشهرين حين أخبرته أننى لن أعود إلا بعد 4 أشهر فابتسم قائلا «هتيجى يا أحمد على العيد الصغير»، وعندما أكدت له أنه من الصعب عودتى بعد شهرين قال «اسمع منى هتيجى»، وكأنه يشعر أننى سأعود لأحضر جنازته، وكانت صدمة كبيرة لنا ولوالدتى التى توفت أيضا فى 27 رمضان عام 2008.

تم نسخ الرابط