الإتيكيت في زمن كورونا.. كل ما غيره في حياتنا الوباء الملعون

الاتيكيت
الاتيكيت

.
آداب السلوك والإتيكيت تتطور دائمًا، فهي ليست أمورا جامدة لا يمكن تغييرها، ما هو ثابت فيها ولا يمكن تغييره أبدًا هو فكرة احترام نفسك والآخرين.وقد تأثر الاتيكيت بانتشار فيروس كورونا وتغيرت قواعده
.

قالت ميكا ماير، مؤلفة كتاب Business Etiquette Made Easy، إن قلة قليلة من الناس من المحتمل أن يتصافحوا عندما تصبح مسافة التباعد بين الأشخاص تصل إلى 6 أقدام. وأشار خبراء الأتيكيت إلى أن بعض التصرفات مثل ضرب الكوع بشخص آخر قد يكون أمرا غير لائق في الاجتماعات الرسمية، عوضًا عن ذلك توصي ماير باتباع طريقة مُعينة أثناء التحية تقوم على تشبيك يديك ببعضها البعض ووضعهما أمامك أثناء اقتراب شخص منك، أو التوقف والنظر إليه مع ابتسامة وأومئ برأسك، وفي الوقت نفسه ضع يديك خلف ظهرك.

تم إلغاء عدد كبير من التجمعات والأحداث لاسيما تلك التي كان من المفترض أن تضم عددا كبيرا من الأشخاص، ولكن إذا وُجهت إليك دعوة لحضور حدث أو المشاركة في فعالية ما ووافقت عليها بالفعل ولا يزال من المقرر إقامته، تقول خبيرة الاتيكيت شارون شفايتزر إنه بإمكانك الاعتذار عن الحضور، خاصة وأن قواعد الاعتذار أصبحت أكثر مرونة عن ذي قبل.

ذكرت شفايتزر أن الآداب القديمة والأتيكيت المتعلق بحضور الحفلات والمناسبات الرسمية تغير كثيرًا الآن في ظل عصر كوفيد-19، إذ أصبح بإمكان أي شخص الاعتذار عن حضور أي مناسبة مهما كانت أهميتها نظرًا إلى الظروف التي نعيشها الآن.

مع ذلك، يجدر القيام ببعض الأمور لتعويض غيابك عن الأحداث والفعاليات، على سبيل المثال إذا اعتذرت عن حضور حفل زفاف فعليك إرسال هدية للعروسين، والتحدث إلى الداعي فورًا وإخباره بأنك لن تحضر، أو أن تكتب له رسالة تعبر فيها عن مدى أسفك لأنك لن تتمكن من الحضور، مع استخدام عبارات لطيفة مثل "أنا سعيد جدًا وممتن لدعوتي، ولكن أعتذر لن أستطيع الحضور".

الأقنعة في الأماكن العامة

مع تشديد المسؤولين في الصحة على أهمية ارتداء أقنعة الوجه أو غطاء الوجه في الأماكن العامة وخلال الانتقال في المواصلات أو أثناء التواجد فيه مكان به تجمعات، رشحت سميث أقنعة الوجهة العصرية والتي تناسب شكل الملابس.

قالت سميث إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تطويع قواعد الموضة بسبب مخاوف صحية، ففي السابق ارتدت النساء القفازات طوال الوقت في الأماكن العامة لحماية أنفسهم وتجنب الجراثيم في وقت انتشار بعض الأمراض مثل حمى التيفوئيد.

ولكن في الوقت نفسه، ارتداء أقنعة الوجه وتغطيتها لنصف وجهك يعني فقدان قدرتك للاحتفاء بشخص ما عن طريق الابتسام، وهنا تأتي أهمية الإيماءات، وفعل أشياء بسيطة مثل رفع الإبهام لأعلى أو التلويح للآخرين وهكذا.

الأمان في المنزل

وكذلك بدأنا نقوم ببعض التصرفات للحفاظ على أمننا وسلامنا في المنزل، على سبيل المثال أصبحنا نطلب من الضيوف والمدعوين إلى منازلنا خلع أحذيتهم في الخارج، وهو الأمر الطبيعي والمتعارف عليه قبل انتشار كوفيد-19 في بعض الثقافات الأخرى.

وكذلك ربما نتوقف عن النفخ في شموع الكعك خلال حفلات أعياد الميلاد، أو لمس الأسطح دون أسباب، أو تناول المشروبات في كوب شخص آخر، أو استخدام الأدوات التي سبق أن استخدمها لتناول الطعام أو فعل أي شيء آخر.

عادات لن تندثر

في النهاية، يتوقع الخبراء أن العادات والطقوس التي اعتدنا عليها منذ قديم الأزل سوف تعود مُجددًا، وسنواصل استخدامها مرة أخرى، مع تخفيف القيود المفروضة علينا حال العثور على لقاح يعالج كوفيد-19.

أكدت جودي سميث أن المصافحة، وهي طريقة لتحية ظهرت في اليونان في القرن الخامس الميلادي، سوف تعود مرة أخرى وسيصافح المواطنون بعضهم البعض مع مرور الوقت. وقالت: "سنصافح بعضنا، ربما لن يحدث ذلك قبل عام 2025، ولكن في النهاية سنفعل ذلك"

تم نسخ الرابط