مازالت صورتها معلقة فى غرفة نومه .. قصة الأميرة التى ساندت سعد زغلول لقيام ثورة 1919
كان لها بالف الأثر فى إزدهار الحياة الثقافية فى مصر فى اوائل القرن التاسع عشر إنها الاميرة العلوية نازلي فاضل صاحبه اول صالون ثقافي مصري حتى انها عرفت بـ أميرة التنوير.
هي بنت مصطفى فاضل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا عاشت فى الفترة من 1853 إلى 1914 حيث ولدت في الاستانه ثم حضرت الي مصر مع والدها وهي في الثالثه عشر فاحتفظت بالعادات الشرقية نظرًا لإقامتها وقت طويل بالأستانة وامتزجت هذه العادات بالثقافة الغربية التي نهلت منها في تلك المرحله
ثم تزوجت
و عين زوجها خليل باشا سفيرا في باريس عام 1877 فسافرت معه لتبدأ هناك واحدة من أهم مراحل حياتها لأنها تفاعلت مع البيئة الثقافية من خلال القراءة والتعلم وكذلك التواصل والانفتاح على الآخرين وقد كانت الصالونات الأدبية تلقى رواجًا كبيرًا في باريس.
.ثًم انفصلت عن زوجها و عادت للإقامة بمصر حيث اصبحت مثقفة ثقافة واسعة و تجيد ٦ لغات هى العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية الإيطالية و الألمانية.
وفي أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر ١٨٨٠أسست أول صالون ثقافي تديره امرأة في مصر بقصرها الذي اسمته "فيلا هنري" والذي كان يقع خلف قصر عابدين في شارع كان يسمى بشارع " لا كامباني".
وفى هذا الصالون انتقلت روح عصر النهضة والتنوير والحداثة من صاحبة الصالون الأميرة الشابة إلى جمهور صالونها وأهمهم محمد عبده وسعد زغلول وقاسم أمين والأديب السوري عبدالرحمن الكواكبي
والسيده هدي شعراوي
ولم يقتصر دور الاميرة على إقامة الصالون والاشتراك فيه بل أن الجدير بالإعجاب هو تأثيرها في التطور الفكري لرواده مع ما لهم من ثقل ثقافي وثراء ذهني واسع.
وندلل على ذلك من خلال دور الاميرة في حياة اثنين من أشهر أصدقائها أولهم الامام محمد عبده
الذي حثته على ضرورة دراسة اللغة الفرنسية وآدابها دراسة متعمقة والثاني سعد باشا زغلول الذي توثقت صلتها به فعينته محاميًا لها وشجعته ايضًا على دراسة الفرنسية ومن شدة إعجابها بشخصه رشحته للزواج من صفية هانم ابنة مصطفى باشا فهمي رئيس الوزراء آنذاك.
وكانت ايضًا وراء إقناع اللورد كرومر بتعيين سعد باشا كما جاء في مذكرات محمد فريد.
كما لا يخفى على أحد ايضاً دورها فى حياة قاسم أمين رائد حركة تحرير المرأة اذ كانت الاميرة نازلي وراء تغير موقفه بعد إصدار كتابه "المصريون" الذي رد فيه على الكونت داركور مدافعا عن قيم الحجاب وعدم خروج المرأة للعمل ومنع الاختلاط وبعد تعرف قاسم امين على الاميرة نازلي وبمشاركة الشيخ محمد عبده كتب كتابه "تحرير المرأة" الذي طبع على نفقة الاميرة وتحت رعايتها عام 1900.
وحتى يومنا هذا لازالت صورة الاميرة معلقة في غرفة نوم سعد باشا ببيت الأمة حيث كان يعيش مما يدل على تقديره لهذه الشخصية العظيمة التي اثرت فيه تأثيرًا بالغًا
اتهما البعض بأن الصالون الأدبي الشهير استُغِلَّ في نشر دعوات التغريب وتحلل المرأة وصفها محمد فريد في مذكراته بأنها كانت من أنصار الإنجليز.