من هو الصحابي الذي أطلق عليه الشيطان عاري الصدر؟
ضرار بن الأزور، رضى الله عنه، هو الصحابي الشجاع الذى هجم على جيش الروم وحده، وكان ذلك فى معركة «أجنادين» عام 13 هجرياً، فصار يضرب فيهم يميناً وشمالاً، ولم يقدروا عليه، حتى إنهم أرسلوا إليه وحده ثلاثين مقاتلاً، وعندما رآهم خلع درعه من صدره، ورمى ترسه من يده، وخلع قميصه، وعندما رأوه على هذه الهيئة دب الرعب فى قلوبهم، ووصفوه بـ«الشيطان عارى الصدر»، وانْقَضّ عليهم يضربهم ذات اليمين وذات الشمال، فقتل منهم عدداً كبيراً وفَرّ الباقون هاربين.
ولم يكتفِ بهذا النصر، بل اخترق صفوف الروم حتى وصل إلى قائدهم، وكان يُدعى «وردان»، ودارت بينهما مبارزة قوية، انتهت بأن اخترق رمح هذا الصحابى صدر «وردان»، قائد الروم، وأكمل سيفه المهمة، عندئذ انطلقت من معسكر المسلمين صيحات : الله أكبر
ضرار بن الأزور، رضى الله عنه، أسلم بعد فتح مكة، وقد كان لهُ مالٌ كثيرٌ، قيل إن له ألف بعير برعاتها، فترك جميع ذلك، وأقبل على الإسلام بحماسة ووفاء، فقال له النبى، صلى الله عليه وآله وسلم: «ربح البيع»، ودعا الله أن لا تُغبن صفقته هذه، فقال النبى: «ما غُبِنتْ صفقتك يا ضرار».
وخاض الصحابي الجليل، العديد من المعارك، التى كان فيها أسداً ضرغاماً يرهب قلوب الأعداء ويحقق النصر لجيش المسلمين.
وفى معركة اليمامة نذر ضرار بن الأزور نفسه، وحمل روحه على كفه من أجل الجهاد، وقاتل قتال الأبطال، وكان مثالاً للتضحية والفداء، حتى قُطعت ساقاه فى هذه المعركة، وبالرغم من ذلك، لم يتوقف عن القتال، فكان يقاتل- رضى الله عنه- على ركبتيه.
وقيل إنه نجا بإصابته، ومات بعدها بفترة فى طاعون «عمواس»، رحمه الله ورضى عنه، ودُفن فى غور الأردن، فى قرية اسمها «ضرار»، سُميت باسمه.