بيعة العقبة الأولى.. معلومات لاتفوتك عنها ولماذا سميت بـ”بيعة النساء”؟
في موسم الحج عام 621م، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام على القبائل عند "العقبة" في منى، لقي ستة أشخاص من الخزرج من يثرب، هم: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقُطبَة بن عامر بن حديدة، وعُقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله.
وفي هذا اللقاء تمت بيعة العقبة الأولى التي سميت بعد ذلك بهذا الاسم نسبة للمكان التي عقدت عنده. وورد نص بنود هذه البيعة في صحيح البخاري حيث روى عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه)، قال عبادة : فبايعناه على ذلك.
وسُميت بيعة العقبة الأولى في التاريخ الإسلامي ببيعة النساء، لأنها تتفق مع البيعة التي ذكرت في سورة الممتحنة الآية 12 الخاصة ببيعة النساء حيث يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
وبعدما تمت البيعة، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الوفد مصعب بن عمير رضي الله عنه، ليعلمهم أمور دينهم ويقرئهم القرآن ويفقههم في الدين، فكان يسمى بالمدينة "المقرئ والقارئ". وقد أقام مصعب في منزل أسعد بن زرارة، وقاد حركة الدعوة إلى الدين الإسلامي، وصلى ابن عمير بالمسلمين في المدينة أول جمعة في الإسلام حسب إحدى الروايتين. واسلم على يده خلق كثير من بينهم: أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ رضي الله عنهما، وأسلم بإِسلامهما يومئذٍ جميع بني عبد الأشهل الرجال والنساء، إِلَّا الأُصَيرِمُ، وهو عمرو بن ثابت بن أُقَيش رضي الله عنه، فلم يسلم إلا يوم أحد، وقاتل فقتل قبل أن يسجد لله سجدة، فأُخْبِرَ عنه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "عَمِلَ قَلِيلًا، وَأُجِرَ كًثيرًا". وقبل مرور عام على وصول مصعب للمدينة، لم تبق دار من دور الأنصار إلا ودخلها الإسلام، وعاد مصعب قبل موسم الحج التالي ليبشر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن دعوة الإسلام قد انتشرت في المدينة وسادتها، وأن المسلمين سيأتون النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام في موسم الحج وهم أكثر عددًا وأكثر إيمانًا وتمسكًا بالدين.