صفقة ترامب وجونسون.. حروب الجيل الخامس تطيح بشركة هواوي الصينية

هواوي
هواوي

في مؤشر يؤكد أن هناك صفقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بشأن الحرب التجارية ضد الصين أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن ترحيبها بقرار بريطانيا استبعاد عملاق شركات التكنولوجيا الصينية هواوي من إنشاء شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة.

ووصف مستشار الآمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين الخطوة البريطانية بأنها تعكس تفاهما دوليا تجاه شركة هواوي وأفرقاء آخرين يشكلون تهديدا للأمن القومي.

وقال أوبراين في تغريدة على موقع تويتر: "نتطلع إلى العمل مع المملكة المتحدة، وكذلك مع العديد من الشركاء والحلفاء لتشجيع التطوير وتعزيز التنوع في شبكة إمداد الجيل الخامس".

وكانت قد استبعدت الحكومة البريطانية شركة الاتصالات الصينية عن استخدام معدات هواوي تدريجيا بحلول عام 2027 بسبب المخاوف الأمنية.

وأوضح وزير الدولة البريطاني للشؤون الرقمية، أوليفر دودن، أن شركتي سامسونغ الكورية الجنوبية ونيك اليابانية من أبرز المرشحين لتعويض خروج هواوي، مشيراً إلى أن المباحثات تجري على مستوى تقني،.

وأضاف في كلمته لمجلس العموم أن الدول حول العالم وليس فقط بريطانيا باتت تعتمد، وبشكل خطير، على شركات قليلة جداً.

من جانبها، دعت شركة هواوي الحكومة البريطانية لإعادة النظر في قرارها فرض حظر على شراء معدات شبكة الجيل الخامس منها، معتبرة أن الإجراء "محبِط" و"مُسيَّس".

وقال المتحدث باسم الشركة الصينية في بريطانيا إد بروستير: "لسوء الحظ فإن مستقبلنا في بريطانيا بات مسيساً، الأمر متعلق بالسياسة التجارية الأميركية وليس الأمن".

وبحسب شبكة "إي بي سي"، فإن هناك سببا رئيسيا وراء استهداف بعض الحكومات الغربية لشركة "هواوي"، التي صارت ثاني شركة من حيث مبيعات الهواتف الذكية في العالم بعد "سامسونغ" الكورية الجنوبية.

ويكمن سبب هذا الاستهداف في مخاوف تجسس الشركة لصالح السلطات الصينية والحزب الشيوعي الحاكم، بالنظر إلى طبيعة الوضع السياسي في البلد الآسيوي العملاق.

ويقول المنتقدون إن الصين قد تستغل نهضتها التقنية في التجسس وانتهاك الخصوصية بخلاف الدول الغربية، ففي الولايات المتحدة، مثلا، قامت معارك قضائية كبرى بسبب رفض شركة "أبل" اختراق جهاز "آيفون" استخدمه أحد منفذي هجوم سان برناردينو.

ونبه خبراء أستراليون إلى أن السماح لشركة "هواوي" بإنشاء شبكة الجيل الخامس في أستراليا، كان سيؤدي إلى مخاطر أمنية كبيرة.

ويقول خبير في المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية، إن "القلق الأكبر يتركز حول ما إذا كان الصينيون يريدون فعلا أن يتجسسوا أم لا عن طريق الشركة".

وتنفي شركة "هواوي" قيامها بأي عمليات تجسس، وتؤكد أنها تحترم القوانين بشكل تام داخل البلدان التي تعمل بها.

في المقابل، تتهم المخابرات الأميركية الشركة العملاقة بالتجسس، ففي وقت سابق من 2018، حذرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، إلى جانب مسؤولي مؤسسات أمنية كبرى، الأميركيين من استخدام منتجات "هواوي".

وقالت اللجنة ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة الأمن القومي، إنه لا ينبغي أن يشتري الأميركيون أجهزة "هواوي" لأنها تجعلهم عرضة للتنصت.

وقال كبير المستشارين لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية نايغل إينكسر، إن هناك مخاطر واضحة فيما يتعلق بـ"هواوي"، حتى إن كان تحديد هذه المخاطر أمرا صعبا.

وأضاف إينكسر الذي عمل لثلاثين عاما في جهاز المخابرات البريطانية: "تقدم (هواوي) نفسها كشركة خاصة، لكن قد يعمل بها أشخاص لا تريدهم في حال فرض الحزب الشيوعي ذلك".

لكن مخاطر القرصنة ليست حكرا على "هواوي" فقط، على ما يبدو.

ففي أكتوبر الماضي، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن عددا من المساعدين في البيت الأبيض نبهوا الرئيس دونالد ترامب إلى ضرورة التوقف عن استخدام هواتفه الشخصية، بالنظر إلى احتمال التجسس عليها من قبل المخابرات الصينية والروسية.

تم نسخ الرابط