”لاقيني ولا تغديني”..اعرف قصة المثل

الموجز

نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".

"لاقيني...ولا تغديني" يحكى أن رجل أصابه مرض أقعده في فراشه، وتوافد بعض رجال القرية لزيارته، وكان عنده ابن فتى اضطر إلى استقبال الزائرين والقيام بواجبهم.
ولما خرج الجميع سأل الابن أباه قائلاً :"كان كل رجل عندما يدخل يُبدي اهتماماً بصحتكَ ويريد أن يطمئن إلى سلامتك، ثم تسأله أنت بدورك عن صحة زوجته وسلامة أولاده، فهل كان هؤلاء جميعهم يريدون الإطمئنان فعلاً على سلامتك!! ،هل كنت أنت تهتم فعلاً بصحّة زوجاتهم وسلامة أولادهم؟!".
قال الأب :"هذه مجاملات ، ومبادلة المجاملات بالكلام تقوي روابط المحبة بين الناس"، ثم سأل الابن أباه قائلاً :"إنه جاء بصينية القهوة وعليها عدد من الفناجين وتقدم بها، أولاً إلى أقرب رجل إلى الباب، فما كان من هذا إلا أن تناول فنجاناً قدمه إلى رجل آخر ثم تناول له فنجانا آخر فلماذا أعطى الرجل فنجانه إلى سواه؟!".
قال الأب :"هذه لياقة ، واللياقة تقضي باحترام الأكبر سناً أو الأرفع مقاماً، لأن الناس مقامات ، واللياقة تقضي بإعطاء كل ذي مقام حقه من الاحترام، واعلم يا بني أن اللياقة أرفع قدرا من المجاملة، لأن المجاملة هي كلام بكلام، أما اللياقة فهي سلوك يناسب المقام، بمعنى لاقيني..ولا تغديني"، ومن هنا انطلق المثل.

تم نسخ الرابط