حكايات من حياة صباح..شقيقها قتل والدتها وقصة حب لم تكتمل مع أنور وجدي وسر لقب ”الشحرورة”
رحلة طويلة للشحرورة صباح أبدعت فيها بصوتها، وبغناء أجمل الكلمات التي ستظل مرتبطة بصوتها سنوات وسنوات، ولم تقف نجاحاتها عند حد الغناء، وإنما شاركت فى أهم أفلام السينما لتثبت موهبتها فى التمثيل التي لم تقل مطلقاً عن جمال صوتها ما جعلها فنانة شاملة بامتياز لتحفر اسمها فى وجدان محبيها وعشاقها من مختلف أنحاء العالم العربي الذين ارتبطوا بصوتها النابع من روحها التي طالما كانت مصدر لمحبة الحياة.
أصل كلمة الشحرورة هى أشهر أنثى الطيور اللبنانية التي تتميز بجمال صوتها، كما أن هذا الطائر لا يعيش فى لبنان فحسب وإنما يعيش بشكل أكبر فى أوروبا وآسيا، والمغرب العربي، وفى أوروبا لا يطلقون عليه الشحرورة وإنما يسمي الطائر الأسود لأن لون ريشه بالكامل أسود فيما عدا منقاره الأصفر.
صباح أيضاً من مواليد "وادي شحرور" اسم إحدى القرى اللبنانية بمحافظة جبل لبنان، وهو ما أسهم أيضًا في تلقيبها بـ"الشحرورة" نسبة إلى مقر ولادتها.
أما بخصوص من أطلق عليها هذا اللقب فربما يعتقد البعض أن السبب راجع لعائلتها أو لزملائها فى لبنان نظراً لمقر ولادتها، ولكن لمن لا يعلم فإن اللقب لم يطلق عليها إلا أثناء تمثيلها من قبل المنتجة آسيا داغر التى فكرت في منحها لقب الشحرورة، لكنها فضلت إجراء استفتاء جماهيرياً حول ذلك ليتم فى نهايته اختيار لقب الشحرورة ليرافقها دائماً.
اشتهرت الفنانة الكبيرة صباح بحب الحياة والإقبال عليها، وارتبط اسمها بالكثير من قصص الحب والزواج، التى ارتبطت الشحرورة فى بعضها بزملاء من الوسط الفنى، وكان أشهرها زواجها من الفنان رشدى أباظة.
وكان من بين قصص الحب والارتباط غير المشهورة فى حياة الشحرورة قصة زواج لم تكتمل بالفنان أنور وجدى وكان ذلك فى بداية حياتها الفنية، وروت الشحرورة قصة هذا الارتباط خلال حوار صحفى أجرته مع مجلة الموعد عام 1996 تحت عنوان "صباح تروى أسرار قصص الحب فى حياتها".
وخلال هذا الحوار ذكرت صباح أن الفنان الراحل أنور وجدى الذى مثلت معه أول فيلم فى حياتها وهو فيلم "القلب له واحد" إنتاج عام 1945 تعلق بها وكانت وقتها صغيرة السن لم يتجاوز عمرها 18 عاما، حتى أنه أراد الزواج منها.
وأشارت الشحرورة إلى أن الفنان أنور وجدى تقدم لخطبتها من والدها، الذى طلب منه مهرا قدره 25 ألف جنيه وكان هذا المبلغ وقتها مبالغ فيه جدا.
وأكدت الفنانة صباح أن والدها اشترط أن يدفع أنور وجدى هذا المبلغ لأنه كان يرى فيه تعويضا عما أنفقه عليها، حيث باع بيته ليوفر لها تكاليف سفرها وإقامتها من لبنان إلى القاهرة، لكن أنور وجدى صرف نظر عن هذه الزيجة لأنه لم يكن يمتلك هذا المبلغ.
وأكدت الشحرورة خلال هذا الحوار أن والدها لم يكن يشجع عملها بالفن، لكن والدتها كانت تؤمن بموهبتها وشجعتها.
وأحدث شقيقها المراهق شرخاً دموياً في حياتها، ظلت تعاني منه طوال حياتها، وحتى وفاتها، حيث قام أخيها أنطوان، بالذهاب إلى حيث أخبروه أن والدته، منيرة سمعان، كانت مع عشيقها قرب بلدة "برمانا" في محافظة جبل لبنان، فقتل الاثنين معاً، رمياً بطلقات من بندقية صيد، ثم غادر فراراً بعد أيام إلى سوريا، وكان عمره 18 تقريباً، أما والدته القتيلة فدفنوها في مكان لا يعرفه إلا من دفنها، وصباح نفسها لم تكن تعلم مكان مثوى والدتها الأخير.