حكاية الفنان ”أبو دم تقيل” الذى جرجر العندليب فى المحاكم
صلاح نظمي ذو العيون اللامعة والنظرة الحادة الثاقبة التي اعتاد عليها المشاهد في تجسيده لأدوار الشر المختلفة. من مواليد الاسكندرية عام 1918 وعاش يتيم الأب لتهتم أمه بتربيته مع أشقاءه الثلاثة، حتى تخرج في كلية الفنون التطبيقية ليُعين مهندسًا في مصلحة (هيئة) التليفونات ويظل بالوظيفة حتى وصل إلى درجة مدير عام، الى جانب عمله في الفن.
وقد اطلق عليه في بداياته الفنية لقب “الشاب ثقيل الظل” لاعتياده تجسيد ادوار الشر او الشخصيات السابيه في عديد من الافلام، حتى حينما تقدم فى العمر واصل أداء أدوار الشر التي تتمثل فى رجل الأعمال الشرير أو رئيس العصابة أو الجزار الطماع الجشع أو تاجر المخدرات، وفي المراحل الأخيرة من حياته الفنية بدأت تختلف أدواره ليقدم الكوميديا على طريقته الخاصة.
ويبدو أن سرعة غضب نظمي وشخصيته القوية التي ظهر بها خلال في معظم أفلامه أثَّرت عليه في الواقع، وما اخذه اغلب المشاهدين عنه من انطباع، وهذا ما أكده العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ حين وصف صلاح نظمي بأنه أثقل ظل ممثل، في لقاء ببرنامج “أوافق.. أمتنع” في اذاعة الشرق الأوسط، سألت المذيعة الفنان عبدالحليم حافظ: “من هو الممثل ثقيل الظل بالنسبة لك؟”، فأجابها بسرعة:” صلاح نظمي”. ومن هنا انطلقت الأزمة بين الفنانين ووصلت إلى المحاكم.
وفي كتاب “وجوه لا تنسى” يقول الناقد محمود عبدالشكور، إن الفنان عبدالحليم حافظ أخبر أصدقاءه بأنه وصف “نظمي” بهذه الصفة، لأنه كره دوره في فيلم “بين الأطلال” حين لعب نظمي دور الرجل الذي خطف “فاتن” من زوجها في الفيلم وسيتزوجها ويسافر، فتخيل “حليم” أن هذا ما حدث مع حبيبته الأولى في حياته. ويبدو ان نظمي، الى جانب غضبه مما قاله العندليب، خاف ايضا من شهادة حليم في حقه والتي قد تؤدي إلى إهمال المنتجين له وعدم التعاقد معه في أي من الأفلام اللاحقة، نظرًا لقوة تأثير رأي العندليب على الجمهور وصناع السينما في ذلك الوقت. و يروي المهندس صلاح نظمي في حوار تليفزيوني سابق ان العندليب حين وصلع اعلان المحكمة بموعد القضية، توجه الى صلاح نظمي في منزله في زيارة مفاجئة، وسأله: انت رفعت عليا قضية بجد؟.. فقال: ايوا طبعا!.. انت منتظر ايه؟.. فقال العندليب بأريحيه: “صلاح انت بجد رخم فعلا” (!!)..
وفي ساحة المحكمة، وبمواجهة العندليب بالتهمة نفى محاميه هذا المعني والذي وصل للفنان نظمي قائلا: “إن صلاح نظمي بارع في أداء أدوار ثقل الظل ببراعة، وهذا مدح وليس ذمًا، أنه يركز على قدرة صلاح نظمي الفائقة كممثل على تجسيد شخصية ثقيل الظل.
وامام احتشاد انصار العندليب خارج المحكمة، واهتمام الرأي العام بها بشكل غير عادي، حكمت برفض الدعوى وخرج النجمان وتصافحا أمام المحكمة والتقيا فيما بعد فى اعمال فنية كبيرة .