فى ذكرى إغتياله .. من قتل الوالي عباس حلمي الأول ؟

عباس حلمى الأول
عباس حلمى الأول

إتهمه البعض بأن عصره كان رجعياً توقفت فيه حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا.. إنه الوالي عباس حلمي الأول الذى حكم مصر فى الفترة ما بين 1848 - 1854 كأحد أفراد الأسرة العلوية .

هو ابن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا ولم يرث عن جده مواهبه وعبقريته ولم يشبه عمه إبراهيم في عظمته وبطولته بل كان قبل ولايته الحكم وبعد أن تولاه خالياً من المزايا والصفات التي تجعل منه ملكًا عظيمًا يضطلع بأعباء الحكم ويسلك بها سبيل التقدم والنهضة ولد بمدينة جدة عام 1813 ثم انتقل لاحقًا إلى القاهرة ليخلف عمه إبراهيم باشا فى حكم مصر.

تولى الحكم لمدة خمس سنوات ونصف وكان يبدو خلالها غريب الأطوار كثير التطير فيه ميل إلي القسوة وسيئ الظن بالناس ولهذا كان كثيراً ما يأوي إلى العزلة ويحتجب بين جدران قصوره وكان يتخير لبنائها الجهات الموغلة في الصحراء ففيما عدا سراي الخرنفش وسراي الحلمية بالقاهرة بنى قصرًا بصحراء الريدانية التي تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة والتي سميت من ذلك الحين باسمه وكانت في ذلك الوقت في جوف الصحراء وقد شاهد فرديناند دي لسبس هذا القصر سنة 1855 فراعته ضخامته وذكر أن نوافذه بلغت 2000 نافذة كما بنى قصرًا آخر نائيًا في الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم وقصر بالعطف كما بنى قصرًا في بنها على ضفاف النيل بعيدا عن المدينة وهو القصر الذي قتل فيه.

وقد أساء الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد علي باشا وإبراهيم باشا وخيل له الوهم أنهم يتآمرون عليه فأساء معاملتهم وخشي الكثير منهم على حياتهم فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا خوفًا من بطشه واشتد العداء بين الفريقين طول مدة حكمه وبلغ به حقده أنه حاول قتل عمته "الأميرة نازلي هانم"، واشتدت العداوة بينهما حتى هاجرت إلى الأستانة خوفًا من بطشه.

وسعى إلى أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل ابنه إبراهيم إلهامي باشا خليفته في الحكم بدلًا من عمه محمد سعيد باشا ولكنه لم يفلح في مسعاه ونقم على عمه سعيد الذي كان بحكم سنه وليًا للعهد واتهمه بالتآمر عليه واشتدت بينهم العداوة حتى اضطره أن يلزم الإسكندرية وأقام هناك بسراي القباري.

يختلف عهده عن عصر محمد علي بأن حركة النهضة والتقدم والنشاط التي امتاز بها هذا العصر قد تراجعت في عهده وهناك ظاهرة أخرى للفرق بين العهدين، إذ أن محمد علي كان يستعين بذوي العلم والخبرة من الفرنسيين في معظم مشاريع الإصلاح لكنه لكونه لم يفكر في تعهد هذه الإصلاحات قام بإقصاء معظم هؤلاء الخبراء واستغنى عنهم، وقد تضاءل النفوذ الفرنسي في عهده ولم يعد إلى الظهور إلا في عهد محمد سعيد باشا وعلى العكس من انحسار النفوذ الفرنسي فقد بدأ النفوذ الإنجليزي في عهده على يد القنصل البريطاني في مصر "مستر مري"، حيث كان له تأثير كبير عليه وله عنده كلمة مسموعة.

لم تدم فترة حكمه طويلاً حيث أغتيل فى قصره فى بنها ولم يعرف حتى الآن من كان وراء الإغتيال لكن المؤكد أن هناك مؤامرة دبرت له داخل قصره وانتهت بالنجاح فى قتله.

وهناك روايتان لإغتياله الاولي تقول ان عباس كانت له حاشية من المماليك يقربهم اليه ويصطفيهم ويغدق عليهم بالرتب العسكرية العالية على غير كفاءة يستحقونها حتى حاز اكثرهم رتبة قائمقام يسمى خليل درويش بك وعرف فيما بعد بحسين بك الصغير وقد اساء هذا الرئيس معاملة المماليك فأستطالوا عليه خاصة لانه كان صغير السن فسخط عليهم وشكاهم على مولاه عباس حلمي فأمر بجلدهم فأئتمروا عليه مع غلامين من خدمة السراى واتفقوا على قتله وهونائم

اما الرواية الثانية فتقول ان الاميرة نازلى عمة عباس هى التى تآمرت عليه وهى فى الاستانه من خلال تجنيدها لحارسين يعملان فى قصره فانقضا عليه وقتلاه أثناء نومه .

تم نسخ الرابط