تعرف علي قصة النبي الذي دفن في نهر النيل ؟
هو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة، ولذلك سمي بالكريم بن الكريم بن الكريم، وهو من أنبياء بني إسرائيل الذين بعثهم الله لقومهم خاصة، يدعونهم إلى الهدى والتوحيد، ويعلمونهم الكتاب والحكمة.
إنه "يوسف عليه السلام" ابن النبي يعقوب بن النبي إسحاق بن النبي إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وكما كانت حياته مليئة بصعاب الأمور ومشاق المحن وكثرت فيها الأحداث الغريبة،أيضاً انتهت حياته بأمور عجيبة منها المكان الذي دفن فيه.
روايات عديدة تم تداولها حول مكان قبر سيدنا يوسف عليه السلام
فقد أجمع عدد من المؤرخين أنه حين حضر سيدنا يوسف الموت جمع إليه أخوته قومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه وتُوفي عليه السلام وكان عمره 120 عاماً
.
وبعد موت سيدنا يوسف اختلف أهل مصر في مكانِ دفنِه واشتد الصراع بين الناس وتعدّدت الروايات ولكن الراجح منها أنّ قوم سيّدنا يوسُف عليه السلام سواء من أرض كنعان أو من مصر قد اتفقوا في النهاية على وضعه في صندوق من المرمرِ ودفنه في نهرِ النيلِ.
من جانبه كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن سبب دفن سيدنا يوسف - عليه السلام - في نهر النيل، مشيراً إلى أنه أمر غريب وفريد.
وقال جمعة، في حلقة سابقة من برنامج "مصر أرض الأنبياء" المذاع على قناة مصر الأولى، إن "سيدنا يعقوب عاش مع يوسف 17 عاماً، ثم انتقل إلى رحمة الله، فلما مات أوصى أن يدفن إلى جوار جده وأبيه في الخليل"، مضيفاً: "المسافة مكانتش كتيرة، 3 أيام في هذا الزمن، فاستأذن يوسف الملك لدفن أبيه فأصر الملك على الذهاب معه".
وأضاف جمعة أنه بعد ذلك عاش سيدنا يوسف وتزوج بالسيدة "زليخة" وأنجب منها بعض الأطفال، ولما مات دفن في نيل مصر، وكأنّه إشارة إلى المكان الطاهر.
وأكد أن النيل له قداسة كبيرة بين الأديان، مشيراً إلى انه أحد أنهار الجنة.
واستدل جمعة بما رواه "مسلم" في صحيحه (164)، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- : «رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ: فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ».
وأضاف أن سيدنا يوسف ظل مدفونًا في نيل مصر في تابوت، حتى جاء سيدنا موسى عليه السلام وأخرجه من قبره ودفنه في أرض فلسطين، لافتاً إلى أن هذا مذكور في الكتب المقدسة أو فيما يتناقله الناس من أخبار عن النبي يوسف عليه السلام.
وأوضح مفتي الجمهورية السابق كيف تمكن سيدنا يوسف بحكمته من إدارة شئون البلاد أثناء سنوات الرخاء والعجاف.
وقال جمعة إنه بعد خروج سيدنا يوسف من السجن وصل إلى منصب عزيز مصر وأصبح رجل دولة أساسه الحكمة، فيضع الشيء المناسب في المكان المناسب، وأيضًا لديه العلم، مؤكدا أن "من لديه الحكمة والعلم فهو رجل دولة".