من 67 سنة.. لماذا طرد عبدالناصر السفير التركي من مصر؟
رغم الخلافات التي كانت مشتعلة بين اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وباقى أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، إلا أن حماقة السفير التركى فى القاهرة فؤاد طوغاى فرضت نفسها على الجميع، بعدما أساء إلى مصر وشعبها
فقد عقد مجلس الوزراء اجتماعه في يوم 3 يناير، عام 1954، وذكر جمال عبد الناصر نائب رئيس الوزراء وقتها، أن «طوغاى» أهانه فى اليوم السابق أثناء حفلة فى دار الأوبرا، وأن الإهانة حدثت على مسمع من السفير الهندى ووزير السويد المفوض.
ويروي سعيد الشحات تفاصيل ما حدث في كتابه «ذات يوم.. يوميات ألف عام.. وأكثر»، قائلًا أن "عبدالناصر" كان يحيى السفير التركى بقوله له «هالو»، فرد عليه قائلاً: «إنكم لا تتصرفون كالرجال المهذبين»، وزاد على ذلك قوله: «إننا لن نكون أصدقاء بعد اليوم»، وكان ذلك بصوت مرتفع من السفير على مسمع من الموجودين، وحاول الوزير السويدى إنقاذ الموقف فتدخل بتقديم نفسه إلى «ناصر» حتى ينهى المسألة.
ويذكر عبداللطيف بغدادي في مذكراته، أن الدكتور محمود فوزى وزير الخارجية عرض مذكرة على الاجتماع لإرسالها إلى الحكومة التركية لإبلاغها بما حدث، وطلب سحب سفيرها فورًا، وجاء فى المذكرة أيضًا واقعة أخرى حدثت من نفس السفير فى حفلة توديعه أقامتها له السفارة التركية بمناسبة نقله من القاهرة، وكان سفير الصين مدعوا بها ولما قام بتحيته بقوله: «عسى أن نراك قريبًا هنا ثانية في القاهرة، فما كان منه إلا أن رد بقوله: «لن ترانى هنا ثانية فى هذا المكان القذر»، يؤكد بغدادى: «رئى أن يعامل السفير التركى عند مغادرة أرض البلاد معاملة الأفراد العاديين ويفتش فى الجمرك».
وفى اليوم الثانى للاجتماع 4 يناير، أصدرت الحكومة بيانا جاء فيه: لا يمكن التغاضى عن موقف السيد خلوصى فؤاد طوغاى، سفير تركيا لدى القاهرة تجاه الحكومة المصرية، وكذلك بسبب الحديث الذى دار بينه وبين البكباشى جمال عبدالناصر نائب رئيس الوزراء، مما أدى بالحكومة المصرية إلى عده شخصا غير مرغوب فيه، ولا بد من مغادرته البلاد خلال أربع وعشرين ساعة، وأوردت صحيفة الأهرام القصة يوم 5 يناير 1954، على 8 أعمدة فى الصفحة الأولى، وأرجعت الطرد إلى حملات «طوغاى» المستمرة على ساسة قادة ثورة 23 يوليو 1952، وتوجيهه ألفاظا نابية إلى جمال عبد الناصر.