سرى للغاية.. ننشر تفاصيل المُخطط الإسرائيلى للتسلل إلى أفريقيا
تواصل إسرائيل سياسة التسلل لأفريقيا عبر إعلان السفارة الإسرائيلية فى العاصمة النيجيرية "أبوجا" عن أنها وزعت ألواح الكترونية " تابلت" على الطلاب فى المدارس.
وقالت السفارة إنه تم توزيع الأجهزة على الأطفال النازحين بالقرب من العاصمة أبوجا لتعلم اللغات والرياضيات.
وأوضحت أن الهدف من توزيع هذه الألواح الإلكترونية نشر التقنيات في المدارس النيجيرية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة أثارت البهجة لدى الأطفال.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في مايو الماضي، التبرع بالمواد الغذائية لدعم 770 عائلة و3400 طفل، حيث تبرع سفير إسرائيل لدى نيجيريا، شمعون بن شوشان، ، بـ 200 من أصل 770 علبة من المواد الغذائية إلى الدكتور محمد آدمز، إمام مساجد أبوجا المركزية في أبوجا.
وقال بن شوشان، الممثل الدائم لإسرائيل لدى الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إنه سيتم التبرع بالعلب المتبقية إلى مخيمات المشردين داخلياً ودور الأيتام في أبوجا.
وأضاف آنذاك: "جئنا إلى هنا للاحتفال مع الجالية المسلمة، ليس فقط في رمضان، ولكن في عيد الفطر".
إسرائيل وأطماعها في أفريقيا
المعروف للجميع أن القارة السمراء بمثابة كنز حقيقي ليس لإسرائيل فقط بل لجميع دول العالم، لما تحويه أرضها من موارد وثروات طبيعية، حيث تضم 10% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي على مستوى العالم، و40% من إنتاج الماس، و9% من الحديد، و25% من إنتاج الذهب، و12% من احتياطي النفط العالمي، فهذه الموارد تُدر الكثير من الأموال للطرف الذي يقوم باستغلالها بطريقة صحيحة، وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي من أولى الدول التي عرفت قيمة هذه الأرض.
بداية التواجد الإسرائيلي في أفريقيا
عزم الكيان الصهيوني على ضرورة الخروج من العُزلة السياسية التي فرضتها الدول العربية عقب فشل مؤتمر باندونج "عدم الانحياز" عام 1955، حيث قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك" دافيد بن جوريون" ضرورة التقارب من الدول الأفريقية والتواجد فيها، لمُساعدتهم على تخطي ظروفهم الاقتصادية كسببًا ظاهريًا، ووعد بإقامة عدة مشاريع تُساهم في تنمية المناطق الفقيرة في أفريقيا، ولكن كانت تحمل إسرائيل خطة في طياتها أهدفًا استعمارية للاستفادة من موارد تلك الدول، وبالفعل ركزت إسرائيل بعد ذلك على أولى الدول الأفريقية التي نالت استقلالها التام عام 1957 وهي دولة "غانا"، حيث بادرت الحكومة الصهيونية على الفور بتعيين سفير لها في دولة غانا وكان يُدعى "إيهود أبريئول" وقام بعقد شراكات اقتصادية قوية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وكان هذا الطُعم الخبيث الذي ألقته إسرائيل لاستقطاب الدول الأفريقية، فما أن علمت الدول الأفريقية بهذا الأمر، حتى قدَّمت كل من أوغند وكينيا وساحل العاج، ونيجيريا طلبًا رسميا لدولة الاحتلال الصهيوني مُفادها إرسال خُبراء إسرائيليين في جميع المجالات لتنمية دولهم.
وبعد اتساع رقعة التعاون، وزيادة عدد المهام على مستوى جميع المجالات الاقتصادية أنشأت دولة الاحتلال قسمًا في وزارة الخارجية أُطلق عليه اسم "قسم التعاون الفني" وترأسته "حنان عينور" عام 1958، وبعد مرور ثلاث سنوات أصبح القسم مُستقلًا وتم تغيير اسمه إلى "قسم التعاون الدولي" وعُرِفَ اختصارًا باسم "الماشاف" وتولى هذا القسم مشاريع التنمية بأكملها في القارة السمراء.
وقامت مؤسسة الماشاف الإسرائيلية باستغلال حالة الضعف العام والجهل الثقافي الذي كان مُسيطر عليهم بسبب حالة الفقر التي كانوا يعايشونها، فعلى الرغم من غنى بلدهم بالثروات إلا أنهم كانوا يفتقرون إلى الخبرات التي تستطيع توظيف تلك الموارد، وكان الصهاينة هُم المُنقذين، وكان المُفتاح الأساسي لإسرائيل هو "المجال الصحي"، حيث تنبهت الحكومة الإسرائيلية إلى إنشاء مراكز صحية وطبية في المناطق النائية بالدول الأفريقية، بغرض إظهار إسرائيل بصورة الملاك الحارس الذي ينقذ الأطفال والفقراء، وركزت في المجال الطبي على "طب العيون" حيث عقدت مؤسسة الماشاف اتفاقًا مع قسم طب العيون بمستشفى "داسا"، وأنشأت العديد من عيادات طب العيون في كل من ليبيريا وكينيا، كما اهتموا بمعالجة الأطفال من أمراض الدم والأنيميا، لاسيما مرض أنيميا البحر المتوسط الذي كان متفشي في أفريقيا.
كانت هذه بداية سياسة الاحتلال الناعم التي تبنتها إسرائيل لبسط نفوذها على القارة السمراء، فبعد أن تأكدت إسرائيل من استقطاب عاطفة الشعوب الأفريقية وكسب حبهما، بدأت في سياسة الاحتلال الفعلي والسيطرة على ثروات تلك البلاد.
التواجد الصهيوني في دولة نيجيريا
توطدت العلاقات الإسرائيلية النيجيرية مُجددًا في عام 2013، وذلك عندما قام الرئيس النيجيري "جودلاك جوناثان" بزيارة رسمية إلى تل أبيب لبحث إقامة علاقات سياسية واقتصادية مع إسرائيل، بعد أن عانت من فتور، حيث كانت أخر زيارة إسرائيلية إلى نيجيريا بقيادة أفيجدور ليبرمان على رأس وفد رفيع المستوى عام 2009، وبحث آنذاك مع الحكومة النيجيرية الأزمات التي تعاني منها على المستوى السياسي والأمني، نتيجة الحرب الأهلية التي تُعاني منها نيجيريا منذ سنوات بين المسلمين والمسيحيين، حيث تقوم جماعة "بوكو حرام" الإرهابية بإبادة جماعية لكل من يُخالفها في الرأي أو العقيدة.
التواجد الإسرائيلي في دولة الكونغو
عندما تضع إسرائيل عينيها على دولة ما فاعلم أنها ذات أهمية قصوى، فدولة الكوتغو تحتوى على أكبر احتياطي ماس على المستوى العالم، بالإضافة إلى أنها عائمة على بحر من النفط، ففي عام 2014 تم اكتشاف مخزون نفطي جديد يقدر بحوالي 3 مليار برميل، بالإضافة إلى الاكتشاف التي أعلنت عنه الشركة الإسرائيلية "oil of dr congo" مفاده اكتشاف حقل بترول على الحدود الكونغوية الوقعة على بحيرة ألبرت مباشرة.
وكان دان جارتلر، اليهودي الصهيوني، رجل إسرائيل في دولة الكونغو، هو المُتحكم الأول في اقتصاد الدولة، وكان مُسيطرًا على جميع مواردها ويتصرف فيها كما يشاء، فاحتكر تجارة الماس والذهب، والبترول، حتى اليورانيوم، فكان الوسيط بين حكومة الكونغو وإسرائيل، وكان جارتلر على علاقة وثيقة بالجنرال "أفيجدور ليبرمان" وطلب منه إرسال قائد لتدريب جيش الكونغو عام 2001، بناءً على طلب الرئيس الكونغوي، وبالفعل أرسل أفيجدور ليبرمان مُقاتلًا يُدعى "كميسا" لإنشاء جيش لدولة الكونغو، وعلى هذا أصبح جيش الكونغو مكشوفًا للكيان الإسرائيلي.
وتُسيطر إمبراطورية دان جارتلر على جميع موارد الكونغو وشركاته هي:
شركة nessergy ltd: شركات استثمار بترولية.
شركة Highwind group: لاستخراج وتحويل معدن النحاس.
شركة dan gertler international: من الشركات الكبرى التي أسسها دان عام 1992
شركة IDI-congo: وظيفتها إدارة مناجم الماس في الكونغو.
شركة Emaxon finance international: لتسويق منتجات الماس بعد تدويرها.
من الأمثلة السابقة نجد أن إسرائيل هي المُسيطر الأول والأخير على الاقتصاد العام في دولة الكونغو، بالإضافة إلى أن الموساد الإسرائيلي كان يُنفذ مُخططًا سريًا لإشعال فتيل الحرب الأهلية في الكونغو والتي راح ضحيتها الآلاف بين عامي 1997 و1999.
سفاري نتنياهو السياسية في أفريقيا:
وفي عام 2016م، أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور أفريقيا بعد نحو ثلاثة عقود؛ حيث قام بجولة شملت أوغندا وإثيوبيا وكينيا ورواندا.
وفي عام 2017م، حضر نتنياهو اجتماع رؤساء دول الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) في ليبيريا.
وخلال هذا الاجتماع وقَّع المسئولون الإسرائيليون مذكرة تفاهم لاستثمار مليار دولار بحلول عام 2021م لتعزيز مشاريع الطاقة والتنمية الاقتصادية في الدول الأعضاء الخمسة عشر في الإيكواس.
وعلى الرغم من القطيعة الدبلوماسية التي أعلنتها بعض الدول الإفريقية بعد حرب أكتوبر 1973م؛ فإن الاتصالات من وراء ستار لم تنقطع يومًا واحدًا مع إفريقيا.
في نوفمبر 2017م سافر نتنياهو إلى نيروبي لحضور حفل تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، ونتيجة لهذه الجولة، فُتحت أربع سفارات إفريقية جديدة في إسرائيل.
وفي سبتمبر 2018م، قرَّر نتنياهو والرئيس الرواندي بول كإجامي بدء الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب وكيغالي، وفتح بعثات دبلوماسية في كلا البلدين.
وفي يناير2019م، حدث تحوّل دراماتيكي في العلاقات الإسرائيلية الأفريقية؛ حيث أقامت إسرائيل علاقات مع تشاد في أعقاب زيارة نتنياهو للعاصمة إنجامينا.
ومنذ زيارة نتنياهو في يوليو 2016م، فتحت إسرائيل مقرًّا دبلوماسيًّا واحدًا فقط في أفريقيا: وهو سفارتها في كيغالي، عاصمة رواندا، وبذلك يصل عدد السفارات الإسرائيلية في الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى إلى 11 دولة، وتتمتع إسرائيل بعلاقات دبلوماسية على الورق مع 41 دولة إفريقية.
وتُعد زيارة نتنياهو لأوغندا في فبراير 2020م ذات أهمية بالغة في سياق الترويج لصفقة القرن والبحث عن حلفاء جدد، وهو ما يتضح من خلال أمرين مهمين؛ أولهما حثّ أوغندا على فتح سفارة لها في القدس مقابل قيام إسرائيل بفتح سفارة في كمبالا.