معلومات خطيرة عن الجاسوس الذى عينه أردوغان رئيسًا للمخابرات الليبية

خالد الشريف
خالد الشريف

تحاول تركيا فرض سيطرتها أكثر فأكثر من خلال فرض أجندتها على تسمية رئيس جهاز الاستخبارات في حكومة فايز السراج بطرابلس، التي أثارت أصلًا معارك بين أطراف مختلفة.

وبحسب موقع "أفريكا إنتلجينس"، فإن أنقرة تعتزم فرض مرشح لتولي منصب رئيس جهاز الاستخبارات داخل حكومة فايز السراج.

معركة جديدة من نوعها في العاصمة الليبية طرابلس، للسيطرة على أجهزة استخبارات، أطرافها مختلفون، وأهدافها مختلفة أيضا، إذ أوضح الموقع أن الخلاف على أشده للسيطرة على المناصب الثلاثة الرئيسية في جهاز الاستخبارات، وهي رئيس الاستخبارات ونائبيه.

ويبدو أن تركيا دخلت على خط هذا الخلاف لفرض أجنداتها، وهو ما تجلى في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إلى طرابلس بصحبة رئيس الاستخبارات التركية وقيادات في هذا الجهاز الأمني.

ووفقًا للموقع المتخصص في الشئون الاستخبارية والإستراتيجية، تعتزم تركيا تعيين خالد الشريف، القيادي فيما يعرف بـ"الجماعة المقاتلة" المقربة من تنظيم القاعدة، في منصب رئيس المخابرات.

وتابع الموقع أن المرشحين لهذا المنصب كثر، ومن بينهم رجل الأعمال المصراتي محمد العيساوي، الذي يُحظى بدعم الرجل الثاني في مجلس الرئاسة أحمد معيتيق.

ووفقًا للموقع الإفريقي، فإنه رُشح للمنصب، آمر قوة العمليات الخاصة في الزنتان عماد الطرابلسي، وقائد كتيبة النواسية في طرابلس مصطفى جادو، الذي له صلات جيدة مع تنظيم الإخوان، إلا أن فرصه بالحصول على المنصب ليست كبيرة .

ويعدّ خالد الشريف (55 سنة)، من أخطر الإرهابيين المطلوبين للجيش الليبي، لانتمائه لتنظيم القاعدة وارتكابه جرائم في حق الشعب الليبي، وهو قيادي بارز فيما يُسمى "الجماعة الليبية المقاتلة" الموالية لتنظيم القاعدة التي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المقيم في تركيا، وهو متهم بالإشراف المباشر على نقل الأسلحة والدعم المالي للجماعات الإرهابية فترة توليه منصب وكيل وزارة الدفاع الليبية عقب أحداث عام 2011، قبل إقالته من منصبه عام 2014.

وللشريف تاريخ في الإرهاب، حيث تشير المعلومات الموثقة في ملفه الأمني لدى جهاز الأمن الداخلي السابق، ولد خالد الشريف في طرابلس عام 1965، وغادر ليبيا في أبريل 1988 عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً بسبب "تدهور الوضع" بعدما اكتشف النظام الليبي أمر الجماعة الإرهابية المقاتلة، ومشروعهم التخريبي ضد الدولة وقتل منهم المئات وسجن الآلاف، وغادر ليبيا متجهاً إلى السعودية ومنها إلى باكستان ثم أفغانستان، وانضمم إلى الجماعات المتطرفة هناك، وحصل على منصب قيادي في الجماعات الإرهابية بأفغانستان حتى وصل إلى زعيم الجناح المسلح ونائب زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، وفي عام 1995 انتقل إلى السودان، وبعدها إلى تركيا، ومنها عاد إلى باكستان التي عاش فيها حتى عام 2002.

وفي عام 2003، ألقت القوات الأمريكية القبض عليه في باكستان وتم ترحيله إلى ليبيا مجددًا، وظل في السجن إلى عام 2008؛ حيث أطلق سراحه بعد أن أعلن قبوله بالمراجعات الفكرية.

وبعد رحيل معمر القذافي، وتحديدًا في ديسمبر 2012، تولى "الشريف" قيادة ما يعرف بـ "الحرس الوطني" وسجن الهضبة الذي يقبع فيه مسئولون من نظام معمر القذافي، وكذلك وكالة وزارة الدفاع، قبل إقالته من منصبه عام 2014 لتورطه في دعم الإرهابيين وتزويد الميليشيات الإرهابية بالعاصمة طرابلس بالسلاح، ودعمه المباشر لأنصار الشريعة في بنغازي والقاعدة في درنة، وبعد ذلك انتقل للإقامة في تركيا.

وكان الشريف حلقة وصل بين تنظيم القاعدة والعديد من الإرهابيين العاملين في الداخل الليبي، وأبرزهم الليبي مرعي زغبية صاحب التاريخ الإرهابي الحافل، أحد مؤسسي تنظيم "المرابطون"، التابع لتنظيم القاعدة مع الإرهابي هشام عشماوي، بعد أن كانا قد التقيا في مدينة درنة، ولفتت التقارير الليبية إلى أن الإرهابي زغيبة، عاد إلى ليبيا عام 2011، وشارك في القتال ضد نظام القذافي، ومع انطلاق عملية الكرامة عام 2014، انضم إلى صفوف مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي، وشارك في القتال ضد الجيش الوطني الليبي، إلى أن أعلن عن أن زغبية كان حلقة الوصل بين الإرهابي خالد الشريف والذي كان يشغل منصب وكيل وزارة الدفاع الليبية حينها والمقاتلين الإرهابيين في مجلس شورى ثوار بنغازي.

وساهم "الشريف" في تسهيل خطف السفير الأردني بليبيا "فواز العيطان" لتتم مقايضته بإطلاق سراح الإرهابي"محمد الدرسي" الملقب بالــ "النص"، المتهم بمحاولة تفجير مطار الملكة علياء بالعاصمة الأردنية عمان .

وفى أغسطس 2017، كشف العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، عن وثائق خطيرة تثبت تورط دويلة قطر في دعم الجماعات الإرهابية في ليبيا.

وأوضح أن سفارة قطر في طرابلس طلبت في تأشيرة للإرهابي خالد الشريف زيارة قطر، وقام المسماري بعرض جواز سفر دبلوماسي للإرهابي المدعو "خالد الشريف" الذى يُصنف عالميًا بأنه إرهابي تلقى صفقة أسلحة ضخمة تُقدر بالملايين، لافتاً إلى أن هذه الصفقة وصلت ليبيا من صربيا وتم نقلها عن طريق مطار في بلجيكا.

وقدم المسمارى، وثائق تُدين التدخل القطري لدعم الإرهاب في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذه المستندات من قطر، وموضحاً أن أبو حازم الليبى، هرّب أسلحة لمصر عن طريق عادل المطردى، عبر طريق مساعد في 2011 و2012 من خلال المنفذ، وأتى بالأسلحة من السودان.

وفي الفترة الأخيرة، دفعت تركيا بالإرهابي الخطير خالد الشريف، للإشراف على العمليات العسكرية بالعاصمة طرابلس وتولي قيادة الهجمات على قاعدة عقبة بن نافع "الوطية" الجوية.

مدير جهاز الرصد والمتابعة بالجيش، غيث أسباق، قال إن خالد الشريف المكنى "أبو حازم الليبي" عاد مؤخرًا إلى العاصمة طرابلس قادمًا من تركيا ودخل عن طريق مطار مصراتة برفقة رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان ومختصين أتراك في صناعة المتفجرات، مضيفًا أنه تم رصده يتحرك في المحيط الغربي للعاصمة طرابلس، يقود كتيبة مختصة في تلغيم وتفخيخ المواقع الحيوية، بهدف استخدامها عندما يضيق الحال بالميليشيات وإلقاء التهمة على الجيش، مشيرًا إلى أن هذه الخطط أصبحت جاهزة.

وتابع أن جميع الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق أصبحت تحت قيادة خالد الشريف وتأتمر بأوامره، وهو المسئول الأول عن كل الهجمات التي قامت بها الميليشيات المسلحة في الأيام الأخيرة والتي تعتزم القيام بها، مضيفًا أن الهدف الأول الذي رجع من أجله الشريف إلى ليبيا هو "احتلال" قاعدة الوطية الجوية.

ويحاول الإرهابي خالد الشريف، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تسويق فكرة أن من يُقاتل ضد الجيش الوطني هم "ثوار".

يُشار إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، أعلن فى 10 مايو الماضى، عن وفاة رئيس جهاز المخابرات اللواء عبد القادر التهامي، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.

وعيّن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، التهامي نائباً لرئيس جهاز المخابرات الليبية للشئون الأمنية في 24 أبريل 2017؛ على أن يتولى مهام رئيس الجهاز إلى حين تسمية رئيس.

تم نسخ الرابط