الفنان الكبير ترك وصيته..حكايات العشق والحب بين يحيى الفخراني ولميس جابر

الموجز

منذ أيام كشف الفنان يحي الفخراني، عن وصيته في حالة مرضه، وجاء ذلك بعد وفاة الفنانة القديرة رجاء الجداوي وبسبب حزنه الشديد عليها.

ونصت وصية الفخراني، التي أعلنها على أن لا يأخذوا أي أموال من الدولة في حال مرضه، حيث قال: "أنا لو أصبت بمرض سيتكلف علاجه الملايين وأنا لا أملكها فلا تأخذوها من الدولة"، وأكد الفنان يحيي الفخراني من خلال تصريحاته بأنه ميسور الحال، مشيراً إلى أنه يستطيع الإنفاق على نفسه، بينما هناك كثيرون لا يستطيعون ذلك، وبالتالي هم أولى بالعلاج علي نفقة الدولة.

الفنان يحيى الفخراني جمعته قصة حب كبيرة بزوجته لميس جابر، ويحرص الفخراني دائمًا على التحدث عن حبيبته في أغلب لقاءاته الصحفية والتليفزيونية، ففي عام 2010 صرح في حوار له أن زوجته يرى أنها أكثر أنوثة من نانسي عجرم، كما تحدث عن وقوفها بجانبه أثناء استضافته في أحد البرامج بأن لميس جابر كانت قد مرت بوعكة صحية استدعت لاحتجازها في المستشفى ورفض كل الرفض بأن يتركها وحدها لذا نام على السرير الذي يجوارها وأثناء نومه وجدها رغم آلامها تقف بجانبه كي تضع عليه غطاء حتى لا يبرد، مشيرًا إلى أن حبهم ينتصر رغم كل الاختلافات، ورغم اختلاف الديانة، حيث أن يحيى الفخراني مسلم وزوجته مسيحية، وهذا ما فعله ابنهما عندما اخذ والديه قدوة وتزوج من ابنة خاله المسيحية ويعيشا نفس قصة حب يحيى ولميس.

وبدأت قصة الحب كما ترويها الكاتبة لميس جابر عندما دخلت كلية الطب، وأنها لم يكن فى ذهنها أى شىء سوى الدراسة، وكانت تشارك فى العروض على مسرح الجامعة، وهناك تعرفت على «الفخرانى» بالصدفة، قائلة :"ليصبح أول وآخر حب فى حياتى".

وأضافت :"المجتمع الجامعى، على أيامنا، كان يضم العديد من الأنشطة، فيه فرق مسرح وموسيقى ودورات رياضية ويوم مخصص للمباريات، حتى إن الأساتذة كانوا يلعبون مع طلابهم، بالإضافة إلى النادى الثقافى والمرسم والرحلات، وكنا نشترك أنا ويحيى معًا فى كل هذه الأنشطة، وكنا نقضى وقتا فى الكلية أكثر من البيت، حتى إنه قال يوما فى ملتقى ثقافى بإحدى الجامعات زمان كنا بنعيش المجتمع الجامعى واتجوزنا منه، لأنكم فيه بتعرفوا بعض على الحقيقة، وفى الجامعة كل واحد بيتصرف بطبيعته، والمسألة فيها شفافية وصدق".

وأشارت لميس إلى أن أول لقاء جمعهم عندما كان يعرض مسرحية من تأليف برنارد شو، وحدثت مشكلة فى المشهد الأخير كانت ناتجة عن خطأ من إدارة المسرح، فترك الفخراني المسرح غاضبًا، فدخلت هي إليه فى الكواليس وطلبت منه العودة للخشبة لتحية المشاهدين، سواء كانوا قد شعروا بحدوث هذا الخلل أو لا، حيث قابت :"لا أعرف لماذا تحدثت معه لكنى شعرت بوجود شىء ما يقربنى إليه".

وأكملت :"يحيى أكبر منى بسنتين، وفى الدراسة كان متفوقا فى مادتى الرمد والباطنة، لذا كان يذاكرهما لى، ويساعدنى كثيرًا أثناء الامتحانات، فهو كان هادئا جدًا فى مذاكرته، ولا يحب الشخبطة بل يذاكر فى صمت ويقلب الكتب ورقة بورقة ثم يدخل الامتحانات، وكنت على العكس تمامًا، أحب الشخبطة والتلوين داخل الكتب وأشرح لنفسى بصوت مرتفع وأكتب فى كشاكيل خارجية، لدرجة أنها سُرقت منى ذات مرة أثناء دراستى".

وأضافت :"وقعت فى حب يحيى دون سبب، وإذا قلت إنى أحببته لسبب معين سأكون كاذبة، كان لى أصدقاء كثيرون فى هذا الوقت، وكنا نخرج ونلعب لكنى لم أرتبط بأحدهم عاطفيا، ومع الوقت شعرت أنه شخصية واضحة وصريحة، لذا تزوجنا بعد التخرج مباشرة، ولم تواجهنا أى صعوبات كونه مسلم وأنا مسيحية، فالأهالى كانوا متفهمين جدًا فتم الأمر بسهولة، كما لم نواجه أى مشكلات فى العمل بعد التخرج، لأن الطبيب وقتها كان يعين فى مستشفى بمجرد تخرجه".

وتابعت :"بعد عمله في التلفزيون، فى يوم من الأيام قال لى كده حرام أنا باخد إجازات كتير وبافكر أستقيل، بس كده هانبقى على باب الله، لكنى وافقت، وكنا وقتها نسكن فى شقة صغيرة بمدينة نصر وكان ابننا شادى فى عمر ٧ سنوات وطارق سنة ونصف السنة، وحسيت ساعتها إن حياته كانت فى التمثيل، وكانت الخطوة جريئة، لذا كان مترددًا، لكنى شجعته، وعشنا أسرة أقرب للفقر، خاصة أن أجره وقتها من التليفزيون كان ٤٤ جنيها، وبدأ فى تحضير ماجستير فى الأمراض النفسية والعصبية، لكن كان عندى عيادة خاصة أعمل بها، ولم تكن لدينا متطلبات كثيرة، وما دمنا بناكل ونشرب ونلبس كويس وبنكفى نفسنا وربنا قدرنا ووقفنا جنب بعض لحد ما وصلنا يبقى خلاص".

وحكى يحيى الفخراني قصة تعرفه على لميس جابر كما روتها هي في السطور الماضية، وأنه عندما غضب من الخطأ المسرحي، وتحدثت لميس معه سمع كلامها وبالفعل عاد إلى المسرح وصفقت له الجماهير وكانت تلك هي الخطوة الحاسمة التي فجرت بداخله مشاعر الارتباط بزميلته لميس كزوجة وصديقة وشريكة يستطيع معها أن يبدأ حياة جديدة.

يذكر أن الفنان يحيى الفخراني قدم الكثير من الأدوار المختلفة، حيث استطاع أن يكون الأب والابن والجد والشيطان والخواجة والملاك والمظلوم والظالم واليهودي والوطني، لذا أطلقوا عليه العبقري.

تم نسخ الرابط