حكاية فاتن حمامة مع خروف وسيارة ”لوري”
يتعرض الكثير من الفنانيين للعديد من المواقف الطريفة فى حياتهم، وتظل هذه المواقف عالقة فى ذاكرة الجمهور الذي لا ينساها ويستعيدها دائمًا، وتعرض نجوم الزمن الجميل للعديد من هذه المواقف ومن هؤلاء النجوم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى كتبت مقالاً في عام 1961 تحت عنوان "الدنيا صيام" تحكى فيه عن موقف طريف وصعب تعرضت له خلال رمضان.
وقالت سيدة الشاشة فى مقالها إنها لا تخشى الصيام؛ بسبب الجوع، ولكنها دائما يكون لديها هاجس من أن تفلت أعصابها أثناء الصيام، ولذلك كانت تحرص دائما على أن تتمالك نفسها وأعصابها حتى فى أصعب المواقف حتى لا تفقد صيامها.
وأشارت فاتن حمامة إلى أنها اضطرت فى أحد أيام رمضان إلى السفر للإسكندرية بسيارتها ومعها سائقها، وكان السائق هادئا فى بداية الرحلة حتى دخلا إلى الطريق الصحراوى وانقلب هدوءه إلى ضيق، خاصة مع تسابق السيارات فى الطريق.
وأوضحت الفنانة الراحلة أن السائق عانى خلال الطريق من سيارة مجاورة يركبها عدد من الشباب المشاكس، الذى ظل يضايقهما لمسافة كبيرة من الطريق، ولكنها كانت تحاول تهدئة السائق حتى يتجاوز هذه السيارة بهدوء وقالت: "معلشى الدنيا صيام ابعد عنهم وعلى مهلك".
وبعد مسافة استطاع سائق سيارة فاتن حمامة تجاوز هؤلاء الشباب، ولكنه أصبح خلف سيارة لورى ضخمة محملة بالخرفان وكان سائقها شديد التهور يذهب يمينا وشمالا حتى كادت سيارة سيدة الشاشة تصطدم باللورى أكثر من مرة، ورغم ذلك ظلت الفنانة الكبيرة تهدئ من غضب سائقها قائلة: "معلشى الدنيا صيام حاول تتجاوزه"، بينما يحاول هو أن يكظم غيظه.
وفجأة ومن شدة سرعة السيارة اللورى سقط خروف من الخرفان التى بالسيارة وسال دمه على الأرض دون أن ينتبه سائق اللورى، فأمرت سيدة الشاشة العربية سائقها بالتوقف لإنقاذ الخروف، بل إنها اصطحبت الخروف فى سيارتها حتى تدرك سائق اللورى وتسلمه له.
وظل سائق سيارة فاتن حمامة يتابع السيارة اللورى محاولاً تنبيه سائقها بأنه سقط منه خروف، ولكن دون جدوى، وبعد عدة محاولات وقف سائق اللورى غاضبا وكاد يشتبك مع سائق سيارة سيدة الشاشة العربية، الذى قال له إن خروفا سقط من سيارته، ولكن سائق اللورى رد غاضباً: "وأنت مالك يا أخى"، وكاد أن يشتبك معه بالأيدى، ثم أدرك أن سيارة فاتن حمامة تحمل الخروف لتسلمه له، فاعتذر سائق اللورى وهدأ غضبه، ومن شدة خجله حاول طوال الطريق أن يسير خلف سيارة سيدة الشاشة ولا يسبقها، ونظر من المرأة إلى فاتن حمامة وصاح قائلا: "معلشى يا مدام الدنيا صيام".