آخرهم حكم عليه بالإعدام و الشيخة منال جعلت منزلها قبلة للصلاة .. حكايات لن تصدقها عن أشهر ”مدعي النبوة”

منال
منال

قضت محكمة الجيزة بمعاقبة متهم أدين بقتل والده عمدا، بالإعدام شنقا.
جاء في مواد الحكم، أن المتهم ادعى أنه رسول جديد، ويدعو لدين جديد، واعترف بأنه قام بقتل والده بعد رؤية منام أنه كافر ويخطط لقتله، فقام على الفور بالتخطيط لقتل والده طعنا بالسكين.
وبعيد عن بطل قصة اليوم فإن التاريخ الإسلامي حسب دراسة لمركز حفريات المتخصص في شؤون الإسلام السياسي على عديدين ادعوا النبوة حتى في حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، كمسيلمة الكذاب في اليمامة والأسود العنسي في اليمن، وازدادت الحالات في العهدين؛ الأموي والعباسي، وإن تلبست أحياناً طابعاً سياسياً فظهر طلحة بن خويلد وجندب بن كلثوم وحنظلة بن يزيد الكوفي والحارِثِ الدِّمَشقيِّ، وبابِكِ الخُرَّمِيِّ وغيرهم حتى أن بعض الخلفاء سئموا من كثرتهم فكانوا يأمرون عمالهم بقتلهم بلا محاكمة.
والغريب أن هذه الظاهرة لم تتوقف حتى في عصرنا الحديث الذي يزخر بحالات عجيبة من مدعي ومدعيات النبوة، منهم أناسٌ عاديون، وربات بيوت، ومعلمات، وأساتذة جامعات، وعاطلون عن العمل، ممن زعموا تنزّل الوحي عليهم بدافع الجنون والطمع وحب الشهرة والسلطة، ونجحوا في فتنة الكثيرين.

ياسر حسين
بعتبر ياسر حسين آخر من ادعى النبوة في أيامنا هذه، وهو رجل سياسة شيعي؛ حصل ذلك في شهر نيسان (إبريل) من العام الحالي، وكان حينها مرشحاً للانتخابات البرلمانية العراقية عن محافظة ذي قار، ويبدو أنه لم يجد طريقاً أقصر لكسب مقعدٍ في البرلمان، من أن يضع صفة النبي قبل اسمه الأول على لوحة إعلاناته الانتخابية التي تم توزيعها في شوارع محافظته.

وبمجرد أن وصلت صورة الإعلان إلى وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" ضجت بالسخرية من هذا الرجل الذي قامت السلطات العراقية باعتقاله بسبب سلوكه "غير الشرعي" أثناء الانتخابات. وكان المعلقون عموماً، قد صبّوا جام غضبهم على حسين الذي زعم أنّ "الله كلفه بالترشح للانتخابات"، وكان غريباً أنه لقي مساعدة في نشر إعلاناته وبطاقات دعايات عن نبوته بين الناخبين في محافظته، إلى أن انتشرت إشاعات بمرضه النفسي.

منال وحيد مناع

حين كان عمرها 42 عاماً، ادعت المصرية منال مناع النبوة، وأنّ الرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، هو من بشّرها بذلك، ثم زعمت ربة المنزل ذات الخمسة أبناء، أن بيتها قبلة للصلاة وللأولياء وكان سبقها إلى هذا الدجل عمّها عمر حسانين الذى ادعى النبوة ومات في السجن بعد اعتقاله، مدعية أنه يؤدي مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة فأسقطت عنهم هذه الفريضة.

ورغم حياتها الشخصية العادية، فإن مناع بقيت على دعوتها هذه مدة تسع سنوات، تدعي خلالها أن الملائكة وآل البيت يظهرون لها في حلقاتها، وكانت تعتزل في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، من أجل ما تسميه بالمشاهدات، التي كانت من خلالها تنقل تعاليم الله إلى مصدقيها وأتباعها مدعيةً هبوط الوحي عليها، وبقيت على هذه الحال، إلى أن قُبض عليها العام 1999، وحكم عليها بالسجن لعدة سنوات.
وخلال فترة (دعوتها) تبعها ما لا يقل عن 250 شخصاً، متنوعي الأفكار والثقافة والمستوى الاجتماعي، وكان بعضهم يرى أنها خلطت الصوفية بالإسلام، وبالمذهب الشيعي.

زهرة التونسية

في بداية العام 2000، ظهرت إحدى المدرسات في مدرسة ثانوية بالعاصمة تونس، مدعيةً أنها "أم الأنبياء"، كما ادعت في حينه، أن بشارتها بالنبوة، أتتها عن طريق مكالمةٍ هاتفية!
وفيما بعد، تحدثت بعض المواد الصحفية، أنها تعرضت لهاتفٍ سماوي، أخبرها أن تكمل رسالتها في توحيد الديانات كما كانت تقول لطلابها في المدرسة. وبعد أن أخذت تبشر بديانتها (التوحيدية) بين صفوف الطلاب، قالت إنها سوف ترسل الرئيس الأمريكى الأسبق "جورج دبليو بوش"، والأمين العام لجامعة العام الأسبق للأمم المتحدة "كوفي عنان" ولرئيس الوزراء الصهيوني آنذاك "آرييل شارون" والرئيس التونسي "زين العابدين بن علي"، وتدعوهم لتنفيذ أوامر الدين الجديد، والعمل على تحقيق السلام فى العالم وإسعاد كل الناس، كما إنها أخذت تكتب نصوصاً وتوزعها على الناس من حولها.

واستمرت دعوة زهرة لثلاثةِ أعوام، إلى أن ألقت السلطات التونسية القبض عليها، ووضعت في مصحة نفسية، لكنها استمرت في كتابة هذه النصوص مصرّة أن ما تكتبه يمثل إرادة الله على الأرض.
ثريا منقوش
في العام 1982، ووسط اجتماعٍ للحزب الاشتراكي اليمني، قامت الكاتبة الاشتراكية "ثريا منقوش" لتقول للحاضرين: "حينما تختل الموازين على الأرض ويعبث الإنسان بأخيه الإنسان وتنتشر الشرور ويمسي الفجور والظلم والجبروت قيماً تحكم الناس، حينها تتدخل السماء ليصطفي الله رسولاً من الناس".. هكذا أعلنت منقوش نبوتها فجأة.
بعد ذلك، أخذت ثريا تصر على نبوتها، ووزعت بياناً تشرح فيه أنها "كانت تعتنق الفكر الماركسي، لكن دعوتها الآن رسالة سماوية، وليس فيها أي عبقرية كما في أفكار ماركس أو هيجل، وأن ما في وجدانها أفضل مما لديهم وأفضل من كل عباقرة العالم"، وأنّ رسالتها للبشرية بأسرها وتشريع ومنهج للعالم‏. ‏
والغريب، أنّ السلطات اليمنية والناس لم يقوما بأي ردة فعلٍ على إعلان منقوش هذا، وبقيت مصرّة على رسالتها هذه، إلى ان خفت صوتها وحده، دون استجابةٍ مؤثرةٍ من قبل أحد، ويذكر أنها حاولت في 2004، تجديد دعوتها، من خلال موقعها الخاص، قائلةً إنّ "الوحي لم ينقطع عن الأرض، وأن النبوة ليست حكراً على الرجال".

رشاد خليفة

بعد ولادته في مصر العام 1935، ودراسته للكيماء، ثم انتقاله إلى الولايات المتحدة ليصبح أحد الكيميائيين العرب المعروفين هناك، قام رشاد خليفة، بتسجيل مقاطع فيديو، ادعى فيها أنه يعرف القرآن الكريم أكثر من مفسريه أياً كانوا عبر التاريخ، وأنّه "أعلم من أي شخصٍ بالمعادلات الرياضية الموجودة في القرآن الكريم"، وأنه لأجل علمه "هبط عليه جبريل".
ثم توجه إلى الناس عبر مسجدٍ أسسه في ولاية أريزونا الامريكية، قائلاً إنّه "مرسلٌ من الله، وأن الأنبياء انقطعوا لكن الرسل باقون"، ثم أخذ يدعي "تزوير الصحابة للقرآن" متهماً كذلك أي شخصٍ يتبع شيئاً غير القرآن، حتى لو كان السنة، بأنه "كافر"، كما كفر الشيعة وغيرهم، وقال إنهم جميعاً في النار، ولم يطل به الأمر، حتى قتل نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ويشاع أن السلطات الأمريكية ألقت القبض على قاتليه بعد سنوات، دون أدلةٍ دامغة.

غلام القادياني

يعد غلام أحمد القادياني، الرجل الوحيد الذي تجرأ على الادعاء أنه رسولٌ ونبيٌ باسم أكثر من ديانة، فهو بدأ مقدماً نفسه أنّه المهدي المنتظر، ثم تطور الأمر ليصبح المسيح ابن مريم "المخلص المنتظر آخر الزمان" كذلك ادعى لاحقاً، وربما تماشياً مع الثقافة الهندية، أنه الإله بوذا، إلى أن بدأ مطلع القرن العشرين يرى فيه نفسه مبعوثاً من الله حتى "يجدد الإسلام".

القادياني، المولود في الهند العام 1839، أسس كذلك جماعته الدينية الخاصة، وهي "الأحمدية"، وبدأها في مسقط رأسه "قاديان"؛ حيث أنه وبعد بلوغه الخمسين من عمره، جمع حوله الكثير من الأتباع، الموجودين حتى اليوم، ممن يؤمنون أن القادياني هو النبي والمهدي المنتظر، وبقي طوال حياته ممجداً من فتنوا بدعوته؛ إذ كان يدعي أن العديد من آيات القرآن الكريم "نزلت بشأنه"، وتبعه خمس "خلفاء" بعد موته في العام 1908.

صلاح شعيشع

يعد الطبيب صلاح شعيشع أشهر مصري ادعى النبوة في العصر الحديث قبل أن يُلقى القبض عليه العام 1985 ويحكم عليه بالسجن خمسة أعوام، وكان شعيشع المولود العام 1922 قد اشتهر قبل ذلك بإجراء عمليات الإجهاض في عيادته بالإسكندرية التي حوّلها في السبعينيات إلى مقر لدعوته التي بدأت بزعمه أن روح الرسول، صلى الله عليه وسلم، تلبّسته وجعلته يكمل دعوته بعد تفشي الفساد.
بدأ شعيشغ نشاطه "الديني" قبل ذلك في أوائل الستينيات حين اهتم بتحضير الأرواح، والالتقاء بمدعي التعامل مع الجان، ثم اتجه إلى الصوفية وأنشأ جماعة خاصة به، لكن لم يلبث أن انفض عنه أنصاره.
ومكمن شهرة شعيشع أن أتباعه لم يقتصروا على البسطاء بل كان منهم أطباء وأساتذة جامعيون ومهندسون وبعض من كبار رجال الأعمال في الإسكندرية، وكانت له طقوس غريبة يمارسها مع أتباعه كتقبيل الرجال والنساء من أفواههم فيما كان يسميه "القبلة المحمدية القدسية"، كما أسقط عن أتباعه الذين كان يفرض عليهم الأتاوات وجاوز عددهم 1200 شخص فروض الصلاة والحج والزكاة والصيام.

تم نسخ الرابط