حيلة ذكية من ركاب القطارات وراء تداول مثل ”عامل نفسه من بنها”.. أعرف الحكاية

نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".

"عامل نفسه من بنها" يرجع أصل هذا المثل الى قطار الوجه البحري المتجه من القاهرة الى المدن البحرية، والذي من محطاته الاساسية محطة بنها مهما كانت وجهته فلابد من الوقوف فيها، وقد كان الركاب المتجهين الى بنها ممن لم يحالفهم الحظ في الجلوس في المقاعد يستأذنون الجالسين في الجلوس خلال تلك المدة القصيرة التي يستغرقها القطار من القاهرة الى بنها، ثم ينزل ركاب بنها عند المحطة ويعود أصحاب المقاعد الى مكانهم لاستئناف الطريق.

ومن هنا أتخذ معظم الركاب تلك الفكرة كحيلة للجلوس حتى وإن لم تكن محطتهم المُراد النزول بها هي بنها فكانوا يأخذون مقاعد الغير بحجة انهم سينزلون في بنها، ثم يتفاجأ صاحب المقعد أن من اذن له بالجلوس على انه من بنها لا يزال يستأنف الجلوس حتى نهاية الطريق، ومن هنا أطلق لفظ عامل نفسه من بنها على من يريد الجلوس على كرسي في قطار مزدحم.