”شئ من الخوف” الفيلم الذي قدم الأمان لقرية بالقليوبية وروى عطشها.. حكاية المشهد الحقيقي الذي أخرجه حسين كمال ببراعة
فاجئ الأديب ثروت أباظة الجميع في عام 1969 بصدور روايته "شيء من الخوف"، فهذا العمل الأدبي الذي يحكي الكاتب فيه عن "فؤادة" تلك الفتاة الصغيرة التي تحب عتريس الفتى البريء النقي، الذي ينقلب إلى وحش ويعيش على القتل والنهب ويقرر أن يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوى فؤادة، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة، ولما لم يستطع أن يقتلها قرر أن يمتلكها عن طريق الزواج، وترفض فؤادة أن تتزوجه فيغصب عتريس أهلها على الزواج وتنتقل إلى العيش معه، وتقاوم البلدة محاولات عتريس أن يعيش مع فؤادة بالقوة وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتى الموت.
وتحمس المخرج الكبير حسين كمال للرواية فقرر تحويلها إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه، ويعتبر فيلم "شيء من الخوف" هو عمل فني متكامل اجتمعت به الأشكال الفنية المختلفة من موسيقى وأداء الممثلين والأشعار وكتابة السيناريو والحوار والصورة للمخرج المميز حسين كمال.
لعب دور البطولة بشخصية "فؤادة" الفنانة شادية وجسدته ببراعة شديدة ولكن المفارقة التي كانت من عجائب الفيلم عندما بدأوا التصوير كانوا يبحثون عن قرية تتحقق فيها مواصفات السيناريو، وبعد بحث كبير وجد الفنان صلاح ذو الفقار وكان منتج الفيلم هذه القرية وهى قرية في محافظة القليوبية، وللمصادفة أن أهل القرية فعلا لم يكن لديهم هويس، وحياتهم كانت فى ضنك بسبب عطش وجفاف أراضيهم لعدم وجود هويس ينقل لهم المياه.
اتفق الإنتاج مع عمده البلده على أنه سيبني لهم الهويس بناءا حقيقيا، ويحل المشكلة إلى الأبد للقرية، لكن على شرط أن أهل القرية يصوروا هذا المشهد فى الفيلم، وهو مشهد لحظة فتح الهويس، ثم جاءت فكرة المخرج حسين كمال أن تقوم شادية بتشغيله.
وفى اللحظة التي كانت شادية تفتح فيها الهويس فى الفيلم ببطء شديد كانت قلوب أهل القرية متعلقه بأول نقطه مياه، وكانت صورة المياه وهي تروى الأرض المحجرة واقعية، وكان رقص الناس داخل المياه وفرحتهم الهستيرية ليست تمثيلا بل كانت فرحة حقيقية.