الأورومو..حكاية 30 مليون مواطن أثيوبي جاهدوا لوصول أبي أحمد للحكم فخذلهم
برز مؤخرا اسم عرقية "الأورومو" بعد اندلاع الاحتجاجات في أثيوبيا، وهي العرقية التي ناهضت لسنوات من أجل الحصول على حقوقها المهدرة، ونجحت بالفعل بعد عقود من الكفاح بوصول آبي أحمد للحكم، حيث عقدت عليه آمال كبيرة لاسترجاع كامل حقوقهم لكنه لم يفعل، مما دفعهم للنزول مرة أخرى للشوارع في مظاهرات تعكس غضبهم عليه، وتراجع شعبية رئيس الوزراء بينهم.
اعتادت عرقية الأورومو الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود، وقادت احتجاجات مناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات حتى إسقاطها.
وكانت مظاهرات اندلعت عام 2016 لزيادة الضغط على الحكومة، فلجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى تعييبن أبي أحمد رئيسا للوزراء عام 2018 بدلا من هايلي مريام ديسالين.
لكن احتجاجات الأورومو عادت من جديد، ليتكرر حديثهم عن التهمش.
وعلى مدار الثلاث سنوات السابقة، قادت قومية الأورومو احتجاجات مناهضة للحكومة، بسبب نزاع حول ملكية بعض الأراضي، واتسعت رقعة المظاهرات لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.
كان صعود رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى السلطة محطة مهمة في تاريخ البلاد، فهو أول رئيس حكومة من قومية الأورومو، وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد، اعتادت الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود سبقت تولي أبي السلطة
ومنذ تولي السلطة في أبريل 2018، قام أبي أحمد بإصلاحات لم يسبق لها مثيل، أنهى حالة الحرب مع إريتريا المجاورة وبسبب ذلك حصل على جائزة نوبل للسلام في 2019، كما أفرج عن سجناء سياسيين، ورفع الحظر عن أحزاب.
وحاكم أبي أحمد مسئولين متهمين بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لكن العنف العرقي لم يتوقف، بل اندلع في مناطق كثيرة.
وشهدت إثيوبيا العام الماضي محاولة انقلابية في منطقة أمهرة قتل على إثرها مسئولون حكوميون، أبرزهم رئيس أركان الجيش سيري مكونن الذي ينتمي لقومية التيغراي.
وحينها قال المحللون إن هذه المحاولة كانت تستهدف إضعاف أبي بالأساس الذي شكل بتحالفه مع سيري أهمية خاصة، حيث أبي المنتمي لقومية الأورومو ومكونن المنتمي لقومية التيجراي التي سبق وأن استأثرت بالسلطة في البلاد.
وتشهد إثيوبيا حاليا اضطرابات دامية تسلط الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة أبي وسط أبناء عرق الأورومو، حيث يزداد تحدي النشطاء العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.
وزاردت حدة المظاهرات بعد قتل المغني هاشالو هونديسا وانتشرت احتجاجات دامية في عدة مدن للأورومو، كما هزت العاصمة أديس أبابا ثلاثة انفجارات، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، كما اعتقلت الشرطة السياسي المعارض محمد جوهر، وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي لقومية الأورومو.
جدير بالذكر أن الأورومو وتعني القوة هي جماعة عرقية موطنها إثيوبيا وشمال كينيا، وأجزاء من الصومال. يبلغ عددها 30 مليوناً موزعين على جميع أنحاء العالم، ويشكلون واحدة من أكبر الأعراق في إثيوبيا، بحوالي 34،49٪ من عدد السكان وفقا لتعداد عام 2007 في أثيوبيا. لغتهم الأم هي أورومو (وتسمى أيضا أفان أورومو أوالأورميفا)، والتي تعد جزءًا من الكوشية والتي تصنف لغوياً إلى الأفرو آسيوية