أحزان ”عمو فؤاد” بين ضياع مقتنياته..ووفاة صديق عمره عبدالمنعم مدبولي

الموجز

فؤاد المهندس، مهندس الكوميديا الراقية، تراه دائمًا على الشاشة مبتسم، أضحكنا كثيرًا بمشاهده الكوميدية وفنه الراقي الذي نفتقده في الوقت الراهن، عندما تشاهده تعتقد أن حياته خالية من أي حزن أو مشاكل، ولكن الحقيقية كانت عكس ذلك، فقد امتلأت حياته بالدموع والأحزان، وأخفى الكثير من همومه ليرسم البسمة على وجوه الملايين، وفي السطور التالية نرصد أحزان عمو فؤاد..

هو مهندس الضحك الراقى وصاحب مدرسة خاصة فى الكوميديا تخرج منها الكثيرون، عملاق من عمالقة الفن الذين أمتعوا الكبار والصغار على مر الأجيال، قدم الفنان الكبير فؤد المهندس عشرات الأعمال المسرحية التى تعتبر علامات فى تاريخ المسرح والكوميديا ومنها "السكرتير الفنى، أنا وهو وهى، سيدتى الجميلة، روحية اتخطفت، أنا فين وانتى فين، إنها حقا عائلة محترمة، سك على بناتك، هالة حبيبتى ، علشان خاطر عيونك"، وغيرها، وكون أشهر وأنجح دويتو فنى مع حبيبة عمره وزوجته الفنانة شويكار، كما قدم العديد من الأعمال السينمائية التى شاركته فيها شويكار وحققت نجاحات كبيرة وعشقتها كل الأجيال ومنها:" اعترافات زوج، شنبو فى المصيدة، مطاردة غرامية، أرض النفاق ، الراجل ده هيجننى،مستر إكس، فيفا زلاطة ، أخطر رجل فى العالم ، خمسة باب،خلى بالك من جيرانك، البيه البواب ، وغيرها".

وكان فؤاد المهندس أحد أيقونات الإذاعة حيث شارك فى بداياته بفرقة ساعة لقلبك، وقدم البرنامج الإذاعى الشهير كلمتين وبس لأكثر من 30 عاما، كما قدم أشهر المسلسلات الإذاعية التى شاركته فيها شويكار وأصبحت أحد علامات الإذاعة المصرية فى رمضان.

وكان من أهم أعمال العملاق فؤاد المهندس التى ارتبط بها أجيال عديدة فوازير عمو فؤاد التى قدمها للتلفزيون على مدار أكثر من 10 سنوات خلال شهر رمضان، حتى اشتهر بلقب عمو فؤاد.

وقد لا يعرف الكثيرون أن عمو فؤاد الذى أسعد الملايين بفنه وما قدمه من كوميديا راقية لعقود طويلة أنهى حياته حزيناً بسبب واقعة ضاع فيها كل ما يحتفظ به من مقتنيات وذكريات وجوائز، وتأثر بشدة فى أواخر سنوات عمره بوفاة تلميذته المقربة الفنانة سناء يونس التى كان يعتبرها ابنته، كما حزن حزناً كبيراً لمرض رفيق عمره عبدالمنعم مدبولى وكان أخر من تحدث معه قبل أن يدخل مدبولى فى غيبوبة قبل وفاته، وبعد هذه المكالمة بكى المهندس على صديق عمره وأدرك أنه يقترب من الموت حيث لم يفهم من كلامه شيئا فى أخر مكالمة، وبالفعل توفى مدبولى بعدها وحزن المهندس حزنا شديدا وتوفى بعده باشهر قليلة.


وفي تصريحات لنجل المهندس كشف عن الحادث الكبير الذى عجل بوفاة عمو فؤاد وكسر قلبه، حيث جلس الفنان الكوميدى الكبير بعد أن جاوز الثمانين شاردا على سريره الذى لا يغادره إلا قليلا بعد أن أنهكه المرض وتقدم به العمر، وكان المهندس قد جمع فى غرفته الخاصة بمنزله كل ذكرياته ومقتنياته وجوائزه وصور طفولته وطفولة أبنائه، وصور أعماله وذكرياته الخاصة، ويحتفظ فيها بالملابس التى ارتداها فى أعماله، حتى الطربوش القديم الذى كان يرتديه فى أوائل هذه الأعمال، وفى ركن أخر من الغرفة يضع بعض المقتنيات التى اشتراها من عدد من المزادات ومنها سرير الخديوى اسماعيل، حيث صنع الفنان الكبير من هذه الغرفة عالما خاصا به ووضع فيها كل ما هو عزيز على نفسه وقال لأبنائه ميراثى وعمرى وتاريخى هنا.

نظر الفنان الكبير إلى صوره مع رفيق عمره عبدالمنعم مدبولى الذى تحدث معه قبل ساعات تليفونيا فأدرك أن صديقه يوشك على الموت حتى أنه لم يستطع أن يميز ما يقوله وانطلقت الدموع من عينيه، فى هذه اللحظة اكتملت مأساة النجم الكبير، وانطلقت النيران بسبب ماس كهربائى لتلتهم محتويات الغرفة ومعها تاريخه وأغلى ذكرياته، جحظت عينا الفنان الكبير وهو يرى تاريخه يحترق أمامه، لم يصرخ، ولم يتكلم، ظل صامتا لا يصدق من هول الصدمة، إنسابت الدموع من عينيه، ولم يستنجد، حتى انطلق الدخان من غرفته فشعرت زوجة ابنه فى الطابق الأرضى من الشقة بأن حريقا نشب فى غرفة والد زوجها، فصرخت وصعدت مع عدد من أقاربها الذين كانوا فى زيارة لها، وحملوا الفنان الكبير بعيدا عن النيران واتصلوا بالنجدة، التى وصلت بعد أن التهمت النيران كل محتويات الغرفة ومعها كل ذكريات الفنان الكبير ومقتنياته.

بهذا الحادث اكتملت فصول مأساة نهاية حياة الفنان الكبير عملاق الكوميديا فؤاد المهندس ولم يستطع أن يعيش بعده إلا قليلا خاصة بعد أن فقد فى هذا الحريق ذكرياته التى كان يعيش معها ويأنس بها وبعدها فقد رفيق عمره عبدالمنعم مدبولى، وبعدها رحل عمو فؤاد فى 16 سبتمبر عام 2006 تاركًا ميراثًا فنيًا ضخمًا ليسعد الملايين فى حياته وبعد مماته.

تم نسخ الرابط