٤٣ يوم في العزل.. حكاية رجاء الجداوي مع فيروس ”كورونا” الذي أنهي حياتها

رجاء الجداوي
رجاء الجداوي

رحلت عن عالمنا صباح اليوم الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي بعد معاناة مع فيروس كورونا "كوفيد١٩" المستجد، لمدة 43 يوما، حيث كانت حالتها ما بين الإستقرار والتدهور ومن خلال هذا التقرير نستعرض مراحل مرض الفنانة الكبيرة حتي إعلان الوفاة.

في فجر 24 مايو من العام الحالي تم اكتشاف إصابة الفنانة رجاء الجداوي بفيروس كورونا بعد انتهاء تصوير مسلسل "لعبة النسيان" مع النجمة دينا الشربيني، وانتشر الخبر السي في الوسط الفني ليهرع الجميع بالدعاء لها.

وتم نقل الفنانة لمستشفي أبو خليفة للعزل الصحي بالإسماعيلية تحت مراقبة واهتمام كبير حيث تم توفير لها غرفتين في المستشفى، عادية وعماية مركزة وفور وصولها تم وضعها في الغرفة العادية 212 في الدور الثاني ومعاملتها كحالة بسيطة وليست حرجة.

وكانت حالتها مستقرة باستثناء درجة الحرارة العالية والتي كانت تزيد عن 39.5، استمرت درجة الحرارة في الإرتفاع والانخفاض، حتي تدهورت حالتها وتم نقلها لغرفة العناية المركزة تحت جهاز تنفس عادي في فجر 2 يونيو لتعود الحالة للاستقرار مرة أخري، قال مصدر طبي إن الفريق المعالج جهز المصابة في الرابعة صباح ذلك اليوم لنقلها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى، واستلزمت حالتها وضعها على جهاز تنفس صناعي، واستعان الفريق الطبي بجهاز تنفس مساعد "سباب" CPAP ، بسبب انخفاض درجة الوعي لديها.

طاردت الفنانة رجاء الجداوي شائعات كثيرة مع دخولها المستشفى، ونفت ابنتها وقتها عن وفاة والدتها أو دخولها في غيبوبة، وأكدت أن هذه الأخبار تؤثر على حالتها النفسية، كما أكد الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن حالة الفنانة الكبيرة النفسية تدهورت عقب انتشار الشائعات.

وفقًا لإفادة مصادر طبية داخل المستشفى، مرت 72 ساعة على وصول الفنانة، استقرت فيها حالتها، فقرر الأطباء مساء يوم 27 مايو سحب مسحة للوقوف على حالة انتشار الفيروس ومقاومة الجسد له، فكانت النتيجة إيجابية بحمل الفيروس.

مرت 10 أيام على حجز الجداوي داخل العناية المركزة بينما لم تتغير حالتها، ولم تسحب لها أية عينات، إلا أن فجر السبت قبل الماضي شهد تحسنًا في حالة المصابة، التي ارتفعت درجة الوعي لديها وأصبحت قادرة على الحديث مع الأطباء وأطقم التمريض داخل غرفة العناية المركزة، حتى أنها تلقت اتصالاً من ابنتها طمأنتها على حالتها.

في ذلك اليوم الموافق 13 يونيو الجاري، قرر الأطباء حقنها ببلازما متعافي من كورونا، مقسمة على جرعتين؛ حصلت على الأولى في نفس اليوم والأخرى في اليوم التالي.

بعد مرور 72 ساعة على تلقيها جرعتي البلازما، جرى سحب مسحة أخرى من الجداوي، للوقوف على تأثير البلازما.

إلا أن نتيجة التحليل التي تقيس نسبة الفيروس بوحدات "التيتر" جاءت إيجابية أيضًا، ولم تتحسن حالتها.

قال مصدر طبي بالمستشفى إن البلازما لم تؤثر كثيرًا في حالتها بالشكل الذي يمكن معه إعادتها إلى غرفة عادية، وأرجع ذلك إلى الحالة الصحية والسن المتقدم (82 سنة)، ما زاد من قوة كورونا التي تهاجم في الأساس جهاز المناعة.

وعقب ظهور النتيجة الثانية، بدأت الجداوي تستجيب ببطئ للعلاج منذ دخولها العناية المركزة، وكانت مستقرة ولم تفقد الوعي كليًا، بينما بقى ضغط الدم والنبض مستقرين.

وبعد استجابتها للعلاج ببطء جاء قرر الأطباء سحب مسحة ثالثة للوقوف على نسبة الفيروس وتأثير جرعة البلازما، والتي أثمرت عن ايجابيتها ايضا، و تدهورت حالة الجداوي، لم تعد قادرة على استنشاق وتنفس الأكسجين بالطريقة العادية، وانخفضت نسبة الأكسجين في الدم إلى 55% فقط، فجر يوم الأحد وتم استبدال جهاز التنفس المساعد "السباب" الذي يضخ الهواء عبر الفم والأنف بجهاز تنفس صناعي اختراقي، وهو جهاز متصل بأنبوبة حنجرية تعمل على ضخ الأكسجين مباشرة إلى داخل الرئتين، دون المرور على الأنف.

وتم تداول أخبار ان رجاء دخلت في غيبوبة وان نسبة الأكسجين ضعيفة وتعود أميرة مختار نجلة الفنانة الكبيرة وتنفي الأنباء المتداولة عن فقدانها الوعي.

حيث كتبت أميرة عبر حسابها على موقع فيس يوك: «خبر كاذب وأكد لي الأطباء المقيمون عدم حدوث ذلك بالمرة، _وأن الرقم ده وهو نسبة الاكسجين في الدم والذي تداول أنه 55%_ليس له أساس من الصحة ولا حتي قربنا منه، وأن هي فعلا حالة حرجة ولكن بوعيها وهم من يقوموا بتخديرها بعد التأكد من وعيها والحمد لله».
وخلال الفترة الماضية تطلب نجلتها من الجمهور الدعاء لوالدتها حتي تعود أمس وتصرح أن والدتها في حالة حرجة ولكن الله موجود، وتم سحب العينة الرابعة مساء أمس والتي أثبتت ايجابيتها ايضا لفيروس كورونا.
وتعود نجلة الفنانة لتعلن عبر صفحتها علي موقع "فيس بوك" وفاة والدتها وتقول :"انا لله وانا اليه راجعون مامي في ذمه الله".

ولدت نجاة علي حسن الجداوي وهو الأسم الحقيقي لرجاء الجداوي في 6 سبتمبر 1938 في مدينة الإسماعيلية، ثم انتقلت إلى القاهرة برفقه شقيقها الأكبر "فاروق" للإقامة مع خالتها الفنانة تحية كاريوكا التي تولت رعايتهما.

التحقت بمدارس الفرانسيسكان بالقاهرة حيث تعلمت الفرنسية والإيطالية في سن مبكر، ثم عملت في قسم الترجمة بإحدى الشركات الإعلانية.

تزوجت من حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق حسن مختار في 22 نوفمبر 1970، وأنجبت منه ابنتها "أميرة".

فازت بجائزة ملكة جمال القطر المصري في عام 1958، وبعدها عملت عارضه أزياء، وفي نفس الوقت عرفت الطريق إلى الفن، وآخر أعمالها الفنية مسلسل"لعبة النسيان" والذي عرض في رمضان 2020.

تم نسخ الرابط