أحمد نجيب الهلالي.. قصة السياسي الذى تولى رئاسة الوزراء لمدة  18 ساعة

أحمد نجيب الهلالي
أحمد نجيب الهلالي


يعد المحامى أحمد نجيب الهلالي آخر رئيس وزراء لمصر في العهد الملكي، من أبرز رجال السياسية الذى عرف بمواقفه المتطرفه ضد الملك والسراي حتى اتهم بأنه جمهوري النزعة، وأحيل في الأربعينيات من القرن الماضي إلى محكمة الجنايات بتهمة العيب في الذات الملكية في سلسلة مقالات كتبها بتوقيع “الديك الجن".

الهلالى حصل على البكالوريا من المدرسة التوفيقية وأصبح علي مشارف مدرسة (كلية) الطب، ولكنه التحق بمدرسة الحقوق الخديوية وتخرج فيها عام 1912م، ثم سافر ليكمل دراسته في الخارج وعاد ليعمل في المحاماة، ثم تحول من المحاماة إلي النيابة وترقي في مناصب القضاء في قسم قضايا الملكية الخاصة، ثم عين أستاذًا بكلية الحقوق عام 1923م ثم مستشارًا ملكيًا وبعدها سكرتيرًا عامًا لوزارة المعارف ثم مستشارًا قانونيًا للوزارة ثم مستشارًا بقضايا الحكومة لوزارة الداخلية.

عين وزيرًا للمعارف في وزارة توفيق نسيم والتي أيدها حزب الوفد وأعادت دستور 1923 وذلك في نوفمبر 1934م ثم انضم إلى حزب الوفد وأعيد وزيرًا للمعارف عام 1937م قبل سقوط الوزارة، عاد للمرة الثالثة وزيرًا للمعارف في فبراير 1942م، وهي فترة من أهم فترات حياته العامرة، رغم أنه تولي رئاسة الوزارة فيما بعد مرتين.

وضع سياسة ديمقراطيـة التعليم وأتاح الفرصـة بقدر ما يستطيـع لكل من يريد أن يتعلم، وكانت سياسته هي الأساس الذي جعل طه حسين عندما تولي نفس الوزارة فيما بعد يقول إن التعليم كالماء والهواء من حق أي مواطن، وأقر مجانية التعليم الابتدائي التي نادى بها طه حسين المستشار الفني لوزارة المعارف في ذلك الوقت.

في يناير 1950م رفض الهلالي الاشتراك في الوزارة الوفدية واعتزل الحياة السياسية، وفي صيف 1951م ظهرت له اتصالات ببعض رجال السراي والإنجليـز ثم خرج عن عزلتـه بعد إلغـاء معاهدة 1936م بتصريـح هاجم فيه الوزارة فقرر الوفد فصله من الحزب.

تولى الوزارة في مارس 1952م رافعًا شعار “التطهير قبل التحرير” وشنّ هجومًا شديدًا على الوفد واعتقل عددًا كبيرًا من العناصر الوطنية وحلّ البرلمان وأعلن الأحكام العرفيـة وفرض الرقابــة على الصحف..سقطت هذه الوزارة في 2 يوليو 1952م، ثم أعيد نجيب الهلالي باشا إلى الوزارة في 22 يوليو 1952م ثم استقال بعد 18 ساعة فقط لقيام ثورة 23 يوليو.

بعد الثورة اعتزل السياسة حتى توفي في ديسمبر 1958م، وخلف وراءه نجله أحمد نبيل الهلالي الذي سار على دربه في دراسة القانون والعمل بالمحاماة والعمل السياسي، ولكنه التزم بالفكر اليساري.

تم نسخ الرابط