عبير موسى.. حكايات عن المرأة الحديدية التى كشفت مؤامرات الإخوان فى تونس
نجحت في اختراق المشهد السياسي والصعود بشكل لافت، واستحوذت على اهتمام الرأي العام الداخلي والخارجي، وأصبحت الخصم الأول للإسلاميين وحزب النهضة، ومثلت منذ دخولها إلى البرلمان التونسي، حجر عثرة أمام أجندات حركة النهضة الإسلامية، ولقبت بـ "عدو جماعة الإخوان الأولى فى تونس"، بل وأصبحت أكثر الأسماء التي تُحظى بثقة التونسيين، أنها النائبة التونسية عبير موسي، المرأة التي تقود المواجهة ضدّ الغنوشي وحزبه.
الإخوان جماعة إرهابية
وفى أحدث تصريحاتها، أثناء تظاهرة احتجاجية نظمها الحزب الدستوري الحر، اليوم السبت، طالبت "موسى" البرلمان التونسي بتصنيف الإخوان جماعةً إرهابيةً.
وقالت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر إن البرلمان التونسي يخضع لحكم مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، وجاء ذلك تعليقًا على رفض تحديد جلسة عامة بالبرلمان لمناقشة لائحة إعلان تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، واعتبار كل مَن لهم علاقة بالتنظيم، بشكل مباشر أو غير مباشر، مرتكبًا لجريمة إرهابية.
وهاجمت "موسى" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتهمته بتنفيذ أجندة جماعة الإخوان في المغرب العربي، مشددة على أن مخططات حل أزمة تونس جاهزة لكن أيدي القيادة التونسية مكبلة، لافتة إلى أن حركة النهضة فشلت في تحقيق أي نمو في البلاد وسياساتها أدت لرفع نسبة البطالة.
محاولة اغتيالها
وكشفت رئيس الحزب الدستوري الحر عن أنها تلقت تهديدًا بالاغتيال عن طريق "سيارة مفخخة".
وأضافت "موسى" أنها تلقت رسالة حول مخطط الاغتيال عن طريق "دواعش" وصلوا مؤخرًا من ليبيا.
وكانت فرقة مكافحة الإرهاب بالعاصمة تونس قد أبلغت عبير موسى بأنها مستهدفة بتهديد إرهابي يهدف إلى تصفيتها.
وولدت عبير موسي عام 1975 بمنطقة الساحل التونسي، موطن الرئيسين الأسبقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وتخرجت في كلية الحقوق بتونس، من أبوين ضابط شرطة ومدرّسة في التعليم، ومتزوجة من عقيد بوزارة الداخلية.
تمت معاقبتها بتجميدها كمحامية من عمادة المحامين لمدة عام كامل سنة 2011، وإصدار حكم بسجنها مدة 6 أشهر بعد شكوى ضدها وجهها إليها أحد المحامين، اتهمها فيها بالاعتداء عليه بغاز يشلّ الحركة، خلال جلسة في المحكمة أسفرت عن حلّ حزب بن علي (التجمع الدستوري) في مارس 2011، ألغاه القضاء لاحقًا.
وفي 2012، التحقت بـ "حزب الحركة الدستورية" الذي أسسه حامد القروي، الوزير الأول في عهد بن علي، قبل أن تصعد لرئاسته عام 2016، ويصبح لاحقًا اسمه "الحزب الدستوري الحر"، وبات اليوم أكبر خصم لحزب النهضة يرفع شعار مناهضة الإسلاميين ويعمل على إخراجهم من الحكم.
الغنوشي أكبر خطر على تونس
ومنذ دخولها إلى البرلمان التونسي، عرقلت تمرير اتفاقيتين تجاريتين مع تركيا وقطر تتيحان للدولتين السيطرة على الاقتصاد التونسي، وكانت وراء جلستين لمساءلة رئيس البرلمان راشد الغنوشي بشأن تحركاته الخارجية الغامضة، ودفع البلاد للاصطفاف وراء المحور التركي القطري والأجندة الإخوانية، كما تقود حملة لسحب الثقة منه وعزله من رئاسة البرلمان، ما جعلها عرضة للتكفير داخل البرلمان.
وتقول موسي إن الغنوشي وحركته "أكبر خطر على تونس وعلى أمنها القومي"، وتعتبر أن "وجوده على رأس البرلمان لا يشرف تونس" وأن "سحب الثقة من الغنوشي واجب وطني".
كما وجهت للغنوشى اتهامات ثقيلة في البرلمان، وأشارت إلى أنّه "كذب على التونسيين أكثر من مرّة"، وحملته مسئولية الاغتيالات السياسية التي عرفتها البلاد، وقدّمت بالحجج ما يثبت أن حزب حركة النهضة هو "حزب ديني شمولي وليس مدنيا"، وكشفت علاقاته بقيادات إرهابية على غرار يوسف القرضاوي وعلي الصلابي، وأدلّة عن ارتباطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.