بالصور .. لونا بارك مفتاح بيزنس الملايين في الاقتصاد المصرى

لونا بارك
لونا بارك

لم يدر بخلد أحد أن تفتح مدينة الملاهى الباب أمام بيزنس الملايين، ولم يتوقع أحد نجاح مشروع مدينة الملاهى الأولى فى مصر والشرق الأوسط، ولم يتخيل أحد أن يكون المشروع انطلاقة حقيقية للانتعاشة الاقتصادية وسط المشروعات الضخمة التى كانت تدار فى بداية القرن التاسع عشر، حيث كان ينظر الكثير إلى مشروع مدينة الملاهى، إلى أنه لن يؤتى بثماره، لكن الواقع كان غير ذلك تماما، حيث نجح المشروع وكان بداية لبيزنس الملايين والذى أدير وقتها من داخل منطقة روكسى، حيث أقيمت أول مدينة للملاهى فى منطقة الشرق الأوسط، وكانت منارة للترفيه عن النفس، كما أنها كانت من أكثر المشروعات الاقتصادية نجاحا فى هذا التوقيت، كما أن مكانها فى المنطقة التى كانت صحراوية وقتها جعلت مؤسسها يفكر فى إنشاء أول خطين للترام فى مصر، محاولا ربط مدينة الملاهى التى يمتلكها بالقاهرة حيث كانت فى منطقة صحراوية ولا يتوجه إليها أحد، ليزيد أيضا من فرص الاستثمار فى المنطقة، بل وزاد فى عروضه الترويجية لمدينة الملاهى بقيامه بتوزيع تذاكر مجانية لكل ألعاب المدينة على ركاب الترام، فكان يكفيك فقط أن تستقل الترام فى إحدى رحلاتك اليومية لتفوز فى كل رحلة بتذكرة ترفيهية داخل مدينة الملاهى، وعلى الرغم من أن الجميع كان ينظر إلى أن هذا المشروع سيكون فاشلا، إلا أن الفكر القديم استطاع أن يجعل منه قوة جاذبة للمواطنين، وكانت المدينة لها تأثيرها الضخم فى الاقتصاد القومى المصرى وقتها، حيث تمت الاستعانة بأعداد كبيرة من الشباب المصرى وقتها للعمل بها فى وظائف عديدة إدارية وفنية وتشغيلية، وكانت مصدرا للانتعاشة الاقتصادية التى أبهرت العالم الذى كان ينظر للمشروع وقتها نظرة غرابة .. "الموجز"، تعرض خلال السطور التالية أهم المشروعات الاقتصادية العملاقة التى أديرت منها أقوى مشروعات البيزنس التى قدرت بالملايين وقتها من خلال المدينة الترفيهية الأولى فى الشرق الأوسط.


لونا بارك "أو وادي القمر"، كما كانوا يطلقون عليها هي أول مدينة ملاهي في تاريخ مصر والشرق الأوسط، أنشئت في حي مصر الجديدة بمحافظة القاهرة عام 1910، وكانت من أهم الأماكن التي يتردد عليها المصريين في المناسبات والأعياد، ولكن تم هدمها في بدايات الخمسينيات، وتم استبدالها بمحطة بنزين وسينما روكسي.
لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة للبارون إمبان مؤسس حي مصر الجديدة فى بداية القرن الماضى أن يخلق حياة فى منطقة جديدة وتعتبر شبه صحراوية، لذلك قرر أن تكون واحة سياحية وصناعية حتى تجذب المواطنين إلى هذا المكان البعيد فى هذا التوقيت، فى البداية شيد أكبر فندق فى الشرق الأوسط كله وهو فندق هليوبوليس بالاس، الذى تم تأميمه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليكون قصر الاتحادية، وتم بيعه وقتها بمبلغ 700 ألف جنيه مصرى، وأقام إمبان خطين للمترو، واحد يصل إلى العباسية، والآخر إلى العتبة التى كانت تعتبر وسط البلد فى هذا التوقيت، لتشجيع للمواطنين فى كافة أنحاء القاهرة على الذهاب لمصر الجديدة، وكان إمبان يعطى كل راكب مترو إلى مصر الجديدة تذكرة مجانية لملاهي لونا باركوهو أول ملاهٍ مائية فى القاهرة وكان موجوداً مكان سينما روكسى، أما مكان منطقة الميريلاند حالياً فبناها لتكون سباقاً للخيول، بالإضافة إلى بنائه لعدد من الكنائس والمساجد.


مدينة الشمس أو عين شمس كما أطلق عليها المصريون ..و تعود حكايتها عندما قرر المهندس البلجيكي البارون إمبان استثمار أمواله في بلد جديد بعيد عن مسقط رأسه .. فوقع اختياره علي مدينة هيليوبوليس في شمال القاهرة وذلك عام ١٨٨٩، وكانت صحراء في ذلك الوقت، وحصل إمبان علي امتياز بتملك الأرض و تم عقد اتفاق مبدئي بينه وبوغوص باشا نوبار أول رئيس وزراء لمصر على إنشاء شركة القاهرة للخطوط الكهربائية بعد أن أنشأ أول خط من خطوط الترام .
ووقع اختيار إمبان علي المهندس المعماري البلجيكي ارنست جاسبر لوضع تصميمات المدينة التي أرادها إمبان، أن تجمع بين الطراز المعماري و الروح الإسلامية بالإضافة إلي الحدائق و الشوارع الفسيحة .. و عاونه في ذلك المهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل .
في عام ١٩٠٨ تم وضع الأساسات الأولي للمدينة و في عام ١٩٠٩ بدأ السكان الجدد و الذين لم يتعد عددهم آنذاك الألف في استلام وحداتهم السكنية و العيش بالمدينة .


ضمت المدينة أول مدينة ملاهي ترفيهية في الشرق الأوسط وإفريقيا عرفت باسم لونا بارك، وبدأ بناؤها عام ١٩١٠ وافتتحت للجمهور عام ١٩١١ .
كما صمم المهندس المعماري جاسبر، أكبر الفنادق آنذاك والذي عُرف باسم هليوبوليس بالاس ( قصر الاتحادية الآن ) بلغت عدد غرفه ٤٠٠ غرفة .. و كان ذو تصميم فريد حيث جمع بين المعمار المملوكي العثماني الفارسي المغربي و الأوروبي .
ويوجد أيضاً بمدينة هليوبوليس القديمة تحفة معمارية فريدة صممها المهندس الفرنسي ألكسندر مارسيل إلا و هي قصر البارون إمبان الذي اختار ان يكون تصميمه مختلف عن باقي المدينة حيث استوحي تصميمه من معبد انكور بكمبوديا و من المعابد الهندية و انتهي من تصميمه عام ١٩١١.. أُعجب السلطان حسين كامل بالقصر فاقترح إمبان إنشاء قصر بديل وهو الذي يعرف اليوم بمدرسة مصر الجديدة الثانوية .
تعتبر مدينة هليوبوليس مثار جذب للزائرين نظراً لروعة و تفرد تصميمها ذو الطابع القديم و الذي مازالت محتفظة به حتي يومنا هذا فاحتفظت معه بعبق الماضي الجميل .

تم نسخ الرابط