حكايات العشق والدموع والقتل فى حياة وداد حمدي
بعد 4 أعوام من الآن يكون قد مر مائة عام على مولد النجمة وداد حمدي والتي مازالت في الذاكرة، بعدما تركت حوالي 600 فيلم، المسجل منها والمعروف 270 فيلمًا، ويحل اليوم 3 يوليو ذكرى ميلادها، وتوفيت وداد مقتولة بمشهد سينمائي كانت هي البطلة القتيلة وكان القاتل هو الريجيسير الذي طالما عملت معه وكانت تعطف عليه بمساعدات مادية وعينية بصفة مستمرة.
هي بومبة في فيلم "الزوجة الـ13" والخادمة خفيفة الظل في أعمال فنية لم تكن هي بطلتها الأولى، إلا أن بصمتها الواضحة جعلتها من أشهر الممثلات في زمن الفن الجميل.
ولدت وداد محمد عيسوي زرارة في محافظة كفر الشيخ، وهي الأخت الكبرى لأشقائها الخمسة، وقد عاشت طفولتها في محافظة المحلة الكبرى حيث كان والدها يعمل في الغزل والنسيج، ولكنه تعرض لأزمة مالية فور إنتقاله للتقاعد، فسافرت إلى القاهرة وعاشت مع عمها في منطقة السيدة زينب وبدأت البحث عن عمل.
ومع انطلاقتها بالقاهرة، حاولت أن تجرب تقديم صوتها كمطربة في المسارح ببداية الأربعينيات، ولكنها فشلت مع محاولاتها المتعددة، وقررت أن تترك الغناء وتلتحق بمعهد التمثيل لمدة عامين، وكان ذلك هو طريقها لوضع بصمتها على معظم الأفلام المصرية التي تم تصويرها خلال فترة الخمسينات والستينات، واشتهرت بأفضل زغروتة بأفراح السينما.
وبداية وداد، كان من خلال المشاركة في 3 أفلام بعام 1944 وهي "ابنتي، عنتر وعبلة، نور الدين والبحارة الثلاثة"، ولكنها اكتسبت الشهرة واعترف لها الوسط الفني بالموهبة عندما قدمها المخرج هنري بركات في فيلم "هذا ما جناه أبي" في عام 1945، ومع ظهورها السينمائي الطاغي استقطبها المسرح لتجسد دورا بديلا عن عقيلة راتب بمسرحية "شهرزاد"، ثم مسرحية "عزيزة ويونس".
ومع شهرة وداد حمدي وعلاقاتها الفنية المتعددة، إلا أنها كانت تبحث دائما عن الاستقرار الذي لم تشعر به على مدار حياتها، من انتقالاتها مع أسرتها، ثم تركها لمنزل عمها بالسيدة زينب والسكن وحيدة بمنطقة وسط البلد، وبسبب تحقيق الاستقرار التي كانت تبحث عنه أعلنت الاعتزال مع إعلان زواجها من محمد الطوخي، وبعد الانفصال عادت للفن من جديد.
والعودة كانت مع الفنانة وردة الجزائرية في مسرحية "تمر حنة"، ثم توالى العمل من جديد لتقدم مسرحيات "أم رتيبة، 20 فرخة وديك، عشرة على باب الوزير، لعبة اسمها الحب، وإنهم يقتلون الحمير".
وقد ترددت شائعات بأن الفنانة وداد حمدي تزوجت من الممثل صلاح قابيل، وأنجبت ابنه الوحيد عمرو، ولكن الإبن نفى هذه الشائعة وقال إنه يوم مقتلها كان في النادي وواجه حالة استغراب شديدة بسبب شائعة أنها والدته، ولكن والده لم يتزوج سوى مرة واحدة.
كما أشيع أيضاً عن زواجها من الملحن محمد الموجي، ولكن ابنته نفت الأمر وقالت إنها لا تعلم مصدر المواقع التي نشرت هذا الخبر غير الصحيح، بالرغم من التأكيد على أنها كانت السبب في انفصاله عن الفنانة سعاد مكاوي، بسبب قصة الحب التي جمعت وداد حمدي والموجي وقتها.
وتعتبر وداد حمدي الأكثر ظهورا في الأعمال السينمائية، وأكثر من قام بدور الخادمة.
أما قصة أنها اختارت نهايتها، فذلك لأن مشهدا في فيلم "قمر 14" دعت كاميليا فيه على وداد بأن تموت بسكينة في قلبها، وذلك بالفعل كان مشهد نهايتها.
ففي عمر 70 عامًا تلقت وداد حمدي أكثر من تليفون يطلب فيه الريجيسير "متي باسليوس" موعدا معها ليعرض عليها مسلسلا جديدا تقوم بإنتاجه شركة خليجية، وبعد تحديد موعد بينهما على أن يأتي المنتج معه في شقتها، استقرت خطته للنيل منها وسرقتها، ولذلك وصل لمنزلها بمفرده متعللا بأن المنتج سيأتي خلفه، ومع جلوسه بالصالون طلب أن يدخل الحمام، وعندما دخلت الفنانة وداد حمدي المطبخ لاحظت أنه يدخل غرفة نومها وعندما واجهته كان معه"سكينة" أسفل ملابسه ليوجهها إلى قلبها وصدرها، ومع أنفاسها الأخيرة وحتى يتأكد من قتلها، بلغ عدد الطعنات التي استقرت في جسدها حوالي 35 طعنة، وقد اكتشفت الجريمة مساء نفس اليوم من خلال شقيقتها ليلى التي كانت تزورها بصفة يومية.