جوهر محمد.. أيقونة الثورة الأثيوبية الذي اعتقله آبي أحمد قبل أن يطيح به من الحكم

جوهر محمد
جوهر محمد

زادت حدة الغضب الشعبي الإثيوبي في الأيام الأخيرة على رئيس الوزراء آبي أحمد، لاسيما بعد مقتل الفنان والمغني الثوري هاشالوا هونديسا، وازداد الأمر سوءا بعد أن قرر الأمن اعتقال الشباب الغاضب وعلى رأسهم جوهر محمد الذي يعد أحد أيقونات الحراك في البلاد بعدما حاول إعادة جثمان المطرب الراحل إلى الميدان حيث المظاهرات.

برز اسم جوهر محمد البالغ من العمر 33 عاما كرمز جديد يجسد روح المعارضة في البلاد. وبعد أن ساند في البداية رئيس الوزراء آبي أحمد، أصبح اليوم من أشد أعدائه.

والغريب أن جوهر كان أحد أهم الأسباب التي صعدت برئيس الوزراء آبي احمد الذي ينتمي إلى قبيلته" الأورومو" إلى السلطة ، لكن مؤخرا انتقل جوهر محمد إلى صفوف المعارضين لآبي أحمد ليصبح من أبرز خصومه. حيث انتقد في عدة مناسبات علنا إصلاحات رئيس الوزراء.

و رسخت اتهامات جوهر محمد على مواقع التواصل الاجتماعي لآبي أحمد بأنه يحاول إرساء دكتاتورية في إثيوبيا القطيعة التامة بين الرجلين، وهو ما أثار امتعاض رئيس الوزراء الحائز على جائزة نوبل للسلام

العلاقات بين الرجلين ساءت أكثر تزامنا مع نقاش في البرلمان حذر خلاله آبي أحمد من أولئك الذين يملكون وسائل إعلام وليست لديهم جوازات سفر إثيوبية ويلعبون ألعابا ملتوية، تجدهم في فترات السلم ويغيبون في فترات الاضطرابات. في إشارة فهم الجميع من خلالها بأنه يقصد جوهر محمد الذي يحمل جواز سفر أمريكي.

التوتر بين آبي أحمد وجوهر محمد اشتد في 23 أكتوبر 2019 حين صرح هذا الأخير على فيس بوك أن عنصر الحراسة الشخصي الذي خصصته السلطات الفدرالية لحمايته تلقى الأوامر بالانسحاب. فأكد أن سحب الحماية يندرج في إطار خطة تسمح لمعادين له بمهاجمته .

مباشرة بعد هذه الاتهامات نزل أنصار جوهر محمد إلى الشوارع للتنديد بممارسات آبي أحمد المتهم بالتحضير لاعتداء ضد خصمه. واندلعت مواجهات بين أنصار الأخير والشرطة في البداية بأديس أبابا قبل أن تنتشر في منطقة أوروميا. فأحرقت الإطارات المطاطية ونصبت الحواجز وقطعت الطرقات في عدة مدن، وخلفت المواجهات حصيلة ثقيلة من الضحايا بلغت بحسب الشرطة 67 قتيلا.

و المؤكد أن جوهر لديه ثقل لا يستهان به على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتابعه أكثر من 1.7 مليون شخص على فيس بوك و125 ألف شخص على تويتر. هؤلاء يتابعون كل يوم انتقاداته الشديدة للسلطة.

وبعض المراقبين أكدوا أن جوهر بانتقاداته الشديدة لأبي أحمد قد يؤثر على موقف الأخير في الانتخابات التي كان مقرراجرائها في مايو الماضي وتم تأجيلها بسبب الأحداث الداخلية .

ولم تتستبعد فرانس برس أن يرشح جوهر محمد نفسه ضد رئيس الوزراء الحالي في الانتخابات القادمة. لكن قد تكون جنسيته المزدوجة عقبة للترشح لمثل هذا المنصب.

جدير بالذكر أن جوهر محمد هو خريج جامعتي ستانفورد وكولومبيا الأمريكيتين، وعمل بالصحافة لسنوات، وهو حاليا المدير التنفيذي ومؤسس "شبكة أوروميا" الإعلامية التي تتمثل أساسا في قناة أنشأها في مينيابوليس حين كان يعيش في الولايات المتحدة. وتعتبر هذه القناة التي تبث عبر الأقمار الصناعية لسان المعارضة بامتياز، واستخدمها جوهر محمد لأغراض سياسية في الماضي.

تم نسخ الرابط