جامع كوبنهاجن الكبير.. ذراع قطر والإخوان للسيطرة على الدانمارك

الموجز

تعيش الدنمارك حاليا أزمة سياسية، بسبب ما تصفه وسائل إعلام محلية بأنه استيلاء قطري على السلطة في جامع كوبنهاجن الكبير.

ووفقا لصحيفة بيرلينجيسك الدانماركية، فقد سيطرت قطر علىجامع كوبنهاجن أو مسجد مركز حمد بن خليفة الحضاري في روفسينجاد، والذي تلقى ما يقرب من ربع مليار دولار من التبرعات من قطر

وكشفت الصحيفة في تقرير، نشر الأسبوع الماضي، عن استبدال مجلس إدارة الصندوق الذي يدير المسجد، بحيث يحصل خمسة أشخاص من قطر على الأغلبية المطلقة. وقال التقرير إن أحد أعضاء مجلس الإدارة الجدد هو شاهين الغانم، الذي كان مديرا لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية.

وبحسب الصحيفة، فإن المسجد الكبير في روفسينجيد لديه بالفعل صلة وثيقة بقطر،حيث تبرعت المنظمات التابعة لقطر بما لا يقل عن 227 مليون كرونة دانماركية لصندوق متاجر كوبنهاجن الذي يدير المسجد في روفسينجيد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما اتضح بعد ذلك بوقت قصير أن مؤسسة قطر الخيرية ومقرها الدوحة، والمرتبطة، وفق الصحيفة، بجماعة الإخوان المسلمين، قد تبرعت بأموال لمدرسة مجانية في آرهوس، طرح عمدة البلدية جينس هنريك ثوليسن دال أسئلة حول حالة الأجانب لوزير الاندماج، فرد الوزير، قائلا "تعتبر الحكومة أن الأمر خطير للغاية إذا حاولت قوى ذات رؤية من العصور الوسطى للديمقراطية والحرية والمساواة من خلال التبرعات الاقتصادية أن تكتسب نفوذا في الدانمارك، وبالتالي اكتساب التأثيرات التي يمكن أن تساعد في تقويض الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان".

وأعلنت الحكومة في الوقت نفسه، أنها ستقترح مشروع قانون يحظر تلقي التبرعات من بعض الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين.

وأشارت الصحيفة إلى أن نفوذ قطر الجديد والمعزز في مسجد روفسينجيد هو تتويج للصراع على السلطة على متن صندوق كوبنهاجن الكبير، لافتة إلى ان قرار مجلس الإدارة يأتي من الخارج، في إشارة غلى الهيمنة القطرية على المجلس

ويسود الاعتقاد الآن في الدانمارك بأنّ قطر استولت على الجامع الكبير في كوبنهاجن من خلال حيازة الأغلبية المطلقة في المجلس الذي يدير المسجد، حيث يريد اليسار الآن أن تضع الحكومة حداً للتدخل الأجنبي في المساجد الدانماركية.

وشهد منتصف العام الماضي، قضية اختلاس، بطلاها الإخوانيان التونسي عبد الحميد الحمدي والفلسطيني زياد شحيبر، من الجالية المسلمة في الدانمارك، حيث توغلا، كما ذكرت صحيفة "الخليج" في المجتمع الدانماركي بدعم قطري، وتمكنا من السيطرة على المؤسسات الإسلامية هناك، فعبد الحميد الحمدي، الذي يتولى رئاسة المجلس الإسلامي الدانماركي حصل على 27 مليون يورو من قطر لإنشاء مركز حمد بن خليفة في كوبنهاجن، المركز الذي واجه معارضات كبرى بسبب ضخامة التمويل، وثارت تساؤلات حول نشاطه وأهدافه الحقيقية، ما دفع عمدة كوبنهاجن لرفض المركز بسبب ضخامة التمويل، وجاء تواطؤ الحمدي مع زياد شحيبر، رئيس وقف كوبنهاجن الكبير الذي مهمته جمع التبرعات لدعم القضايا الإنسانية، لكن تلك التبرعات لم تسلك مسارها الصحيح، حيث وجه الإخوانيان أموال التبرعات الإنسانية لدعم التطرف في المنطقة، ولم يكتفيا بذلك؛ بل ذهبت ملايين الدولارات لحساباتهما البنكية، وانكشفت فضائح الاختلاس للجالية المسلمة في الدانمارك.

افتتح مسجد ومركز حمد بن خليفة الحضاري الخميس 19 يونيو 2014 في العاصمة الدانماركية.

وحينها دارت أزمة سياسية كبيرة حول المسجد تشمل أطرافا عدة، منها المجلس الدانماركي الإسلامي، وكذلك المسئولون المحليون في بلدية كوبنهاجن، والأحزاب السياسية اليمينية في الدولة الاسكندنافية الصغيرة.

فقبل بناء المسجد بثلاث سنوات، تعهد أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة بتمويل المسجد، ورصد له منحة بلغت نحو 27 مليون يورو. وجاءت المنحة بعد تعثر الأقلية المسلمة هناك، لأكثر من خمس سنوات، في تمويل مشروع المسجد.

وتلقى النبأ سياسيون في الدانمارك بشكوك كبيرة، معتبرين أن منحة بهذا الحجم لا يمكن أن تأتي دون مقابل، على حد قول بعضهم.

وأعرب مسئولين في المجلس المحلي بكوبنهاجن حينها عن تخوفهم من أن تنشر قطر من خلال المسجد الفكر المتشدد بين الأقلية المسلمة، ويبدو ان مخاوفهم تحققت حيث سيطرت قطر بالفعل على المسجد.

.

تم نسخ الرابط