هاشالو هونديسا.. معلومات لا تعرفها عن المطرب الذي أشعل الثورة في أثيوبيا
تسبب مقتل المغني الإثيوبي الشهير هاشالو هونديسا في وقت مبكر من مساء الاثنين الماضي؛ بعد أن رمي بالرصاص بالقرب من مجمع سكني بالعاصمة أديس أبابا.في غضب بواسع بالشارع الإثيوبي ،ولم يعرف من كان وراء اغتياله لكن المغني البالغ من العمر 34 عاما وهو من أقلية الأورومو العرقية، قال سابقا إنه تلقى تهديدات بالقتل.
وبعد إذاعة خبر وفاته، توجه الآلاف من معجبيه إلى المستشفى في أديس أبابا حيث تم نقل جثمان المغني، حسبما أفادت "بي بي سي".
وأثار مقتل هاشالو توترات متزايدة في المدينة ، حيث تم تنظيم مظاهرات بعد دعوات عبر الإنترنت. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وتم إغلاق الإنترنت في أجزاء من البلاد ومن المتوقع حدوث احتجاجات بعد مقتل المغني.
ووفقا لشهود عيان فإن اثنين من المتظاهرين لقيا مصرعهما خلال المظاهرات في إحدى المدن الإثيوبية.
وجاءت وفاته بعد أيام من تصريحات مثيرة للجدل حول الإمبراطور مينليك وتمثاله في العاصمة التي تعهد قوميو الأروومو بهدمها.
وقد أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن تعازيه لوفاة هونديسا، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
والمتابع للشأن الأثيوبي يجد أن هونديسا ليس مجرد مطرب وله معجبين في أنحاء البلاد ، ولكنه شاب ثوري ساهمت أغانيه في إثارة حماس أبناء جلدته من قبيلة الأورومو التي تم تهميشها من قبل الحكام السابقين على مر العصور.
وبدأ نجم هونديسا يسطع منذ عام 2015 حينما شارك بأغانيه الحماسية النشطاء لمواجهة القمع الحكومي الوحشي الذي أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف، معظمهم من قبيلتي الأورومو وأمهرة، اللتان يشكل سكانهما ثلثلي سكان أثيوبيا البالغ عددهم 100 مليون نسمة ،وقد عانى المتظاهرون من فرض حالتين من حالات الطوارئ وقمع وحشي.
واستطاع هونديسا بأغانيه أن يكون بين الثوار الذين نجحوا في إجبار رئيس الوزراء السابق هيلي مريام ديسالين على الاستقالة، وتصعيد آبي أحمد المنحدر من قبيلة الأورومو ليكون رئيسا للوزراء في عام 2018. ليعيدوا بذلك تشكيل الخريطة السياسية للبلاد بعد مظاهرات استمرت لأكثر من عامين.
وقد أجمع المراقبون على أن الموسيقى وفناني الأورومو كان لهم دورا بارزا في كتابة هذه الصفحة من تاريخ أثيوبيا ، حيث قاموا بتعبئة الجماهير المهمشة المتناثرة وساعدوا في إنشاء جيل واع سياسيا متحديا ومرنا.
ونادرا ما كانت حفلات الأورومو موسيقية بحتة لكنها كانت مليئة دائما بالسياسة والتأكيد على الذات الثقافية للقبيلة ، والتشديد على أهمية الاشتراك والإلتزام بقضية الأورومو.
ومن بين العديد من فناني أورومو الذين لعبوا دورا في الأحداث الأخيرة ، يبرز موسيقي واحد وأداء واحد هو هاشالو هونديسا، فغالباً ما ركزت كلمات هونديسا على حقوق الأورمو في البلاد وكان له دور في موجة من الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق.
لكن بعدما امتلأ شعب الأورومو بالأمل بعد وصول آبي أحمد للحكم وظنوا أنهم حققوا أحلامهم، وجدوا أن مطالبهم لم يتم تحقيقها، فلاتزال هناك أعمال عنف وقمع ضدهم، وفشل رئيس الوزراء الجديد في إزالة الصراعات العرقية التي عانوا منها لسنوات ولم يتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين، فاضطروا للنزول مرة أخرى للشوارع للمطالبة بحقوقهم، وكانت النتيجة مواجهات مع الشرطة، وانتهى الأمر بمقتل هونديسا أحد أيقونات الثورة، لتشتعل موجة جديدة من المظاهرات الشعبية بالبلاد.