رفضته الإذاعة واتهمته بالتجديد..وحقق شهرته من صوت حليم وشادية..قصة الموسيقار محمد الموجي

الموجز

الموسيقار والملحن محمد الموجي، الذي لم يحصل على التقدير الكامل في حياته أو بعد وفاته، فهو كان عبقريًا في الموسيقى، وأضاف الكثير لها حتى رحيله في مثل هذا اليوم الأول من يوليو عام 1995.

ولد الموجى بأذن مرهفة للموسيقى فقد اعتادت أذنه سماع نجوم الغناء في تلك الفترة من خلال مكتبة عمه الموسيقية التي ضمت العديد من الأسطوانات الخاصة بأم كلثوم وعبدالوهاب، وبدأ تعلقه بالموسيقى والغناء يظهر في طفولته وتعلم العزف على آلة العود، وكانت أول ألحانه وهو في السابعة عشرة من عمره، عندما التحق بالمدرسة الثانوية الزراعية في شبين الكوم، فعهد إليه المشرف على النشاط الموسيقى تلحين أبيات شعربة من مسرحية مجنون ليلى لـ«أحمد شوقى».

باع الموجي أثاث بيته لينتقل ويقيم في القاهرة في بيت إحدى أخواته مع زوجها وأطفالها ثم تقدم للإذاعة ليتم اعتماده كمطرب بها وغنى أبيات من قصيدة «غلب عليه الوجد فبكى» لمحمود سامى البارودى من ألحانه في مقام العجم لكن ذلك لم يستهو أعضاء لجنة الاستماع لأن المقام ذو طابع غربى، كرر الموجى تقدمه للاختبار في السنة التالية وغنى أغنية لمحمد عبدالوهاب لكن لم يستسغها أعضاء اللجنة بسبب حداثتها وتم قبوله في نفس السنة كملحن وعهد إليه بعدد من المطربين مثل كارم محمود وفاطمة على ومحمد قنديل توالت ألحانه وبرزت موهبته غير أنه ظل يبحث عن حلمه في الغناء والذى وجد ضالته في صوت عبدالحليم وصدق أدائه فحمله كل ألحانه منذ عام 1951 بداية من أغنية «يا تبر سايل بين شطين» ونهاية بـ«قارئة الفنجان» والتى تفاجأ الموجى بعدم حضور حليم المونتاج وكان هذا لأول مرة في حياته.


وجد الموجى نصفه الآخر في عبدالحليم وكانت ألحانه سببا في انتقاله من ملحن الأركان الشعبية إلى ملحنى مختارات الإذاعة وعرفت الانطلاقة الحقيقية للثنائى في أغنية «صافينى مرة» والتى كتبها سمير محجوب وتغنت بها زينب عبده في الصالات الغنائية.


أقام الموجى بيوتا لألحانه في أصوات المطربين الشباب صباح وشادية وفايزة وماهر العطار وأتت نجوميته الأكبر مع أم كلثوم فمثلت الأغنية الوطنية متمثلة بالنشيد الوطني مجال التعاون الأساسى بين أم كلثوم والموجى فحاول الموجى هنا إضفاء الطابع الشعبى على ألحانه لكن بعيدًا عن شعبية أغنيات مثل «للصبر حدود» و«اسال روحك» التي لحنها «الموجى» لأم كلثوم، 1960 مع بداية بث التليفزيون المصرى وكانت ألحان الموجى من أوائل ما قدمه التليفزيون بطريقة الفيديو كليب كما حدث في أغنيتى «فنجان شاى» والتى قدمها بصوته برفقة مديحة عبدالحليم و«مين قالك تسكن في حارتنا» غناء شادية وكلتا الأغنيتين كلمات محمد السيد.


دخلت ألحان الموجى بوابة السينما فتجلت في صوت عبدالحليم وشادية وفايزة أحمد وصباح إلى جانب تجليها في الموسيقى التصويرية، تميزت ألحان الموجى بطابع خاص مما جعلها متفردة وذلك لاستخدامه مقامات عربية بإيقاعات غربية مثل إيقاع الفالس مع مقام الرست أو من خلال استخدامه آلات موسيقية غير شائعة في مصر مثل الساكسفون والمثلث والبيكالو، إضافة إلى التجدد المستمر في وضع اللزمات الموسيقية والمقدمات فتارة تأتى قصيرة وأخرى طويلة ولديه القدرة في الانتقال السلس من مقام إلى آخر لذلك لقبه محمد عبدالوهاب «مهندس اللحن العربي»، وكانت ألحانه المازجة بين الشرقى والغربى هي التي جعلت موسيقاه مختلفة وضمنت لها الاستمرار لأكثر من خمسين سنة.

تم نسخ الرابط