”مثلك من مسلسلك”.. جحا والحرامي أصحاب حكاية ”ايش ياخد الريح من البلاط؟”

ايش ياخد الريح من
ايش ياخد الريح من البلاط

نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".

ايش ياخد الريح من البلاط؟ مثل شعبي يقال عن شخص لا يطمع فيه احد لأنه لا يملك شئ أو ليس له قيمة، فيرد بهذا المثل علي من يقول احذروا هناك من يطمع فيه.
وقصة هذا المثل الشهير أن في يوم من الأيام كان جحا بمفرده في منزله بعد أن ذهبت زوجته لزيارة أختها في بلدة قريبة وقالت له إنها سوف تقضي الليل عند أختها وتعود في اليوم التالي.
وكان جحا في تلك الليلة حائراً حزيناً مهموماً لأنه لوحده في البيت وزوجته بعيدة عنه
فأطفأ كل أنوار المنزل وذهب إلى فراشه لينام باكراً، وكان هناك لص يراقب المنزل فرأى الأنوار مطفأة في وقت مبكر.
فاعتقد أنّ أهل البيت كلهم غير موجودين فيه خاصة أنه رأى زوجة جحا تخرج من المنزل في الصباح ومعها حقيبة ملابسها
ففرح اللص وظنّ أنها فرصة مناسبة للسطو على منزل جحا معتقداً أنه مليء بالمال والجواهر.
ودخل اللص البيت بهدوء لكن جحا لم يكن قد نام بعد فاختبأ في صندوق صغير في غرفته وتكوّر جحا داخل الصندوق بسهولة تامة وذلك لصغر حجمه
وراح اللص يبحث هنا وهناك عن كنز مزعوم دون أن يجد شيئاً
ثم راح يبحث عن شيء أقل قيمة ليسرقه فلم يجد شيئاً يستحق السرقة.
وبعد بحث طويل رأى الصندوق في زاوية الغرفة ولم يكن قد لاحظه من قبل، فقال في نفسه لعل فيه شيئاً له قيمه، ففتحه اللص وكانت مفاجأة عجيبة وإذا بجحا متجمّع في داخله
فتراجع اللص من هول المفاجأة وصاح قائلاً: ماذا تفعل هنا يا جحا.
فقال جحا: لا تؤاخذني يا سيدي فإني كنت عارفاً أنك لن تجد ما تسرقه، ولهذا خجلت منك، واختبأت في هذا الصندوق
فدهش اللص من صنيع جحا وفر هارباً ناعياً سوء حظه ومن هنا جاء المثل الشهير ماذا يأخذ الريح من البلاط غير التراب.

تم نسخ الرابط