بيزنس قنوات الطبخ يبدأ من كتاب أبلة نظيرة
أبلة نظيرة .. ماركة مسجلة فى عالم الشهرة والطبخ، كم كان لها دور كبير فى تعليم الكثير من النساء فنون الطبخ، وكانت نظيرة بكتاب الطبخ الذى تناقلته السينما فى الكثير من الأدوار الكوميدية، رمز الإبداع فى الأطعمة التى تجعل الأزواج يودعن الطعام خارج المنزل، ويعتمدن على زوجاتهن فى إعداد ما لذ وطاب من الأطعمة، وعلى الرغم من أن الكثير من المجتمعات كانت رافضة لانتشار كتاب أبلة نظيرة، إلا أن ملايين البيوت المصرية تعتمد الآن على برامج الطبخ الشهيرة سواء على الفضائيات أو على السوشيال ميديا، باعتبارها من أكثر البرامج التى تتمتع بنسبة مشاهدات عالية جدا، إذا ما قورنت بباقى البرامج المتخصصة فى مجالات عديدة، والآن ونظرا لما تورده هذه البرامج من أرقام فلكية من خلال المتابعات تسابق الكثيرون فى بث هذه البرامج خاصة على السوشيال ميديا منذ ظهور جائحة كورونا التى أثارت الذعر فى الأوطان، حيث حولت الكثير من النساء مطابخهن إلى مشروعات تدر عليهن الأموال الطائلة من خلال بث برنامج فى الطبخ، حيث لا يكلفهن شيئا، فالحلقة لا تزيد على نصف ساعة مثلا، والأهم التفكير فى نوع أكلات جديد تستطيع به أن تلفت الأنظار إليها، ومنهن من استطاعت أن تعد الأطعمة وتبيعها "دليفرى"، وقت الحظر .. "الموجز"، تعرض خلال السطور التالية، التطور الطبيعى لقنوات الطبخ والذى يعود تاريخه إلى كتاب أبلة نظيرة.
أبلة نظيرة نيقولا، ولدت في عام ١٩٠٢ بمصر، وتوفيت فى ١٩٩٢م، حقق لها كتابها (أصول الطهي) شهرة كبيرة، وقامت بتأليفه بالاشتراك مع السيدة بهية عثمان والتي تخرجت من كلية بردج هوس بإنجلترا.
أبلة نظيرة صاحبة أول موسوعة عربية فى الطبخ، هى المؤلفة الأكثر شهرة لكتب الطهى، سافرت نظيرة خريجة كلية التدبير المنزلى فى أول بعثة تابعة لوزارة المعارف عام 1926 إلى لندن عادت من البعثة عام 1929، كانت البعثة مكونة من 14 فتاة، على أن ينهين الدراسة خلال 3 أعوام، وفيها تعلمت «نظيرة» فنون الطهي و شغل الإبرة، وتم تعيينها مدرسة للتدبير المنزلى فى مدرسة السنية بنات بحى السيدة زينب، وتدرجت فى وظيفتها حتى أصبحت مفتش عام بوزارة التربية والتعليم فى الخمسينات، ومن التدريس وتأليف الكتب انتقلت أبلة نظيرة إلى الإذاعة لينتظرها الكثيرون من ربات البيوت للاستماع إلى وصفاتها الشهية بجانب مشاركتها في مجلة حواء حيث استمرت تقدم فيها وصفات لأشهى المأكولات .
ولدى عودتها من لندن في ثلاثينيات القرن الماضي جمعتها علاقة بالسيدة بهية عثمان، والتي تخرجت في كلية «بردج هوس» بالعاصمة البريطانية، وبعدما ذاع صيت «أبلة نظيرة» داخل الوسط التعليمي أعلنت وزارة المعارف، في الأربعينيات، عن مسابقة لتأليف كتاب في الطهي لاعتماده كمنهج دراسي للفتيات، لتقدم على تلك الخطوة بمشاركة زميلتها «بهية»، وتؤلفان «أصول الطهي» في أكثر من 800 صفحة.
وقيل إنهما توجها إلى الملكة فريدة لتسليمها الكتاب، الذى اهتم بأرشفة كل الأكلات الممكنة في تاريخ مصر بطريقة بسيطة، ثم اهتم بكل ما هو وراء الطعام، ليعدد بعض النصائح المذكورة مثل «المطبخ الكبير زيادة عن اللزوم تعمه الفوضى سريعًا، لابد أن يكون مطبخ البيت في جهة بحرية حتي يكون متجدد الهواء».
وطغت سيرة أبلة نظيرة على شريكاتها نتيجة استعانة الإذاعية صفية المهندس بأبلة نظيرة للظهور في فقرة ثابتة على الراديو بالتزامن مع اقترابها من سن المعاش، وقيل إن نجل أبلة نظيرة، كشف عن غضب والدته من الفنان الكوميدى سمير غانم عندما تهكم على كتابها فى مسرحيته الشهيرة «المتزوجون»، عندما وصف صفحة إعداد الملوخية بـ«صفحة الوفيات».