حكاية ” القرش صاغ” و ” الحمار” الذى تسبب فى الإحتلال البريطاني لمصر

الاحتلال البريطانى
الاحتلال البريطانى لمصر

احتلت بريطانيا مصر على مدار أكثر من سبعين عاما أذاقت خلالها مصر الويلات واستولت على كل مقدراتها وخيراتها دون أدنى حق فى ذلك وتمر اليوم ذكرى هذا الاحتلال حيث قررت الحكومة البريطانية الاحتلال البريطانى الرسمى لمصر فى مثل هذا اليوم عام 1882.

والمتابع للتاريخ الحديث فى مصر سيدرك أن سبب الاحتلال هو خلاف بين رجل مخمور وسائق عربة مصري .

بدأت القصة صيف عام 1882 في مدينة الاسكندرية الساحلية والتي كانت تجمع في أحيائها أعدادا هائلة من المهاجرين الأوربيين وكان من بينهم "المالطيون" من رعايا انجلترا ويتبعون لـ التاج الإنجليزي.

وذات يوم راجع رجل مالطي القنصلية البريطانية في الاسكندرية فأهداه القنصل البريطاني وقتها المستر كوكسن "جنيه مصري" ويقال أن الهدية كانت تقديرًا من القنصل للرجل المالطي بسبب زيارته.

كان الجنيه وقتها مبلغا ضخما فقرر المالطي أن يصرفه في الحانات فخرج الرجل من القنصلية واوقف سائق عربة مصري وطلب منه توصيله.

كان اسم السائق "سيد العجّان" ويعمل على عربته التي يجرها حمار وقد طلب منه المالطي ان يوصله لأحد الحانات وفرح "سيد" بالطلب إذ اعتقد أن الزبون أجنبي وسيدفع بسخاء .

وما إن تحركوا حتى اوقفه المالطي ونزل وطلب منه ان يتنظره قليلا وغاب الأجنبي في احد البارات ليترك السائق وحده في قيظ الصيف.

ظل يحتسي الخمر وقت طويلًا ثم عاد للسائق وطلب منه الانطلاق مجددًا لكن بعد دقائق طلب المالطي من سيد التوقف من جديد ليشتري الخمر وكرر المالطي فعلته تلك اكثر من مرة حتى فاض الكيل بالسائق.

وفي نهاية الرحلة وصل الإثنان الى مقهى القزاز الشهير بالاسكندرية ونزل المالطي دون أن يحاسب السائق وكان ثملًا وتبدو عليه ملامح السُكْرْ.

تبعه السائق ليوبخه على تلك الرحلة الطويلة ويطالبه بالأجرة إلا أن المالطي اخرج "قرش صاغ" والقاه في وجه "سيد العجّان"
رفض السائق المبلغ المتواضع فتشاجرا ما دفع المالطي لطعن سيد وقتله .

تدخل زبائن المقهى وحدثت مشاجرة كبرى نتج عنها مقتل مصري آخر فثار المصريون على جميع الاجانب المتواجدين في الاسكندرية وهرب المالطي لمنزلٍ يقطنه مواطني بلده من نفس الحي .

حاصر المصريون منزل المالطيين ليتفاجؤوا بأن المالطيين مسلحين وبدؤوا باطلاق النار وانتشرت الفوضى في الاسكندرية جرّاء تلك الاحداثوتدخل الأمن بعد سقوط مئات القتلى من الجانبين واجلاء آلاف الاجانب.

اشتكت بريطانيا مصر في المؤتمر الدولي في الآستانة ورفضت التحقيق الذي قدمته القاهرة على تلك الواقعة
واضطر الخديوي توفيق لعزل الوزارة وتعيين وزارة اخرى مكانها الا ان بريطانيا اخذتها ذريعة لحماية رعاياها في مصر.

شنّت الصحف البريطانية حملة ضد القائد المصري احمد عرابي الذي كان يعارض التدخل الأجنبي ببلاده
وانتشرت الشائعات بأن الفعلة هي مؤامرة ضد أحمد عرابي وثورته إلا ان الصحف لم ترحم عرابي وواصلت هجومها عليه
وفي يوليو عام 1882 ضربت المدافع الانجليزية الاسكندرية واعلنت بريطانيا رسميا احتلالها لمصر الذي دام أكثر من سبعين عاما.

تم نسخ الرابط