ميثاق الأمم المتحدة.. ما لا تعرفه عن قصة توقيع ” الاتفاق ”الذي حمي العالم من جحيم الحروب

توقيع الميثاق
توقيع الميثاق

تحتفل الأمم المتحدة بمرور 75 عاما علي صدور ميثاقها التاريخي الذي دخل حيز التنفيذ في 24 أكتوبر 1945 – أول وثيقة مدعومة عالميًا اهتمت بشكل ملحوظ بحقوق الإنسان. وقد تم تعزيز أحكامها المتعلقة بحقوق الإنسان بعد ذلك بثلاث سنوات، في العام 1948.

"كلنا، شعوب الأمم المتحدة، عزم لتخليص الأجيال القادمة من ويلات الحرب". هذه الجملة جاءت في مقدمة ميثاق المنظمة ولخصت الوظيفة الأساسية للمنظمة الدولية في نزع فتيل النزاعات الدولية. وشهد مقرها معارك كلامية كثيرة من أجل الحفاظ على السلام الدولي وإنقاذ حياة الناس.

ونشأت فكرة تأسيس هيئة الأمم المتحدة في بداية الحرب العالمية الثانية.

وفي 14 أغسطس 1941 صدر عن اجتماع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني وينستون شرشل على متن سفينة حربية في المحيط الأطلسي بيان حول أهداف الدولتين في الحرب ضد ألمانيا النازية وحلفائها وحول رؤيتهما للنظام العالمي المزمع إنشاؤه بعد الحرب. وفي 24 سبتمبر 1941 انضم الاتحاد السوفيتي إلى هذا البيان المعروف باسم "ميثاق الأطلسي". وفي 1 يناير 1942 أعلنت 26 دولة حاربت ألمانيا النازية تأييدها لهذه الوثيقة وفكرة إنشاء منظمة الأمم المتحدة.
وفي نهاية أكتوبر 1943 صدر عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسفير الصيني في موسكو بيان حول إنشاء المنظمة الدولية. ومن أجل حضور هذا الاجتماع قام وزير الخارجية الأمريكي كورديل هيل بأول رحلة جوية في حياته، ولدى عودته من موسكو استقبله الرئيس روزفلت بنفسه في المطار.

وتم الاتفاق بشكل نهائي على إنشاء منظمة الأمم المتحدة أثناء اجتماع رؤساء الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا، جوزيف ستالين وفرانكلين روزفلت ووينستون شرشل، في يالطا في عام 1945. واتفق رؤساء الدول الثلاث على أن تُتخذ قرارات الأمم المتحدة بإجماع الدول الكبرى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

بيد أن موقف الولايات المتحدة تغير بعد وفاة الرئيس روزفلت، وذلك لأن الرئيس الأمريكي الجديد، ترومان، نظر إلى الاتحاد السوفيتي نظرة ارتياب، ولم يحلُ له أن حق النقض (الفيتو) الذي يحصل عليه الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح الاتحاد السوفيتي إمكانية الاعتراض على قرارات تريدها الولايات المتحدة، وأمل ترومان في إجراء التغييرات المناسبة خلال مؤتمر سان فرانسيسكو الذي يجب أن يناقش ميثاق الأمم المتحدة.

وافتُتح مؤتمر سان فرانسيسكو في ابريل 1945، واستمر حتى يونيو

وشهد المؤتمر جدلا حادا بين الوفدين الأمريكي والسوفيتي حول الالتزام بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر يالطا وفي اجتماعات القمة الأخرى. وأعلن السفير السوفيتي أندريه غروميكو في أحد اجتماعات ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين) أن بلاده لن توافق على ميثاق للأمم المتحدة "يزرع بذور النزاعات العسكرية الجديدة بين الدول"، وبعد هذا الكلام تراجع دعاة تعديل ميثاق الأمم المتحدة بشكل يُرضي الولايات المتحدة.
ووقع ممثلو 50 دولة في 26 يونيو 1945 ميثاق الأمم المتحدة. وأصبح الميثاق نافذ المفعول في 24 أكتوبر 1945عندما أصبح الاتحاد السوفيتي الدولة التاسعة والعشرين التي سلمت شهادة المصادقة عليه إلى المنظمة الدولية. وكان يجب أن يدخل الميثاق حيز النفاذ عندما يبلغ عدد شهادات المصادقة عليه 29 شهادة.

وافتتحت الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 يناير 1946 في لندن، وبعد أسبوع عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعه الأول في نفس المدينة.

تم نسخ الرابط