تعرف على الآية التى عليك قراءتها عند زيارة قبر النبى
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن العبرة بالقرآن دائمًا بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، ومن زعم تخصي أية -: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾، (سورة النساء، آية 64) بحياته - صلى الله عليه وسلم- أو تخصيصها به فعليه أن يأتي بالدليل، فالإطلاق لا يحتاج إلى دليل؛ لأنه الأصل والتقييد هو الذي يحتاج للدليل فهى باقية إلى يوم القيامة.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذا ما فهمه المفسرون، بل أكثر المفسرين التزامًا بالأثر كالحافظ ابن كثير- رحمه الله-، فقد ذكر الآية وعقب عليها بقوله : «وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو النصر الصباغ في كتابه الشامل هذه القصة المشهورة عن العتبي قال: «كنت جالسًا عند روضة النبي - صلى الله عليه وسلم- فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾..
وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي ثم أخذ يقول : يا خير من دفـنت بالقاع أعظمه ** فطاب من طيبـهن القــاع والأكم .. نفسي الفــداء لقبر أنت ساكنـه ** فيــه العفاف وفيه الجـود والكرم ، ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- في النوم فقال : يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له، (تفسير ابن كثير) وروى القصة كذلك البيهقي(شعب الإيمان).
ونبه المفتي السابق أنه نستدل بذلك بعدم اعتراض الإمام ابن كثير على القصة التي ساقها في تعرضه لتفسير تلك الآية، وما ذكره من إقرار العتبي للأعرابي في فعله وعدم الإنكار عليه بطلب الاستغفار من النبي بعد انتقاله الشريف - صلى الله عليه وسلم-، لافتًا: " وقد استدل بتلك الآية أغلب الفقهاء على استحباب زيارة مقام النبي - عليه الصلاة والسلام-، كما استحبوا قراءتها أثناء زيارة روضته الشريفة".
وتابع: فذهب الحنفية إلى استحباب قراءة الآية عند مقامه الشريف؛ ففي الفتاوى الهندية في آداب زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- ما نصه : «ثم يقف عند رأسه ﷺ كالأول ويقول : اللهم إنك قلت وقولك الحق ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ ﴾، مشيرًا: "ومن مذهب المالكية يقول ابن الحاج العبدري : « من زاره ويلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام من لم يزره، اللهم لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك آمين يا رب العالمين".
وأفاد أنه من اعتقد خلاف هذا فهو المحروم، متساءلًا: " ألم يسمع قول الله -عز وجل- : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾، فمن جاءه ووقف ببابه وتوسل به وجد الله توابا رحيما؛ لأن الله -عز وجل- منزه عن خلف الميعاد، وقد وعد -سبحانه وتعالى- بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر ربه، فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلا جاحد للدين معاند لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم- نعوذ بالله من الحرمان".
وأشار إلى قول إمام الشافعية الإمام النووي في بيانه لآداب زيارة النبي - صلى الله عليه وسلم- : «ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويتوسل به في حق نفسه, ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى, ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب، وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال : «كنت جالسا عند قبر رسول الله ﷺ، فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾، وقد جئتك مستغفرًا من ذنبي مستشفعًا بك إلى ربي...» (المجموع)، ثم ذكر القصة التي أوردها ابن كثير.