جنان أوغلو.. امرأة هزّت عرش أردوغان وعاقبها بالسجن 10 سنوات
أيدت محكمة الاستئناف التركية، الحكم الصادر ضد رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري، بمدينة إسطنبول، جنان قفطانجي أوغلو، بالسجن لمدة 9 سنوات و8 أشهر و20 يومًا.
وفي سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة الجنايات الـ37 بإسطنبول الحكم المذكور، إثر إدانتها بخمس تهم مختلفة من بينها "الدعاية الإرهابية" و"إهانة رئيس الجمهورية".؛ لتقوم محكمة الاستئناف، بتأكيد الحكم.
وقبل صدور الحكم في سبتمبر كانت قفطانجي أوغلو، تواجه احتمال الحكم عليها بالسجن 17 عاماً في حال إدانتها بخمس تهم، بينها "الدعاية الإرهابية" و"إهانة رئيس الجمهورية"، بسبب تغريدات كانت نشرتها قبل نحو 6 أعوام على حسابها الشخصي بموقع "تويتر".
وفى إحدى التغريدات كتبت جنان: "أردوغان يرتكب جريمة دستورية، ينبغي إقالته ومحاكمته"، كتبتها للتنديد بما وصفته رغبة الرئيس التركي في تأسيس نظام استبدادي.
كما كتبت لاحقًا تغريدة أخرى: "الدولة لا تقتل أحدًا، إنهم مجموعة من القتلة"، كتبتها عندما قُتل الصبي بيركين ألفان، بعد إصابته برصاص الشرطة خلال الاحتجاجات.
وبدأت المحاكمة في يونيو الماضي بعد فترة وجيزة على خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم انتخابات إسطنبول البلدية لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، في جولة الإعادة التي جرت يوم 23 من الشهر ذاته.
وفي وقت سابق طالب المدعي العام خلال إحدى جلسات الاستماع بالمحكمة، بالسجن لمدة تتراوح بين 4 و17 عامًا ضد المعارضة المذكورة، واستعان بالتغريدات القديمة التي نشرتها قبل سنوات؛ لتدعيم لائحته الإتهامية.
وبحسب ما ورد في حيثيات الحكم الأول، قبل الاستئناف، ذكرت المحكمة، أنها قررت حبس قفطانجي أوغلو عامًا ونصف العام لإدانتها بـ"إهانة موظف دولة عام"، وعامين و4 أشهر لـ "إهانة رئيس الدولة أردوغان"، وعامًا و8 أشهر لـ "تحقير الجمهورية التركية علنًا"، وعامين و8 أشهر لـ"تحريض المواطنين على الكراهية والعداء".
وتعليقًا على الحكم، قال المرشح الرئاسي السابق عن حزب الشعب الجمهوري، محرم إينجة، إن: "النظام الحاكم الحالي ينتقم من المعارضة ويستغل القضاء".
جاء ذلك في تغريدة نشرها إينجة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها "معاقبة قفطانجي أوغلو، بسبب تغريدات نشرتها منذ عدة سنوات وموافقة محكمة الاستئناف على العقوبة، يوضح وضع المحاكم والقضاء في تركيا. فهذه فترة إعدام وانتقام بالقضاء".
"إنها امرأة شجاعة"، هكذا يقول كل مَن يعرفها عن قرب، "إنها مزيج من الاحترام والصراحة مع الذات"، يمكن أن تجدها في كل المعارك؛ تجدها مع عائلات الناشطين المختفين قسريًّا، كما يمكنك أن تراها أمام باب المحكمة وهي تُساند الأكاديميين الذين سجلوا مواقف مؤيدة للسلام مع الأكراد.
كما يمكن أن تلمحها في تجمع لتخليد ذكرى الصحفي الأرمني هرانت دينك، الذي قُتل سنة 2007، أو عند أبواب مصنع شهير؛ تضامنًا مع عماله الذي فصلوا بسبب نشاطهم النقابي.
لكن اسم هذه السيدة كان معروفًا منذ سنوات؛ فلقد نشطت لأعوام عدة في مجال الحقوق والحريات، لا سيما إصرارها على تنشيط ذاكرة المجتمع في ما يتعلق بضرورة الكشف عن الحقائق التي تقف خلف جرائم القتل السياسية.
اسم عائلتها معروف للرأي العام منذ عام 1980؛ حيث تم إعدام والد زوجها المفكر التركي أوميت كافتانجي أوغلو، في ميدان عام من قِبَل ناشطين في اليمين المتطرف.
بعد حضورها المستمر لعدة سنوات مع حزب الشعب الجمهوري، تم تعيينها رئيسة لمكتب الحزب في إسطنبول؛ هذا الحزب التاريخي الذي طالما ارتبط اسمه بمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، كان ذلك في مطلع عام 2018، وكانت جنان أول امرأة تشغل هذا المنصب.