إحياء مسار العائلة المقدسة.. مشروع مصر القومى لتنمية السياحة الدينية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعتبر مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر، أحد أهم المشروعات القومية التى تُشرف عليها وزارة التنمية المحلية و يتابعها الرئيس السيسى وتحت رعاية ودعم كامل من رئاسة مجلس الوزراء، بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار.

وتدير أعمال هذا المشروع القومى لجنة عليا موسعة تضم أعضاء مجلس النواب والكنيسة وممثلي المحافظات الثمانية التي يقع في نطاقها النقاط الخمس والعشرون للمسار وهى القاهرة والبحيرة والشرقية وكفر الشيخ والمنيا وأسيوط والغربية وشمال سيناء .

وقامت المحافظات خلال الفترة الماضية بتوفير مبلغ 448 مليون جنيه لإقامة بعض المشروعات ومنها بينها البنية التحتية وبعض الطرق والكبارى وأعمال التطوير للمناطق التى يمر بها المسار وتم توفير تلك المبالغ بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية.

تم توجيه التمويل المطلوب وقيمته 41 مليون جنيه للمحافظات وفرتها الهيئة العامة للتنمية السياحية بتوجيه من وزير السياحة والآثار، مما سيُسهم فى الانتهاء من كافة نقاط المسار بشكل متكامل، ويجري حالياً إعداد المخطط الاستثماري للمشروع وإعداد البرامج السياحية وربط نقاط المسار بالمزارات السياحية القائمة بكل محافظة.

ويؤدى تنمية هذا المحور إلى إحداث تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار، والذى يضم نحو 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع وفقًا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

ومؤخرًا، استضافت وزارة التنمية المحلية، اجتماعاً، عبر تقنية الفيديو كونفرانس للجنة المشرفة علي مشروع مسار العائلة المقدسة، وذلك بحضور 34 مشاركاً من بينهم قيادات الوزارة وسكرتيرو عموم المحافظات الثماني التي يمر بها المسار وممثلون لوزارة السياحة والآثار ( ممثلة في هيئة التنمية السياحية) والكنيسة القبطية المصرية ومجلس الوزراء وجهاز التنسيق الحضارى ومجلس النواب .

وخلال الاجتماع، أكد اللواء محمود شعراوى على استكمال هذا المشروع القومى المهم الذى يستلزم تضافر جهود كافة الجهات المعنية، مشيرا إلى أن كلا من وزارتى التنمية المحلية والسياحة قد وفرتا لكل محافظة الاعتمادات المالية المطلوبة خلال الفترة الماضية نظراً لأهمية المشروع ثقافياً وسياحياً ودينياً للدولة المصرية، والذى يحظى باهتمام عالمى. .

وشدد شعراوى على حرص القيادة السياسية على افتتاح مسار العائلة المقدسة بصورة تليق باسم مصر وحضور دولى رفيع المستوى وشخصيات دينية وثقافية وسياسية كبرى.

وخلال الاجتماع توافقت اللجنة على أن التاريخ الذى كان قد تم تحديده لإطلاق المشروع والاحتفال بافتتاحه رسميًا فى الأول من يونيو 2020، والذى يتوافق مع ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر، تم تأجيله، نظراً للتداعيات الحالية لفيروس كورونا المستجد على مصر ودول العالم أجمع.

وأشارت اللجنة إلى أهمية استكمال كافة مراحل البنية التحتية للمشروع والحفاظ على ما تم إنجازه بكافة المحافظات خلال الفترة الماضية وهو الأمر الذى يجب أن يستمر ويتم وفقاً للتوقيتات المحددة لتنتهى مختلف محافظات الجمهورية فى أقرب وقت من كافة الأعمال المحددة بمسارات المشروع المختلفة .

وشددت اللجنة أيضاً على ضرورة سرعة استكمال الدراسات والخرائط الاستثمارية الخاصة بنقاط المسار والمتاح طرحها قبيل افتتاح المشروع وعرضها على الراغبين للاستثمار، بالإضافة إلى ذلك تم تكليف هيئة التنمية السياحية بالاستمرار فى دراسة الأسلوب الأمثل لوضع البرامج الخاصة بالترويج لنقاط المسار وبحث إنشاء شركة لإدارة المشروع ، كما تم الاتفاق على أن يكون جهاز التنسيق الحضارى استشارى عام للمشروع .

واتفقت اللجنة على ضرورة الإسراع والانتهاء من بعض القضايا التى تم بحثها ومنها إنشاء المرسى الجديد عند كنيسة المعادى، كما تبادل ممثلو المحافظات عرض بيانات مصورة لما تم انجازه على أرض كل محافظة وبدى واضحاً مدى الجدية والرغبة الصادقة للانتهاء من المسار فى الوقت الذى سبق تحديده، كما تم الاتفاق على إعطاء المزيد من الاهتمام بتحسين مخرجات المشروع ليتواكب الافتتاح مع مناسبة دينية هامة خلال الشهور القادمة.

وزارة السياحة والآثار أكدت أن هيئة التنمية السياحة قامت بوضع الخطط والاشتراطات التنموية لهذه المناطق، لما يمثله هذا المشروع من أهمية للقطاع السياحى، مما سيعمل على زيادة أعداد السائحين إلى المقاصد السياحية الدينية فى مصر. كما تشمل أعمال التطوير أيضا النهوض ورفع كفاءة مستوى الخدمات السياحية المقدمة للزائرين بالمواقع الموجودة على نقاط المسار.

كما قام المجلس الأعلى للآثار بترميم جميع المواقع الأثرية التى تقع على المسار، وافتتاح العديد من المواقع والكنائس والأديرة الأثرية، منها الكنيسة المعلقة بمصر القديمة.

كما تم الانتهاء من ترميم كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب بسمنود، وافتتاح مغارة وكنيسة أبى سرجة بمصر القديمة، بالإضافة إلى ترميم أجزاء من أديرة وادى النطرون الأربعة، وجار ترميم وتأهيل كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا ومشروع تطوير موقع شجرة مريم بالمطرية، هذا بالإضافة إلى إصدار كتالوج بالغتين العربية والإنجليزية لتوثيق مسار العائلة المقدسة والمواقع الأثرية التى مرت عليها الرحلة.

كما شكلت الوزارة لجنة قومية تضم خبراء من كل الجهات المعنية لإعداد ملف تم إرسالة إلى منظمة اليونسكو لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمى اللامادى، وتسجيل أديرة وادى النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمى المادي.

وفى أكتوبر 2017 تم توقيع بروتوكول تعاون بين مصر ودولة الفاتيكان تم بموجبه اعتماد أيقونة العائلة المقدسة وإدراج المسار بكتالوج الحج الفاتيكاني. كما قامت الوزارة بطبع كتالوج عن مسار العائلة المقدسة بتسعة لغات أجنبية منها اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصربية والروسية والإسبانية والمجرية وغيرها، بالإضافة إلى تنظيم عدد من الرحلات التعريفية لعدد من الوفود الإعلامية العالمية والمؤسسات الدينية العالمية ورؤساء الكنائس الكاثوليكية الفرنسية وغيرهم.

ورحلة العائلة المقدسة استمرت أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة المقدسة عدة نقاط فى ربوع مصر المختلفة، حيث تنقلت من ساحل سيناء شرقا إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أقصى صعيد مصر.

تم نسخ الرابط