” لدى حلم” .. قصة الخطاب الذى أودى بحياة مارتن لوثر كينج
ماأشبه الليلة بالبارحة .. تظاهرات أمريكية حاشدة تجتاح الولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد الأمريكى من أصل أفريقي على يد أحد رجال الشرطة البيض لتعيد للأذهان بداية المعركة العنصرية الكبرى فى أمريكا بين البيض و السود.
وقد شهدت هذه المعركة زعماء كثر من السود من بينهم مارتن لوثركينج الذى كان زعيمًا أمريكيًّا من أصول إفريقية وناشطًا سياسيًّا إنسانيًّا من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود في عام 1964 م وحصل على جائزة نوبل للسلام وكان أصغر من يحوز عليها واغتيل في الرابع من أبريل عام 1968.
اعتبر مارتن لوثر كينج من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان وأسس زعامة المسيحية الجنوبية وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة وراح ضحية قضيته ورفض كينج العنف بكل أنواعه وكان بنفسه خير مثال لرفاقه وللكثيرين ممن تورطوا في صراع السود من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه حتى أنهم لم يؤيده قادة السود الحربيين وبدؤوا يتحدّونه عام 1965م.
في 28 أغسطس 1963 ألقى كينج خطاباً أمام النصب التذكارى للنكولن أثناء مسيرة واشنطن للحرية عندما عبر عن رغبته في رؤية مستقبل يتعايش فيه السود والبيض بحرية ومساواة وتجانس.
ويُعتبر اليوم الذي أٌلقي فيه هذا الخطاب من اللحظات الفاصلة في تاريخ حركة الحريات المدنية حيث خطب كنج في 250.000 من مناصري الحقوق المدنية كما يُعتبر هذا الخطاب واحداً من أكثر الخطب بلاغة في تاريخ العالم الغربي وتم اختياره كأهم خطب أمريكية في القرن العشرين طبقاً لتصويت كتاب الخطب الأمريكيين
وقد قال جون لويس النائب في مجلس النواب الأمريكي الذي تحدث أيضاً في هذا اليوم بصفته رئيس إحدى المنظمات الطلابية المنضوية تحت حركة الحريات المدنية: "لقد كان لدى الدكتور كنج القوة والمقدرة على تحويل درجات سلم نصب لنكولن التذكاري إلى منبر ولقد ألهم وعلم وأعلم كنج بالطريقة التي تحدث بها ليس فقط الحاضرين المستمعين ولكنه ألهم وعلم وأعلم كل الناس في كل أمريكا وكل الأجيال القادمة التي لم تُولد بعد."
وبعد أن أنهى كينج قراءة خطابه المعد مسبقاً، ارتجل خاتمته التي كانت تُكرر فيها عبارة "لدي حلم"