فى ذكرى رحيله.. حكايات مضحكة عن ”شاعر النيل” حافظ إبراهيم
حافظ إبراهيم هو أحد شعراء العصر الحديث لقب شاعر النيل، وهو من الشعراء الذين اشتهروا بأشعارهم شهرة واسعة وكان يتميز في أعماله الشعرية أنه يطرح القضايا المعاصرة التي تدور حوله ويكتبها شعرًا يأسر القلوب ومما اشتهر به اتساع ذاكرته وقوتها فقد حفظ المئات من القصائد والكثير من المعلومات التي طالعها في الكتب المختلفة والثقافات المتعددة.
وُلد الشاعر حافظ إبراهيم في مصر على متن سفينة في محافظة أسيوط عام 1872 وكانت السفينة قد رست على نهر النيل يعود في أصوله لأب مصري وأم تركية
عاش حافظ إبراهيم عند أبيه لمدة أربع سنوات، وبعد هذه المدة توفي والده فعاد هو وأمه من ديروط إلى القاهرة ليهتم به خاله المهندس محمد نياز وفي سنة 1908م توفيت والدته لينتقل مع خاله إلى العمل معه بطنطا فالتحق بالجامع الأحمدي لتعلم الكتابة والقراءة.
شعر حافظ إبراهيم بالضيق لذلك رحل عن خاله وكتب له رسالة تقول: "ثقلت عليك مؤونتي، إني أراها واهية، فافرح فإنّي ذاهب، متوجه في داهية".
وذات مرة اجتمع أمير الشعراء أحمد شوقى مع شاعر النيل حافظ إبراهيم على الغداء، وكان القلقاس أحد الأطباق الموجودة، فدخل الشاعران فى تحدٍّ، من منهما يستطيع نظم بيت يذكر فيه كلمة قلقاس، فإذا بحافظ إبراهيم ينشد قائلًا:
لو سألوك عن قلبي ومـا قاسى
فقل قاسى وقل قاسى وقل قاسى
وكان من عادة الكاتب عبدالعزيز البشري أن يطل على صديقه الشاعر حافظ إبراهيم بين الحين والآخر وفي مرة قدم "البشري" لزيارة شاعر النيل في بيته بحلوان وعند اقترابه من البيت رأى الشاعر جالسا في حديقة بيته يقرأ فلما وصل وألقى عليه السلام قال البشرى "العتب على النظر يا حافظ بك، لما شفتك من بعيد تصورتك وحده ست" فرد عليه الشاعر الكبير بسرعة بديهة وفطرة ساخرة "والله يظهر إن نظرنا ضعف، أنا كمان شفتك وأنت جاي افتكرتك راجل!".
فى أحد الأيام قال الشاعر الكبير حافظ إبراهيم لمحمد البابلى: لنا خمس وعشرون سنة أصحاب،لا أنا اغتنيت ولا انت اغتنيت.. ليه؟ هو احنا ما لناش عقل؟ فقال البابلى، هو احنا لو كان لنا عقل كنا بقينا أصحاب؟
وكان حافظ إبراهيم والشيخ عبد العزيز البشرى أصدقاء فى خفة الظل وحلو الكلام والمداعبة وكانا لا يفترقان وقد رفعت الكلفة بينهما فقد دعا حافظ إبراهيم مرة بعض أصدقائه لتناول طعام الإفطار فى رمضان فى منزله بحلوان وكان معه الشيخ البشرى وتأخر الأصدقاء بعد أذان المغرب فدعا بالطعام وجلس معه الشيخ يأكلان وما لبث الضيوف أن حضروا فبادرهم حافظ قائلًا: لا مؤاخذة لما تأخرتم أحضرت فقى البيت يفطر معايا وأشار إلى الشيخ البشرى.