حكايات حزينة عن نجوم ”الشر” فى السينما المصرية
ذاكرة السينما المصرية مليئة بالكثير من العظماء اللذين ساهموا في تطويرها، ومن ضمنهم من برع في تقديم أدوار الشر وأقنعوا الجمهور بأنهم أشرار وكرههم المتابعون بسبب ذلك، ما يؤكد على براعتهم وتفانيهم في تقديم أدوارهم، وفي السطور التالية نرصد أبرز من قدموا أدوار الشر في السينما..
زكي رستم من أفضل الفنانين الذين قاموا بأداء شخصية "الشرير"، فهو كان يمتلك أداء فريد جعله يتربع على عرش أشرار السينما، فقد أدى دور زعيم العصابة، والقاتل، والمجرم، ونجده على سبيل المثال في فيلمه الشهير "نهر الحب"، رجلًا متحجرًا ينتقم من زوجته بالتفريق بينها وبين ابنها، وذلك دون أن يظهر في الدور كقاتل أو هارب من العدالة.
محمود المليجي، الذي يكفي أن يُذكر اسمه، وفي المقابل يُقال "شرير السينما" بدون منازع، فنظراته المعبرة، وأداؤه العظيم في كل الشخصيات التي قدمها، جعلته واحدًا من أفضل النجوم حتى الآن، في أداء أدوار الشر، ومن أشهر أدواره "المبروك"، "توبة"، "أبو الليل"، "ابن الشيطان"، "غروب وشروق".
استيفان روستي، الشرير خفيف الظل، فهو صاحب أداء متفرد في تقديم هذا النوع من الشخصيات، لا يشبه أداؤه أداء شخص آخر، ومن أشهر أفلامه، "سيدة القصر"، "حلال عليك"، "القلب له أحكام".
ولد "روستي" لأم إيطالية وأب نمساوي، كان يعمل سفيرا للنمسا في القاهرة، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه عشق تراب مصر، ورفض مغادرتها ضمن صفوف اليهود الذين سافروا لإسرائيل عقب إعلانها كدولة في 1948، وقدم "استيفان" عددا من الأفلام الهامة منها "تمر حنة"، "قلبي دليلي"، "عنبر"، "حرام عليك"، وتميز بتقديم شخصية الشرير خفيف الظل، فكان يتمتع بأسلوب فريد، وطريقة نطق مميزة، جعلته ممثلا لا يشبه أحد.
توفيق الدقن، "أحلى من الشرف مفيش"، هذه المقولة التي رددها الدقن في فيلم "أحبك يا حسن"، لتصبح واحدة من أشهر ما قيل في السينما المصرية، تألق "الدقن" في أدوار الشر، وبرع وسط قامات عالية من النجوم، ومن أبرز أفلامه "ابن حميدو"، "سر طاقية الاخفاء"، "أرض السلام".
عادل أدهم، صاحب الأداء الفريد لأدوار الشر، تألق الفنان الراحل في تقديم شخصية الشرير، وحفر اسمه ضمن قائمة أفضل النجوم الذين تألقوا في أداء هذا النوع من الشخصيات، ومن أشهر أفلامه "المجهول"، "الفرن"، "حافية على جسر الذهب"، "السلخانة".
نجمة إبراهيم، وهي واحدة من أشهر الفنانات اللاتي أتقن أدوار الشر، فقد اشتهرت بدور "ريا"، في رائعة صلاح أبو سيف "ريا وسكينة"، بدأت عملها كمطربة، حتى ارتبطت بالتمثيل والعمل المسرحي، واتجهت للسينما، وقدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام، وقد رجح البعض إسلامها بعد انتشار وثيقة يُقال أنها تُثبت أنها أشهرت إسلامها، إلا أن البعض أشار إلى أنها ماتت وهي يهودية، وبعد نكسة 67، قدمت عددا من العروض المسرحية، وتبرعت بكامل إيرادات المسرحية لصالح الجيش المصري، ولم تفعل كما فعلت شقيقتها "سيرينا إبراهيم" وتغادر لإسرائيل، بل فضلت أن تظل مقيمة على أرض مصر.
تألقت ضمن صفوف الكبار، وعلى الرغم من أن شخصية الشرير كانت تذهب في معظم الأحيان إلى واحد من الفنانين، إلا أنها كانت استثناء لتلك القاعدة، واستطاعت نجمة إبراهيم أن تصبح واحدة من أفضل فناني السينما المصرية الذين قاموا بأداء أدوار الشر، ومن أبرز أعمالها، "ريا وسكينة"، "الجريمة والعقاب"، "جعلوني مجرما"، "4 بنات وظابط".