الشيخ والرئيس.. حكايات مقرئى القرآن الكريم في قصر الرئاسة

رؤساء مصر
رؤساء مصر

على مدار فترة حكمهم لمصر اختص كل رئيس بقارئ معين للقرآن الكريم للقراءة فى المناسبات كالاحتفالات والمؤتمرات، إلا أن الرئيس السيسى لم يُخصص مقرئ للقصر الجمهورى بل يحرص على إعطاء الفرصة لشباب القراء... وخلال السطور القادمة سنُسلط الضوء على حكايات رؤساء مصر مع مقرئى القرآن الكريم، بداية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، ووصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى.

عبد الناصر

عين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الرحيل الشيخ كامل يوسف البهتيمي، أحد الشيوخ الذي لا تمحو أصواتهم أذهان المصريين والعرب، مقرئ القصر الجمهوري، حيث كان الشيخ البهتيمي محبوباً من كل القيادات وقتها يحبه حباً شديداً، وكان يحيي الحفلات التي تقام بمقر الرئاسة.

ويتميز "البهتيمي" بأن له تلاوة خاصة لأيات القرأن الكريم، ولد القارئ الشيخ كامل يوسف البهتيمي في حي بهتيم بشبرا الخيمة محافظة القليوبية عام 1922م، ألحقه أبوه الذي كان من قراء القرآن بكتاب القرية في السادسة من عمره، وأتم حفظ القرآن قبل بلوغ سن العاشرة، وأصبح قارئا معروفا بالبلدة وكذلك قارئ يوم الجمعة بمسجد القرية.

وتعاقدت معه الإذاعة في أول نوفمبر العام 1953، وتم تحديد مبلغ أربعة جنيهات شهرياً مقابل التسجيلات التي يقوم بتسجيلها للإذاعة، وتم تعيينه بعد ذلك قارئاً للسورة يوم الجمعة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة.

ومن خلال أثير الإذاعة انتقلت شهرته إلى جميع أرجاء مصر، ومنها إلى العالم العربي والإسلامي، وتميز الشيخ البهتيمي بأسلوبه الخاص والفريد في قراءة القرآن الكريم، وأصبح بمثابة مدرسة قرآنية تأثر بها الآلاف من المستمعين له، وقد استطاع أن يثبت جدارته وأهليته لقراءة القرآن وسط كوكبة من مشاهير القراء في مصر والعالم العربي.

وظل الشيخ البهتيمي يقرأ القرآن بمسجد عمر مكرم بالقاهرة حتى توفي وهو يصلي في السادس من فبراير عام 1969، وذلك عن عمر يناهز 47 عاماً.

السادات

كان الرئيس الراحل أنور السادات من العاشقين للقارئ الكبير الشيخ مصطفى إسماعيل، وحين وقّع السادات اتفاقية كامب ديفيد، كان الشيخ بصحبته، ولم تكن تلك زيارته الأولى إلى القدس، فقد سبق أن زارها بصحبة عبد الناصر عام 1960 وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج، لكن هذه المرة كان لها وقع مختلف.

وحرص السادات على اصطحابه معه إلى القدس برغم وجود العديد من القراء العظام في ذلك الوقت.

وكان الشيخ سعيداً بتلك الزيارة التي منحته شرف قراءة القرآن للمرة الثانية في المسجد الأقصى.

أما موقفه من الاتفاقية فكان يكتفي عند سؤاله عنه بالقول: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".

يُذكر أن دولاً عربية عدة غضبت بشدة من زيارة الشيخ للقدس بصحبة السادات خلال توقيع الاتفاقية، واتهمته بالتطبيع كما أوقفت إذاعاتها بث تسجيلاته.

وكان آخر ما قرأه الشيخ مصطفى في حضرة السادات خلال افتتاح أحد المساجد في دمياط، وبعد ذلك أصيب بجلطة في فيلته في الإسكندرية، توفي على أثرها فأمر الرئيس بدفنه في منزله في قرية ميت غزال.

مبارك

ارتبط اسم المقريء الطبيب أحمد أحمد نعينع، بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إذ اشتهر بلقب "مُقرئ الرئيس"، إبان فترة حكم مبارك، وكان يُحيي الاحتفالات التي يتواجد فيها الرئيس.

وبدأت تلاوة الدكتور أحمد نعينع أمام رؤساء الجمهورية، في عام 1986 أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ووجهت أسرة الرئيس الراحل مبارك دعوة للمقريء أحمد نعينع لإحياء ليلة العزاء، بمسجد المشير طنطاوي.

الطبيب أحمد نعينع.. المولود فى مدينة مطوبس بكفر الشيخ، عام 1954، يعتبره الكثيرون آخر عنقود جيل مبدعي التلاوة، الذين انبهر بهم ليصبح منهم، أمثال الشيخ محمد رفعت، وعبدالباسط عبدالصمد، والشعشاعي والمنشاوي وشعيشع، ويتتلمذ على يدي عندليب القرآن الشيخ مصطفى إسماعيل.

وكان عام 1980 نقطة مضيئة في مشوار "مقرئ الرئيس"، حيث استمع له فيه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في إحدى المناسبات، عندما جاء صوت تنبيهي من "الميكرفون" بأن الجميع سيستمع الآن إلى تلاوة القرآن الكريم بصوت أحد المشايخ الدكتور أحمد أحمد نعينع، وهو يتحدث إلى مَن يجاوره، ليأتي صوت نعينع الذي أبهر السادات لدرجة أنه قرر أن يخبره بإعجابه به وأنه يريد أن يراه، حتى يعينه ضمن فريق الأطباء الشخصي له، بحكم دراسته للطب بجامعة الإسكندرية، وكذلك القارئ الأول للقرآن في مصر نظرًا لموهبته التي فرضت نفسها، ومن يومها أصبح "نعينع" هو قارئ القرآن الأول في المناسبات الرسمية الرئاسية في مصر.

قراءات "نعينع"، لم تقتصر على الرئيس السادات ومن بعده الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي احتفظ به قارئاً للرئاسة، وإنما شملت أشهر ملوك ورؤساء وزعماء العالم، حيث جاب القارئ الطبيب عشرات الدول العربية والإسلامية والأجنبية، ومنها ماليزيا وإندونيسيا وبروناي وباكستان والهند والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكل دول أوروبا خاصة في شهر رمضان.

السيسى

أما الرئيس عبد الفتاح السيسى فلم يُعين مقرئ للرئاسة بل يعطى الفرصة لشباب القراء وبذلك يسمح بدخول أسماء جديدة قائمة المشاهير فى كل الفعاليات الرسمية التى تبدأ بتلاوة القرآن.

ويأتى الشيخ هانى الحسينى على رأس شباب القراء الذين يتلون القرآن أمام الرئيس، حيث تكرر اسمه فى الآونة الأخيرة فى عدد من المناسبات الرسمية، وشارك فى العديد من الفعاليات الاحتفالية الكبرى بحضور الرئيس، ليكسر قواعد عدة كان معمولاً بها فى هذه المناسبات.

و"الحسينى" خريج معهد القراءات الأزهرية، وقارئ معتمد بالإذاعة والتليفزيون، أمَّ عدداً من المساجد الكبرى، أبرزها "السلطان أبوالعلا" و"القللى"، فضلاً عن عمله إمام مسجد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

وهناك الشيخ أيمن عقل والذى يعتبر واحدًا من أبرز المقرئين بمصر، وكان صاحب التلاوة بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب، بشرم الشيخ 10 ديسمبر 2016، كما شارك فى افتتاح الرئيس السيسى مشروعات تنموية بمحافظة مطروح، فبراير الماضى.

أما الشيخ خالد الجارحى، فعرف بقراءته للقرآن الكريم، فى عدة مناسبات رسمية، ومنها أثناء افتتاح «السيسى» أكبر 3 محطات كهرباء فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وهى محطات «بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية.

تم نسخ الرابط