تفاصيل مثيرة عن أول دواء يوقف الوفاة من فيروس كورونا
استحوذ دواء جديد على الأضواء بعد أن اكتشف علماء بريطانيون أنه يمكن أن ينقذ حياة الناس من الوفاة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد -19".
ذلك الدواء المسمى "ديكساميثازون" هو الستيرويد الشائع الذي يستخدم عادة لعلاج الحالات بما في ذلك التهاب المفاصل والأكزيما والربو، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية.
وأوضحت هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا "NHS"، أن أقراص الستيرويد، وتسمى أيضًا أقراص الكورتيكوستيرويد، هي نوع من الأدوية المضادة للالتهابات تستخدم لعلاج مجموعة من الحالات.
وأضافت الهيئة، أنه يمكن استخدام الدواء لعلاج مشاكل مثل الحساسية والربو والأكزيما ومرض التهاب الأمعاء والتهاب المفاصل، ولكنها أكدت على أن أقراص الستيرويد متاحة فقط بوصفة طبية.
أظهرت إحدى التجارب أن الدواء يمكن أن يكون فعالًا أيضًا ضد أعراض فيروس كورونا المستجد، حيث اقترح الباحثون أن ديكساميثازون يمكن أن ينقذ ما بين 4000 و5000 شخص في المملكة المتحدة.
وقال رئيس الباحثين بيتر هوربي، من جامعة أكسفورد "هذا هو الدواء الوحيد الذي ثبت حتى الآن أنه يقلل الوفيات، وخفضه بشكل ملحوظ.. إنه إنجاز كبير".
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه يمكن لعقار رخيص الثمن ومتاح في إنقاذ حياة مرضى كورونا ، الذين وصلوا إلى حالة حرجة.
ويقول خبراء في بريطانيا إن العلاج باستخدام جرعة قليلة من عقار ديكساميثاسون كانت له نتائج تعتبر "تطورا كبيرا" في المعركة ضد الفيروس القاتل.
ويقلل هذا العقار احتمال وفاة المرضى الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي بنسبة الثلث. كما يقلل نسبة الوفاة بين المرضى الذين يحصلون على الأكسجين بنسبة الخمس. وهذا العلاج جزء من أكبر تجربة عالمية على أدوية متاحة، ويمكن أن تساعد في علاج فيروس كورونا.
ويقدر الباحثون أنه لو استخدم هذا العقار لعلاج المرضى في بريطانيا منذ بداية انتشار فيروس كورونا كان يمكن أن ينقذ ما يصل إلى 5 آلاف شخص. ولأن العقار منخفض الثمن ، فإنه سيكون ذا فائدة كبيرة بالنسبة للدول الفقيرة التي تعاني من ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا.
وتعافى حوالي 19 مريضا من كل عشرين مصابا بفيروس كورونا دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى. ويشفى معظم الذين يدخلون المستشفى، لكن بعضهم قد يحتاج إلى الأكسجين أو التنفس الصناعي، وهؤلاء هم المعرضون لخطر الموت والذين يستطيع العقار الجديد مساعدتهم.
والعقار المذكور مستخدم لتخفيف حدة الالتهابات الناجمة عن العديد من الأمراض، واتضح أنه قد يساعد في وقف بعض الأضرار التي يصاب بها جهاز المناعة حين يحاول مقاومة الفيروس فيبالغ في رد فعله.
وحصل في إطار التجربة، التي أشرف عليها فريق من جامعة أكسفورد، حوالي ألفي مريض من نزلاء المستشفيات على ديكساميثاسون. وقورنت حالتهم بحالة 4 آلاف مريض لم يحصلوا على العقار.
وكانت النتيجة أنه أنقذ حياة 28-40 في المئة من المرضى الموصولين بأجهزة التنفس، بالإضافة إلى 20-25 في المئة من المرضى الذي كانوا يحتاجون للأكسجين.
وقال رئيس فريق الباحثين بروفيسور بيتر هوربي "هذا هو العقار الوحيد الذي أثبت قدرته على تقليل نسبة الوفيات بشكل كبير حتى الآن. هذا إنجاز مهم".
وقال كبير الباحثين البروفيسور مارتن لاندراي إن التجارب أثبتت أنه بالإمكان إنقاذ حياة واحد من ثمانية مرضى على أجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف "هناك فائدة واضحة جدا. يستمر العلاج مدة تصل لعشرة أيام ويكلف خمسة جنيهات للمريض الواحد. وهذا عقار متاح في جميع أنحاء العالم".
وقال البروفيسور لاندراي إنه يجب إعطاء هذا العقار للمرضى في المستشفيات بدون تأخير عند الحاجة، لكن يجب أن لا يشتريه المرضى لتناوله في المنزل.
ولا يبدو أن ديكساميثفاسون يساعد المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة ولا يعانون من مشاكل في التنفس.
وأجريت تجارب لعدة عقاقير على المرضى منذ شهر مارس/آذار ، بينما استثنى عقار يستخدم لعلاج الملاريا، وهو هيدروكسيكلوروكين، لاحقا لأنه يسبب الوفاة ومشاكل في القلب.
وبدا أن استخدام عقار آخر، رمديسيفير وهو مضاد للفيروسات، يختصر مدة التعافي، ويستخدم الآن في دائرة الصحة الوطنية.