من هو الكاتب الذى تنبأ بالموت قبل الرحيل ؟
انه الكاتب والأديب الكبير يوسف السباعى ، تنبأ بوفاته فى حادث مثير وهو ما حدث بالفعل ، وكما تقول الكاتبة ( لوتس عبد الكريم ) فى كتابها ( يوسف السباعى ـ فارس الرومانسية ) الذى صدر عن دار الشموع متضمنا مجموعة نادره من الصور ، فإن السباعى كتب قى روايته (طائر بين محيطين ) يقول ( وقمت أتمشى إلى كابينة الطائرة وحلا لى كما يحلو لى دائماً أن أتصور أن الطائرة قد سقطت وتحطمت واحترقت وأننا وإياها رمادا كبقايا سيجارة فى كوب من الماء ، ولم أنزعج أبداً من فكرة الموت لأنى أحس أن الموت هو خير ما يصيب الانسان وأنه رقدة هينة ناعمة مريحة تخلصنا من كل متاعب الحياة ومنغصاتها ، وتواترت على ذهنى متاعبى وأحزانى وهى على الأرض كثيرة رغم ما يبدو من مرحى ونجاحى وسعادتى ، وتملكنى احساس بالراحة ، لحظة واحدة تحترق فيها الطائرة .. وبعدها الراحة التامة .... ماذا سيكون تأثير الموت على وعلى الأخرين ؟ (لا شىء ستنشر الصحافة نبأ موتى كخبر مثير ليس لأنى مت بل لأن موتى سيقترن بحادثة مثيرة ). وفى رواية بين الأطلال يكتب : (اه ما أحب الموت لولا أحباؤنا فى الحياة ، إن الموت يبدو فى عيونهم بشعاً لأنهم يروننى شاباً ونافعاً وطيباً ، ويحهم كأن الموت لا يأخذ سوى الكبار العجزة الأشرار ) . ورحم الله كاتبنا الذى قدم الكثير للأدب والأدباء فهو صاحب فكرة قيام المجلس الأعلى للفنون والآداب وكان أول سكرتير عام له وهو الذى طالب بانشاء نادى القصة الذى ضم كبار أدباء مصر ( طه حسين وتوفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوى واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ) ، كما انشأ جمعية الأدباء واتحاد الكتاب العرب ومنظمة الكتاب الآسيوية الأفريقية ، وتجاوزت أعماله الستين كتاباً لعل أهمها روايات ( السقا مات وأرض النفاق ونحن لا نزرع الشوك ) ، كما كتب السيناريو والحوار للعديد من الأفلام السينمائية : ( شباب اليوم ، غرام الأسياد ، بقايا عذراء ، الناصر صلاح الدين ، وإسلاماه ، حياة بلا ثمن ) .