فتيات ”التيك توك”.. ”الموجز” ترصد مشوار شهرتهن من الفقر إلى الثراء والسجن

شهدت الأونة الأخيرة العديد من الكوارث التى نتجت عن الإستخدام السئ للمواقع الترفيهية وأبرزها "التيك توك"، وهو ما جعل الأجهزة الأمنية تقوم بضبط عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بتهمة التحريض على الفسق والفجور، من بينهم "شيرى هانم وابنتها زمردة، ومن قبلها منة عبدالعزيز، ومودة الأدهم، وحنين حسام"، وأحالتهن إلى النيابة العامة بتهم أخلاقية.

كل هذه الأزمات والكوارث كان ولازال الراعى الرسمى لها هو برنامج "التيك توك"، الذى أصبح الأداة التى يتمحور حولها مختلف الاتهامات، وهو تطبيق صيني للهواتف المحمولة، تم إطلاقه في سبتمبر 2016، وانتشر بسرعة هائلة، حتى بلغ عدد مستخدميه يوميًا بالملايين، وبعدما أتاحت مواقع التواصل الاجتماعى، حرية غير مسبوقة فى نشر الأفكار والمعتقدات، الأمر الذى أعقبه استخدام خاطئ لتلك الحرية من قبل البعض، أدى إلى ظهور هذه الفيديوهات الخادشة للحياء، يتم نشرها بهدف الشهرة، أو جذب المزيد من المال بطرق غير مشروعة.

وفى الساعات الماضية، تمكنت الإدارة العامة لمباحث الآداب من القبض على البلوجر شيرى هانم الشهيرة بـ"سيدة التيك توك"، وابنتها زمردة، حيث جاء قرار القبض عليهما على خلفية نشرهما محتوى خادش للحياء، ويحتوي على ألفاظ نابية وأفكار تهدد أمن المجتمع.

البداية كانت منذ شهور، حينما ظهرت امرأة غريبة الأطوار فى فيديوهات لا تتعدى الدقيقة الواحدة، تتحدث بكلمات غير مترابطة وغير مفهومة، إلا أن خفة ظلها جذبت الكثيرين الذين لم يهتموا بالمحتوى قدر اهتمامهم بالترويح عن أنفسهم بالضحك على ما يبدر من سيدة ظن البعض في البداية أنها مجنونة أو تعاني من مرض نفسي.

شخصية شيري هانم، أحاطها الغموض إذ حرصت دائمًا على إخفاء حقيقتها وهويتها، مع ترسيخ فكرة واحدة وهي أنها من الطبقة الأرستقراطية، المدعومة من قِبل أحد الأشخاص البارزين في إحدى الجهات السيادية، والذي كانت تناديه في أغلب فيديوهاتها بـ “الباشا”.

ظهور شيري هانم، ببعض الملابس المكشوفة دفع البعض لانتقادها، إلا أنها كانت ترد على المنتقدين بارتداء ملابس مكشوفة أكثر وأكثر، وشيئًا فشيئًا أخذت فيديوهاتها منحنى آخر لا يهدف لشيء سوى الرد على كل من ينتقد أفعالها بمحتوى ملئ بالسُباب والإيحاءات الجنسية الغير مبررة، وكان ذلك واضحًا بدون الحاجة إلى مشاهدة محتواها، إذ أن عناوين فيديوهاتها كانت تغنى عن ذلك.

مؤخرًا، انضمت “زمردة” لوالدتها شيري هانم، وقدمت معها العديد من الفيديوهات المنافية للآداب، وحرصت هي الأخرى على التأكيد على وجود علاقة بينها وبين “الباشا”.

ومنذ ذلك الحين، بدأت مرحلة تصفية الحسابات، بين شيري هانم، واليوتيوبرز الآخرين الأستاذة رودينا، وناصر حكاية، وغيرهم، إذ تبادل كل الأطراف العديد من الفيديوهات التي تتضمن الكثير من الاتهامات والألفاظ النابية، واستمر الأمر لعدة شهور.

حرصت “الهانم” على التأكيد بأنها فوق طائلة القانون وأن فكرة القبض عليها بعيدة تمامًا نظرًا للدعم المقدم لها من قِبل “الباشا”، إلا أن ناصر حكاية، تشجع بعد القبض على حنين حسام، ومودة الأدهم، وقرر أن يجعل الأمر يتخذ شكلاً قانونيًا، فلجأ لعدد من المحاميين لتقديم بلاغات ضد الهانم وابنتها زمردة.

الإيقاع بها لم يكن سهلاً… بحسب تصريحات ناصر حكاية، في الفيديو الذي نشره بالأمس، والذي أعلن من خلاله القبض على شيري هانم، مؤكدًا على أنها كانت تكذب على متابعيها على “يوتيوب” طوال الوقت بشأن تواجدها في أماكن غير التي تتواجد فيها بالفعل مما صعب المهمة على الشرطة، التي ضبطتها هي وابنتها في إحدى الشقق بمصر الجديدة.

أشار “حكاية” إلى أن الاسم الحقيقي لشيري هانم هو شريفة رفعت، أما ابنتها زمردة، فاسمها هو نورا هشام، مؤكدًا على أن الدولة لم تكن لتتهاون في الإيقاع بامرأة مُدانة في قضية سرقة عام 2018، بالإضافة إلى قضيتين بتهمة ضرب والدتها، مشيرًا إلى أنها نصبت أيضًا على والدة محمد هاني، لاعب النادي الأهلي.

وكشفت النيابة العامة جانبا من التحقيقات التي أجرتها مع المتهمتين المعروفتين بـ"شيري هانم" و"زمردة" وذلك في إطار قرار النيابة العامة بحبسهما على ذمة التحقيقات بقائمة من الاتهامات.

وتمثلت الاتهامات في الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري، وانتهاكهما حُرمة الحياة الخاصة، ونشرهما بقصد التوزيع والعرض صورًا ومقاطع مصورة خادشة للحياء العام، وإعلانهما دعوة تتضمن إغراء بالدعارة ولفت الأنظار إليها، واعتياد إحداهما ممارسة الدعارة وتحريض الأخرى لها ومساعدتها على ذلك وتسهيلها لها، وإنشائهما وإدارتهما واستخدامهما حسابات خاصة بالشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب تلك الجرائم.

وبينت النيابة العامة في بيان لها، أنه تم رصد ما تنشره المتهمتان من مقاطع تتضمن إيحاءات جنسية وسبابًا وعبارات تخدش الحياء بمواقع التواصل الاجتماعي، وتلقت النيابة عدة مطالبات بإلقاء القبض عليهما والتحقيق معهما عبر الصفحة الرسمية لـ"النيابة العامة" بموقع "فيس بوك"، وعبر خدمة الشكاوى الإلكترونية لـ"النيابة العامة".

ومن "سيدة التيك توك"، إلى منة عبدالعزيز والشهيرة بـ"فتاة التيك توك"، والتى تم اغتصابها من قبل أصدقائها بعدما كانت تظهر معهم فى فيديوهات مختلفة على نفس التطبيق، وقررت النيابة إحالتها إلى التأهيل التفسى بدلًا من حبسها، وذلك لمدة 3 أشهر قابلة للزيادة.

وفى أبريل الماضى، كانت القضية الأشهر التى قادت حنين حسام، والملقبة بـ" هرم مصر الرابع" إلى خلف القضبان، بسبب فيديوهات تروج من خلالها لممارسة أفعال خادشة للحياء، بهدف دعم الأسر فى ظل أزمة كورونا على حد وصفها.

ولم يمثل القبض على حنين حسام، الطالبة بجامعة القاهرة، ردعًا لأمثالها، فظهرت فيديوهات جديدة غير مناسبة للعادات والتقاليد لـ مودة الأدهم، والتى تحظى بمتابعة 2 مليون شخص عبر تيك توك، أعقبها ظهور مقاطع على نفس السياق لـ منة عبد العزيز البالغة من العمر 17 عامًا، ثم "شيرى هانم وابنتها" فى أحدث جريمة ضد الأخلاق كما ذكرنا سابقًا.

البداية كانت عند إعلان حنين المثير للريبة، عن حاجتها لفتيات تعمل مقابل مرتبات تبدء من 3000 دولار شهريًا، ويكون العمل خلال منصة تقوم الفتيات بالتسجيل بها، ويشترط أن تكون حسنة المظهر وأن تتحدث من مكان به إضاءة جيدة، حتى تسهل عملية المحادثات مع المستخدمين من الزوار مقابل نظام دفع يسمى بالكوينز يشتريها المستخدم مقابل مبالغ من المال ويبدأ في دفعها للفتيات، مؤكدة أن البرنامج محترم لا شك في نواياه.

قالت نصًا: "مواصفات البنات اللى عاوزاهم مايقلوش عن 18 سنة.. لأن حضرتك هتكوني مذيعة فى أبلكيشن ماينفعش تكونى طفلة.. اللايف بيكون فورمال يعنى ماينفعش البنت تطلع بلبس خارج.. القبض هيكون من 36 دولار لحد ألفين و3 ألاف دولار.. هتفتحوا لايف بوشكوا.. مش محتاجة غير شكل لائق والناس هتتدخل وتتعرفى عليهم وتكوني صداقات بشكل محترم وجميل من غير تجاوزات".

وقرر الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إحالة حنين حسام، الطالبة بكلية الآثار، إلى التحقيقات، بالجامعة لقيامها بسلوكيات تتنافى مع الآداب العامة والقيم والتقاليد الجامعية، وذلك بعد أن تلقت الجامعة العديد من الرسائل حول قيام إحدى الفتيات -تدعى انتمائها لجامعة القاهرة- بنشر مقاطع مصورة منافية لسلوك وقيم المجتمع، كما تم القبص عليها ووجهت النيابة العامة لها اتهاما "بارتكاب جريمة الاتجار بالبشر بتعاملها مع أشخاص طبيعيين هن فتيات استخدمتهن في أعمال منافية لمبادئ وقيم المجتمع المصرى، للحصول على منافع مادية".

كما تم القبض على مودة الأدهم، وهي فتاة عشرينية من مشاهير "تيك توك"، ويتابع حسابها على موقع "انستجرام" قرابة مليوني شخص، ووُجهت لها تهمة "الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري".

وساهم برنامج التواصل "تيك توك" فى نشر كثير من تلك الأفعال غير المألوفة على المجتمع، من خلال المميزات التى يوفرها التطبيق لرواده، والاستخدام المغلوط، والمفهوم الخاطئ للحرية عند البعض مِن مَن فضلوا التنازل عن أى شئ في سبيل الأرباح الكبيرة.