منة عبد العزيز..ما لا تعرفه عن عائلة ”فتاة التيك توك” التى تم إيداعها فى دار لرعاية الأحداث
"حافظوا على أبنائكم بتفهم وتقريب دون إفراط فى تدليل ورقابة بوعى دون تضييق وترهيب" بهذه الكلمات أطلق النائب العام حمادة الصاوي رصاصة الرحمة فى قضية "فتاة التيك توك"، وأصاب بها كل أب أو أم استهتروا بتربية أبنائهم وتركوهم بلا رقابة ليواجهوا مصير منة عبدالعزيز، وتُجدد النيابة العامة، الإشارة إلى عِظَم الدور المنوط بأولياء الأمور تجاه رعاية أبنائهم وصونهم من أصدقاء السوء والمخاطر المستحدثة التى يُدفعون إليها، بعدما فقَدَ البعضُ منهم لدى آبائهم الرعايةَ والتربيةَ والتفهُّمَ.
النائب العام أمر باستبدال الحبس الاحتياطى للمتهمة آية، وشهرتها "منة عبد العزيز" بأحد التدابير المنصوص عليها بالمادة 201 من قانون الإجراءات الجنائية كبديلٍ عن الحبس الاحتياطي؛ وهو إلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع "وزارة التضامن الاجتماعي" لـ"استضافة وحماية المرأة المُعَنَّفة نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا"، والذى قبلته المتهمة موطنًا ومسكنًا لها لعدم وجود محل إقامة ثابت ومعلوم لديها.
كلفت النيابة العامة بالتنسيق مع "وزارة التضامن الاجتماعي" و"المجلس القومى للمرأة"، الأخصائية الاجتماعية المشرفة مركزيًّا على مشروع "استضافة وحماية المرأة المعنفة" بمحافظة القاهرة، وأخصائية نفسية ببرنامج "حماية أطفال وكبار بلا مأوى" بالوزارة، ببحث حالة المتهمة الاجتماعية والنفسية وعرض نتائج البحث والتوصيات على "النيابة العامة"، والتى أسفرت عن اضطرابها انفعاليًا ونفسيًا نتيجة تعرضها لأزمات اجتماعية قاسية مُنذ صغرها حرمتها من عاطفة الأسرة والأهل.
وأثرت فى سلوكها العام، مما دفعها مع قلة خبرتها وعدم رجاحتها وضعف شخصيتها إلى تكوين علاقات مع أصدقاء السوء عوضًا عن فشلها فى عقد علاقات سوية، وكذا السعى للظهور وتحقيق الشهرة بأى وسيلة عوضًا عما لقيته من أزمات، فانخدعت بشهرة حققتها فى بيئة افتراضية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعى أسلمتها إلى أصدقاء سوء استغلوها مع سهولة انقيادها وعدم رجاحتها وتسامحها فى حقوقها، وطمعها فيما عرضوه عليها من هدايا وسُبل لإعاشتها، فوقعت ضحيةً لهم، هذا فضلًا عن الصدمة النفسية والاضطرابات التى أصابتها من أثر التعدى عليها بالواقعة محل التحقيق، مما يتطلب إدخالها بالبرامج المعتمدة بمشروع "استضافة وحماية المرأة المعنفة" لإعادة تأهيلها نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد عند الحاجة.
ولذلك أمرت النيابة العامة بإدخال المتهمة بالبرامج التأهيلية المذكورة خلال إقامتها بالمركز الذي قبلته مسكنًا لها تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة؛ لتأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لإصلاحها وإعادة الثقة في نفسها وتصحيح مفاهيمها والتوفيق بينها وبين ذويها، وإعادة دمجها بالمجتمع، واستكمال دراستها أو تدريبها على مهارات تتيح لها فرصة عمل سوية، أو مصدر حسن لإعاشتها.
يذكر أن النيابة العامة أمرت بحبس المتهمة آية، وشهرتها "منة عبد العزيز" و6 آخرين على ذمة التحقيقات، وانتدبت الطبيب الشرعي للكشف على المتهمة المذكورة بيانًا لكيفية حدوث إصاباتها ومدى وقوع تعدٍ جنسيٍّ عليها.
وذكرت النيابة العامة في بيان لها، أنها قد آثرت عدم الإفصاح عن تفصيلات الوقائع التي أقر بها المتهمون في التحقيقات؛ لما فيها من واقع أليم رأت تقديم ستره على الإعلان عنه، إلا أنها توضح أن إقراراتهم قد تواترت لتؤكد أن المتهمة المذكورة وإن ارتكبت جرائم -أقرت ببعضها- تستأهل عقابها، إلا أنها على حداثة عمرها وعدم بلوغ رشدها قد دفعتها ظروف اجتماعية قاسية تعرضت لها من فقد المأوى والأهل، والسعي لتوفير سبل المعيشة إلى الوقوع في فخاخ ارتكاب تلك الجرائم، وإلى حياة بالغة الخطورة جمعتها بباقي المتهمين الذين جنوا عليها.
وتابعت النيابة: "فمنهم من واقعها كرهًا عنها وهي لم تبلغ سنها ثماني عشرة سنة، ومنهم من هتك عرضها بالقوة والتهديد، وسرقها بالإكراه، وضربها وأحدث إصاباتها، وأنها لم تكن لتعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن صلحها مع أحد الجانين عليها والسكوت عن الآخرين على استياء منها، إلا تحت تأثير ضغط مارسه ذوي هذا الجاني عليها وإغرائها بهدايا على حداثة عمرها لاسترضائها ودفعها للإعلان عن هذا الصلح على خلاف رغبتها".
وأشاد المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي وجميع عضواته وأعضائه بموقف النيابة العامة والمستشار حماده الصاوي، النائب العام وذلك لإعطاء أوامره باستبدال الحبس الاحتياطى للمتهمة، مثمنة الدور العظيم التى تقوم به النيابة العامة.
وأشادت الدكتورة مايا مرسي، بدور النيابة العامة في حماية أبناء الوطن وحماية حقوق الإنسان والحفاظ على كرامتهم وآدميتهم وفقا للدستور ومواثيق حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية والإقليمية.
"فى فيديوهات اتنشرت ليا بالإكراه وضرب واغتصاب"، جملة بدأت منها قصة منة عبدالعزيز، بعدما نشرت فيديو "لايف" لها بثته عبر حسابها على موقع الصور "انستجرام" وتطبيق "تيك توك"، جعل من اسمها الأكثر بحثاً وجعلها "تريند".