حملة فريزر.. يوم أن أحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لاحتلال مصر

حملة فريزر
حملة فريزر
في مثل هذا اليوم من عام 1807 ، وصلت الحملة الإنجليزية بقيادة ألكسندر ماكنزي-فريزر إلى رشيد، وكانت الحرب الإنجليزية المصرية الأولى ودارت بين قوات محمد علي باشا والقوات البريطانية، إلا أن أهالي رشيد بقيادة محافظها علي بك السلانكي تصدوا للحملة الإنجليزية وأذاقوهم مرارة الهزيمة والقتل والأسر،
حاول الإنجليز احتلال مصر باستغلال الصراع الموجود بين محمد علي والمماليك ، فاتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك على أن يخون مصر ويؤيد الحملة البريطانية، ويسهل دخولهم لمصر لاحتلالها في مقابل أن تكفل إنجلترا للمماليك الاستيلاء على مقاليد البلاد
في أثناء الحرب قرر الجنرال فريزر الزحف من الإسكندرية إلي رشيد لاحتلالها، واتخاذها قاعدة حربية لقواته، وكان عدد الإنجليز 1600 جندي لكن قرر محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي وقواته الـ 700 جندي فقط الموت ببسالة في الدفاع عن مصر ومواجهة الانجليز ،
وخوفا من التولي يوم الزحف كما حدث وهرب الجنود في الاسكندرية أمام حملة فريزر ، قام الشيخ حسن كريت بطل المقاومة الشعبية بحث أهالي رشيد علي الجهاد ، وقام أيضا بتشجيع الجنود ليكون أمامهم سبيل واحد فقط هو الجهاد وعدم الهرب من أرض المعركة كما حدث في الاسكندرية، فإن سقطت رشيد ستسقط مصر كلها، فقام بإبعاد المراكب المصرية من أمام شاطيء النيل برشيد إلى البر الشرقي، لمنع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينة، وحتى لا يجد رجال حاميته وسيلة للارتداد أو الاستسلام أو الانسحاب،
كان الأذان هو الإشارة متفق عليها فقد أمرهم الشيخ كريت بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور الإشارة منه واختبأ الجنود وأهالي رشيد في الشوارع وفوق الأسطح ، ولذلك عندما دخل الإنجليز رشيد لم يجدوا أي مقاومة، فظنوا أن المدينة ستستسلم ، فقرروا الاستراحة من وعثاء السفر والراحة والتجول بشوارع المدينة مطمئنين وما أن اطمأنوا حتي سمعوا من فوق مئذنة مسجد سيدي زغلول الأذان " الله أكبر، حي على الجهاد" وفي تلك اللحظة انهالت عليهم الرصاصات القاتلة وأثبت الجنود وأهالي رشيد بسالة حيث قتلوا 185 من حملة فريزر وأصابوا و282 بالجروح وتم أسر 120 جندي ، وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لاحتلال مصر، وانسحب الإنجليز من الإسكندرية، وجاء محمد علي منتصرا للتفاوض مع الجنرال فريزر على الانسحاب من مصر وبهذا أصبح يوم 19 سبتمبر عيدًا قوميًا لمحافظة البحيرة.
تم نسخ الرابط