الطرق الصوفية تتنافس على مقعد شيخ المشايخ وترفع شعار ”مدد يا رسول الله مدد”
في ظل غياب الأحزاب عن الشارع المصري وعدم وجود شخصيات سياسية قادرة على جذب المواطنين، تظل الطرق الصوفية ملجأ لملايين المصريين الذين يبحثون عن عباءة يحتمون بها من تقلبات الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث ينعمون داخلها بتبعيتهم لشيخهم ويدينون له بالبيعة والولاء ويرفضون جملة وتفصيلاً أى فعل أو سلوك يتنافي مع تعاليم الطريقة.
ويستعد مشايخ الصوفية هذه الأيام لانتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مايو المقبل، حيث تقدم 16 شيخًا يتنافسون على 10 مقاعد، وذلك بعد مرور ثلاثة أعوام على مدة المجلس الحالي، على أن يتم اختيار شيخ المشايخ بقرار جمهوري حيث قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ووكيل الجنة التضامن بمجلس النواب، إن الانتخابات تجرى كل 3 أعوام، متابعًا: "قبل نهاية المدة بستين يومًا يتم مخاطبة محافظ القاهرة لتحديد موعد الانتخابات، والتى كانت تجرى داخل المجلس المحلى لمحافظة القاهرة وفق القانون، وبحضور رئيس المجلس المحلى أو محافظ القاهرة، وبما أن المجالس المحلية تم حلها بعد الثورة، فيتم مخاطبة رئيس مجلس الوزراء، وبموجب صلاحياته يحولها إلى محافظ القاهرة".
وشهد سحب ملفات الترشح هذه المرة عدة من مفاجآت، حيث تقدم علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية وعمرو العفيفى شيخ الطريقة العفيفية والشيخ عبد الله المحجوب شيخ الطريقة المحجوبية بأوراق ترشحهم بعدما أعلنوا سابقًا عدم نيتهم الترشح.
وأكد محمد على عاشور، شيخ الطريقة البرهانية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الانتخابات ستشهد إشرافًا قضائيًا كاملاً من قبل القضاء المصرى وديوان محافظة القاهرة الذى ينظم العملية الانتخابية من أجل خروج الانتخابات فى أروع صورة ممكنة، خاصة أن هناك ما لا يقل عن ١٥ مليون صوفى سيتابعون هذه الانتخابات فى مصر وخارجها.
وتابع عاشور أنه يشترط لإجراء الانتخابات اكتمال النصاب القانونى بمعنى حضور ٣٦ شيخ طريقة صوفية من أصل ٧٣ على الأقل حتى يتم إجراء هذه الانتخابات، وإذا لم يصل الحضور إلى هذا العدد يتم تحديد موعد آخر لإجراء الانتخابات.
والمرشحون الـ16 هم الشيخ عبد الرحيم محمد العزازى، شيخ الطريقة العزازية، والشيخ سعيد حسن الشناوى، شيخ الطريقة الشناوية، والشيخ مالك علوان، شيخ الطريقة العلوانية، والشيخ محمد على عاشور، شيخ الطريقة البرهانية، والشيخ مختار على محمد، شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، والشيخ محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، والشيخ محمد عصام زكى إبراهيم، شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية، والشيخ سالم جابر حسين الجازولى، شيخ الطريقة الجازولية، والشيخ محمود محمود أبو الفيض المنوفى، شيخ الطريقة الفيضية الشاذلية، والشيخ حسين سلامة الراضى، شيخ الطريقة الحامدية والشيخ أحمد الصاوى، شيخ الطريقة الصاوية، والشيخ محمد عبد الخالق مصطفى الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، وعمرو العفيفى شيخ الطريقة العفيفية، والشيخ عبدالله المحجوب شيخ الطريقة المحجوبية، والدكتور محمد أبوهاشم شيخ الطريقة الهاشمية، والشيخ سامح المرزوقى شيخ الطريقة المرزوقية.
ظاهرة اجتماعية
والطرق الصوفية في مصر من الظواهر الاجتماعية التي تمتد بجذورها إلى القرنين الثالث والرابع الهجري، وتنتشر في جميع ربوع مصر، فلا تكاد تخلو قرية أو مدينة من وجود أتباع لهم، وتكاد تتشابه الطرق الصوفية في مصر إلى درجة تكاد تذوب فيها الفوارق بينها؛ حيث تتشابه جميعها في شروط الانتساب، والمواصفات المطلوبة في الشيخ، وآلية تولي خلافة الطريقة، وحتى في الأوراد.
وهناك 77 طريقة صوفية في مصر تتفرع معظمها عن 6 طرق صوفية كبرى دخلت مصر جميعها في القرن الرابع الهجري.
"سبحة وموالد وأضرحة".. تلك أبرز ما يعرفه الناس عن الصوفية في مصر، لكن هناك العديد من التفاصيل الغائبة عن غالبية المصريين، فأصل الطرق الصوفية يرجع غلى الطريقتين البكرية والعلوية، التي تفرعتا إلى الخلوتية والنقشبندية، واستمر الحال حتى جاء الأقطاب الأربعة وهم أحمد بن علي الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وأحمد البدوي وإبراهيم الدسوقي، حيث دشَّنوا طرقهم الرئيسية الأربعة وأضافوا إليها أورادهم وأدعيتهم، ويوجد في وقتنا الحالي طرق عديدة جدًا في أنحاء العالم ولكنها كلها مستمدة من هذه الطرق الأربعة، إضافة إلى أوراد أبو الحسن الشاذلى صاحب الطريقة الشاذلية والتي تعتبر أوراده جزءً من أوراد أى طريقة موجودة اليوم.
تقنين الأوضاع
ويعتبر محمد علي باشا هو أول حاكم مصري قنن وضع الصوفية، الذين يرجع وجودهم بمصر للقرن الرابع الهجرى، حيث أصدر فرمانًا بجعل الطرق الصوفية تحت سلطان شيخ السجادة البكرية، ومثل ذلك عهدًا جديدًا لهذه الجماعات التى لم تكن قبل صدور هذا الفرمان خاضعة لسلطة مركزية.
تبدأ طقوس الانضمام ﻷى طريقة صوفية بالبيعة، التى يؤديها المريد للشيخ على السجادة، لاصقا ركبتيه بشيخه، ثم يقرأ عليه الشيخ البيعة، ويطلب منه الاستغفار والتوبة، ويردد خلفه الرضا بمشيخته، وإرشاده بطريقة، وتقسم مناصب الأعضاء فى الرفاعية إلى مريدين، ولكل مجموعة من المريدين شيخ، ولكل مجموعة من الشيوخ شيخ سلك الطريق من قبل أن يوجههم، ويسمى خليفة الخلفاء، ولكل مجموعة من الخلفاء خليفة.
وتعقد معظم الطرق الصوفية لقاءين أسبوعيين يعرف بالحضرة، وهى عبارة عن ترديد أوراد وأذكار وصلوات على النبى وآل بيته، وطلب للمدد منهم، كل على طريقته يرددها أتباع الصوفية فى حلقات دائرية، يقف بوسطها المداح وتعقد بمساجد الصوفية، ليلة الاثنين والخميس، من كل أسبوع.
وتختلف الطرق التي يتبعها مشايخها في تربية طلابها ومريديها باختلاف مشاربهم واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها، وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله، بل هي من باب الاجتهاد المفتوح للأمة، ولذلك قيل "لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق، فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين فيأخذونهم بالرياضات العنيفة ومنها كثرة الصيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر، وقد يسلك بعض المشايخ طريقة اللين في تربية المريدين فيأمرونهم بممارسة شيء من الصيام وقيام مقدار من الليل وكثرة الذكر، ولكن لا يلزمونهم بالخلوة والابتعاد عن الناس إلا قليلا، ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين".
شارات وبيارق ومؤسسات
وللطرق الصوفية شارات وبيارق وألوان يتميزون بها فيتميز الرفاعية باللون الأسود ويتميز القادرية باللون الأخضر ويتميز الأحمدية باللون الأحمر أما البرهانية فإنها لا تتميز بلون واحد كسائر الطرق بل تتميز بثلاثة ألوان هي الأبيض الذي تميز به إبراهيم الدسوقي، والأصفر الذي تميز به الإمام أبو الحسن الشاذلي ومنحه لابن أخته إبراهيم الدسوقى، والأخضر وهو كناية عن شرف الانتساب لبني هاشم.
ورغم أن عدد الطرق الصوفية في مصر 77 طريقة، إلا أن 67 منها مسجل في المجلس الأعلى للطرق الصوفية والباقي غير مسجلة، وأشهر الهيئات الصوفية بمصر هى المجلس الأعلى الذى يترأسه الدكتور عبدالهادى القصبى، والاتحاد العام لتجمع آل البيت ونقابة الأشراف، علاوة على الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، برئاسة محمد علاء الدين ماضى أبى العزائم، الذي قال إنَّه جاء لتوحيد صفوف ستمائة مليون صوفى على مستوى العالم ممثلين فى شكل عشرات الطرق الصوفية، من أجل نشر الوسطية والتسامح من أجل أمن واستقرار المجتمعات الإنسانية، والأخذ بيدها إلى طريق العدل والحق بدلاً من الإرهاب والظلم.
والاتحاد العالمي للطرق الصوفية تأسس من تسعة عشر شيخًا مصريًّا فى المؤتمر التأسيسي الذى عقد بالعاصمة الفرنسية باريس فى الفترة من 2-4 نوفمبر 2013، تمثلوا في علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية رئيسًا، وأحمد الحافظ التجانى شيخ الطريقة التجانية نائب رئيس الاتحاد للشئون الخارجية، ومحمد عبد الخالق الشبراوى شيخ الطريقة الشبراوية نائب رئيس الاتحاد للشئون الداخلية، وعبد الحليم العزمى الحسينى الأمين العام والمتحدث الرسمى للاتحاد، والشيخ عمر البسطويسى السكرتير العام للاتحاد، محمد عبد المجيد الشرنوبى شيخ الطريقة الشرنوبية البرهامية أمين الصندوق.
أشهر الطرق
ووفق بعض الدراسات الاجتماعية المتخصصة، فعدد الأضرحة والمقامات في مصر يبلغ نحو 6 آلاف ضريح، المشهور منها قرابة الألف، يوجد فى محافظة القاهرة 294 ضريحًا، من أشهرها "الحسين، السيدة زينب، السيدة نفيسة"، فيما تتوزع البقية على المدن والمحافظات، فيوجد فى مركز فوّة بمحافظة كفر الشيخ 81 ضريحا، وفي مركز طلخا بمحافظة الدقهلية 54، وفى مركز دسوق 84، وفى مركز تلا 133، كما يوجد فى أسوان أحد المشاهد يسمى مشهد "السبعة وسبعين وليا".
الطريقة البدوية
و"البدوية" من أبرز الطرق الصوفية، حيث تنسب إلى الشيخ أحمد بن علي البدوي المولود في مدينة فاس في المغرب عام 1199؛ وتذكر كتب البدوية أنه نزل مع أسرته مهاجرًا من المغرب إلى مكة، إلا أنه أقام بمصر، وتوفي البدوي في مدينة طنطا في مصر عام 1276، وهو عند الصوفية أحد الأقطاب الأربعة إضافة إلى الجيلاني والرفاعي والدسوقي، وطريقته من أكبر الطرق الصوفية في مصر ولها فروع كثيرة، وشارة الطريقة هي العمامة الحمراء، والعلم الأحمر، ويحتفل بمولد الرفاعي في ثلاثة مواسم الأشهر منها في شهر أغسطس، وتتوافد عليه الجموع من كل أنحاء مصر، ويقيم الأتباع حلقات الذكر، ويطوف الخليفة مع أتباعه المدينة، ويعتبر مولد أحمد البدوي أكبر موالد مصر.
وورد في كتب الطريقة أن منهجها يقوم على تمسك المريد بكتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يكون دائم الطهارة، وراضياً عن الله، وأن يترك ما في أيدي الناس، ويتحمل أذاهم، وأن يكون عالما بأن الشيطان عدوه كما أخبره الله عز وجل، كما تحث على عدم حب الدنيا؛ لأن حبها يفسد العمل الصالح، وتحث على الشفقة على اليتيم، وصلة الأصدقاء والأخوة والأقارب، والإحسان.
استفاد الشيخ البدوي في تأسيس طريقته من مشايخ الصوفية السابقين عليه، خاصة ما يتعلق بأسلوب التعليم والتربية، إلا أن البعض انتقد هذه الطريقة بسبب ما وصفوه بالمبالغات والهالات التي أحاط بها أصحاب الطريقة مؤسسها، ومن هذه المبالغات ما كثرت به كتبهم من أن البدوي كانت تمر عليه الأربعون يوما لا يأكل فيها ولا يشرب ولا ينام، وهو شاخص ببصره إلى السماء، وذكروا أيضا أنه كان يحدق ببصره نحو السماء لا لينظر في النجوم، ولكن ليطالع تجليات الحق، ويتابع أنوار الذات، ومن كثرة هذه المطالعة انطبعت على محيّاه هذه الأنوار، وتركت أثرا ظاهرا يقرؤه كل واحد، فكان يستر وجهه باللثام ليحجب عن الأعين آثار تلك الأنوار.
وتنتشر الطريقة البدوية في جميع أنحاء مصر، ويوجد في مدينة طنطا ضريح السيد أحمد البدوي، وقد تفرعت منها طرق كثيرة في مصر أهمها الشناوية وشيخها حسن محمد الشناوي، والمرازقة وشيخها عصام الدين أحمد شمس الدين، والشعيبية وشيخها محمد محمد الشعيبي، والزاهدية وشيخها حسن السيد حسن يوسف، والجوهرية وشيخها الحسين أبو الحسن الجوهري، والفرغلية وشيخها أحمد صبري الفرغلي، والإمبابية وشيخها هاني محمد علي سلمان، والبيومية وشيخها أحمد حامد فضل، والسطوحية وشيخها علي زين العابدين السطوحي، والحمودية وشيخها إبراهيم محمد المغربي، والتسقيانية وشيخها أحمد إبراهيم التسقياني، والكناسية وشيخها محمد سلامة نويتو، والمنايفة وشيخها علي الدين عبد الله المنوفي، والجعفرية وشيخها عبد الغني صالح الجعفري، والجريرية وشيخها عبد الله خويطر جرير، والحلبية، والسلامية، والكتانية، وهم بلا شيوخ الآن.
تبدأ طقوس الانضمام للطريقة بالبيعة التي يؤديها المريد للشيخ على السجادة، لاصقًا ركبتيه، ثم يقرأ عليه الشيخ البيعة، ويطلب منه الاستغفار والتوبة، ويردد خلفه الرضا بمشيخته، وإرشاده بطريقة البدوي، ويقيمه المرشد مريدا على هذا العهد.
ومن أبرز رموز الطريقة عبد العال البدوي وهو الذي أوصى له الرفاعي بأذكاره، والشريف حسن وهو أخو الرفاعي الذي قدم على مصر في عهد الظاهر بيبرس، ومن المعاصرين الشيخ عصام الدين أحمد شمس الدين، والشيخ حسن الشناوي.
الرفاعية والخلوة
وتنسب الطريقة الرفاعية، إلى الشيخ أحمد الرفاعي المولود في قرية حسن بالبطائح في العراق، واسمه الحقيقي أبو العباس أحمد بن أبي الحسن البطائحي المنسوب إلى الإمام موسى الكاظم، أما الرفاعي الموجود في مصر فيقول مريدو الطريقة إنه من نسله، لكنه ليس أول من بشر بالطريقة في مصر، وإن أول من بشر بها هو الشيخ أبو الفتح الوسطي الذي وفد على مصر من العراق وأقام بالإسكندرية، وزي الرفاعية الأسمر، وقد اشتهر عن أتباع الرفاعي القيام بأفعال يستغربها الكثير كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، إلا أن بعض الباحثين ومنهم الدكتور عامر النجار في كتابه "الطرق الصوفية في مصر" ذهبوا إلى أن هذه الأفعال لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وأرجعوا السبب في انتشار هذه الأفعال بين مريديه إلى القول بأن الرفاعي كان ممن يعرفون بحنوه ورعايته للحيوان.
ورد في كتب نسبت إلى مشايخ ورموز هذه الطريقة أمور جعلت البعض يخرجهم عن الملة ويتهمهم بالشرك، كادعائهم مثلا قدرة شيخهم الرفاعي على علم الغيب والرزق والموت والحياة، ونقلوا عنه قوله: "صحبت ثلاثمائة ألف أمّة ممن يأكل ويشرب ويروث وينكح، ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد، ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسماءهم وأرزاقهم وآجالهم"، ووصفهم البعض بأنهم يشابهون متأخرة الأشعرية من حيث تعريف التوحيد، ونفي العلو، والقول بأن القرآن قديم، وغير ذلك من الأمور.
ومن قواعد هذه الطريقة "الخلوة" مرة كل عام، لمدة سبعة أيام، تبدأ باليوم الثاني من عاشوراء في الحادي عشر من محرم إلى مساء اليوم السابع عشر، فيكون للمختلي فراشه، الذي لا تشاركه فيه زوجته ولا غيرها، ويكون على وضوئه باستمرار، ويخلو طعامه من كل ذي روح، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه 100 مرة، وأن يكون ذكره بعد الراتب بالعدد الذي يسمح به استعداده، في اليوم الأول: لا إله إلا الله، وفي الثاني: يا الله، وفي الثالث: يا وهّاب، وفي الرابع: يا حي، وفي الخامس: يا مجيد، وفي السادس: يا معطي، وفي السابع: يا قدوس.
ومن مراسمهم "عدة النوبة"، وهي عبارة عن الدفوف والطبول الأحمدية الكبيرة، يضربونها في ليالي الجمع، ويجتمعون عليها؛ لاعتقادهم أنها تنشط المريدين، وتروح عن القلوب، وأبرز رموزها أبو الفتح الوسطي، وأبو الهدى الصيادي، الذي اعتلى أعلى المناصب في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ومن الرموز المعاصرين الشيخ أحمد كامل ياسين الرفاعي.
أكبر الطرق
الطريقة الشاذلية هي أكبر الطرق المعروفة في مصر، وتنتسب إلى أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي، المولود سنة 591هـ في غمارة، بالقرب من مدينة سبتة المغربية، ثم انتقل أبو الحسن الشاذلي من شاذلة إلى تونس، ترك تونس وتوجّه إلى مصر ونزل الإسكندرية، وأخذ يدعو إلى التصوف، وأبرز رموزها أبو العباس المرسي الشهير في مصر بالمرسي أبو العباس، وابن عطاء الله السكندري، وداود بن مخلا، والكمال بن الهمام، ومحمد وفا، وياقوت العرش، ومحمد مضر مهملات، ومن المعاصرين عبد القادر عيسى، ومحمد زكي الدين بن إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي.
حديثة النشأة
و"العزمية" من الطرق حديثة النشأة بدأت بمحمد ماضي أبو العزائم، وتنتشر في محافظات مصر إلا أن مركز ثقلها الرئيسي في القاهرة ولا يتفرع منها فروع وأهم رموزها مؤسسها محمد ماضي أبو العزائم وولده عزا لدين وشيخ الطريقة الآن وهو علاء الدين ماضي أبو العزائم.
ومن أشهر الطرق الصوفية الأخرى الموجودة عمومًا "الخليلية" نسبة إلى الشيخ إبراهيم أبو خليل، وتنتشر في مصر والكويت والسعودية، و"الكركرية" نسبة إلى محمد فوزي الكركري وينتشر أتباعها في المغرب ومصر والجزائر والسنغال وتونس وفرنسا وإسبانيا وهولندا والسعودية وأستراليا ولبنان وهي طريقة شاذلية درقاوية علاوية من مشايخها الشيخ محمد بن قدور الوكيلي الكركري والشيخ الطاهر الكركري والشيخ الحسن الكركري، و"القادرية" نسبة إلى عبد القادر الجيلاني وينتشر أتباعها اليوم في بلاد الشام والعراق ومصر وشرق إفريقيا والسودان، وكان لرجالها الأثر الكبير في نشر الإسلام في قارة إفريقيا وآسيا، وفي الوقوف في وجه المد الأوروبي الزاحف إلى المغرب العربي.