الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الأربعاء 10 يوليو 2024 11:46 مـ 4 محرّم 1446 هـ
أهم الأخبار

جثة طفل الخطيئة كشفت التاريخ السرى لحسناء مصر القديمة

جثة طفل الخطيئة
جثة طفل الخطيئة

خطيئة تشيب لها الولدان وتقشعر منها الأبدان ..فصولها محفورة بالسقوط فى بحور الرذيلة المتهمة في هذه الجريمة امرأة في بداية العقد الثالث من العمر استسلمت بجسدها لشاب اغرقها بكلامه المعسول بعد أن غرر بها وأوهمها بالزواج، وكانت النتيجة طفل سفاح، صار عمره عامين، وعندما اختفى حبيبها قررت الزواج من شاب آخر واعترفت له بكل شيء وفجأة تعرض الطفل لمرض الربو، وعندما فارق الحياة استعانت بزوجها وتخلصت من الجثة بإلقائها بجوار المستشفى بعد ان فشلت فى استخراج شهادة ميلاد له او تصريح بالدفن لتؤكد لنا فصول هذه القضية ان طريق الرذيلة مفروش دوما بالاشواك ونهايته خلف القضبان .
بطلة هذه القضية هى منى إمرأة في بداية العقد الثالث من العمر، كانت تعيش وسط أسرتها داخل شقة بسيطة بمصر القديمة، الأب كان رجل بسيط يعمل في مصنع والأم ربة منزل، اما شقيقها فيكبرها بخمس سنوات، كان الأب يذهب كل يوم إلى عمله ويعود آخر اليوم مرهقًا من شدة التعب لكي يؤمن مستقبل أسرته، ولكن القدر كان يخبئ له شيئًا آخر، ففي يوم ما فوجئ الأب بخروجه إلى المعاش المبكر وأصبح راتبه لا يكفي احتياجات أسرته، حصلت منى على الدبلوم وبدأت تبحث عن فرصة عمل تساعد بها أسرتها، وبعد عناء شديد استطاعت أن تعمل في محل بالمعادى.
كانت منى على قدر كبير من الجمال دفع الشباب وكل من يراها للجرى وراءها ومطاردتها للفوز بقلبها ولكنها كانت ذات شخصية عنيدة، بدأت العمل والكل كان يثني عليها وعلى عملها، حتى ظهر من بدأ ينغص عليها حياتها ففي أحد الأيام أثناء جلوسها في المحل فوجئت بشاب وسيم يطلب منها شراء بعض المستلزمات وبدأ يتعرف عليها وأخبرها بأن اسمه محمد ومن عائلة مرموقة، تبادلا نظرات الإعجاب وانصرف محمد من المحل، أعجبت منى بشخصيته وتمنت أن يكون فتى أحلامها الذى كانت تبحث عنه لكي ينتشلها من حياة الفقر المدقع، بعد مرور يومين فوجئت بمحمد يأتي إلى المحل ويطلب منها أن يقابلها بعد انتهاء عملها في كافيتريا مجاورة لهم، لم تتردد وذهبت معه وهناك أخبرها بأنه معجب بها ويريد أن يتزوجها، لم تصدق ما سمعته أذنيها وبادلته نفس الشعور ومنذ ذلك اليوم وجمعت بينهما قصة حب جميلة.
كانت منى تعشق محمد بجنون ولم ترفض له طلبًا على الإطلاق، استمرت علاقتهما أكثر من عامين حتى حدث ما لم تتوقعه، في يوم ما طلب منها محمد أن تذهب معه إلى شقة الزوجية لكي تراها وتخبره عن رأيها فيها، رفضت في بداية الأمر ولكن بعد إلحاح منه وافقت وذهبت معه إلى الشقة وبمجرد أن دخلت أمطرها بوابل من الكلام المعسول حتى خارت قواها وسلمت له جسدها حتى أفقدها عذريتها، أخذت تبكي بشدة وطلبت منه أن يتزوج منها في أسرع وقت، فأخبرها بأنه سوف يفعل ذلك قريبًا ولكن بمرور الأيام اكتشفت بأنها وقعت ضحية شاب مستهتر استطاع أن يفقدها أعز ما تملك وتهرب منها، لم تنته المشكلة عند ذلك بل شعرت آية بثمرة الخطيئة تنمو في أحشائها واكتشفت بأنها حامل، وقتها قررت الهرب من المنزل وذهبت للإقامة مع إحدى صديقاتها ورفضت إبلاغ أسرتها بأي شيء وعندما وضعت الطفل كان يعاني من المرض باستمرار، ذهبت به عدة مرات إلى المستشفيات وتحسنت أحواله وبلغ من العمر عامين، كانت منى لا تدري ماذا تفعل وكيف تحصل على الأموال للإنفاق على طفلها حتى عرضت عليها إحدى صديقاتها بأنها لديها عريس اسمه عماد يعمل جامع قمامة وعلى استعداد للزواج منها بعد أن علم بقصتها، لم تتردد منى لحظة واحدة وتزوجت في أسرع وقت وكانت حياتها تسير بشكل عادي حتى حدث ما لم تكن تتوقعه .
ففي أحد الأيام وجدت ابنها مريضا بشدة وعندما ذهبت به إلى المستشفى أخبرها الطبيب بأنه يعاني من مرض الربو وأعطاها العلاج المناسب له، مر على ذلك بضعة أيام وتدهورت صحة ابنها إلى الأبد وفارق الحياة، أخذت زوجها وذهبت إلى مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن ولكنه سألهما عن شهادة الميلاد حتى يستطيع استخراج شهادة الوفاة، وفي دقائق قليلة اختمرت في ذهنها فكرة أن تتخلص من الطفل وأخذت زوجها وتوجهت إلى مستشفى دار السلام وبدأت تراقب حركة المواطنين وعندما سنحت لها الفرصة ألقت جثة الطفل بجوار المستشفى وأثناء هروبها شاهدها أفراد الأمن وألقوا القبض عليها وزوجها وحضر رجال المباحث وقاموا باقتياد المتهمين إلى قسم الشرطة واعترفوا بارتكاب الجريمة.
بدأت خيوط جريمة منى تتكشف ببلاغ تلقاه المقدم أيمن سمير رئيس مباحث قسم شرطة مصر القديمة بتمكن الأمن الإداري لمستشفى دار السلام العام الكائنة بدائرة القسم من ضبط المدعوة "منى.ا" 30 ربة منزل ومقيمة خارطة أبو السعود دائرة القسم حال قيامها بإلقاء طفل "متوفي" يبلغ من العمر عامان بجوار سور المستشفي، انتقل على الفور الرائدان معتز حسن وهشام عبد الحميد ضباط مباحث القسم وبصحبتهم القوة المرافقة وتمكنوا من ضبط المذكورة وبصحبتها زوجها المدعو "عماد.ع" جامع قمامة ومقيم شارع عطية بلبلة جزيرة دار السلام دائرة قسم شرطة دار السلام، وبإخطار اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام لطفي نائب المدير واللواء أحمد الألفي مدير المباحث الجنائية والعميد عبد العزيز سليم مفتش المباحث لسرعة كشف غموض الواقعة وبمناقشة المتهمين اعترفت الأولي بأن الطفل المتوفى نجلها من حمل سفاح وانه كان يعاني من مرض الربو وأصيب بأزمة ربو، فتوجهت للمستشفى لعلاجه، إلا انه فارق الحياة وطلب مفتش الصحة شهادة ميلاد الطفل لاستخراج تصريح للدفن ونظرا لعدم قيده رفض استخراج تصريح دفن الجثة فتخلصت من الطفل وبمواجهة المتهم الثاني أيد ما سبق.
تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأحاله العميد طارق راشد مأمور قسم مصر القديمة إلى النيابة التى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
nawy